رانيا العسّال لن تكونَ الأخيرة..! بقلم/ هنادي محمد
مهما تعاقبتِ الأزمانُ يظلُّ نظامُ آل سعود موسوماً بتاريخه الإجرامي واستهدافه للإنسان واستباحته لحُرمته والتعدي على حقّهِ في الحرية والاستقلال بكلمته وموقفه وصوته.
معلومٌ لدى الجميعِ النظامُ الجائرُ الذي يسري في السعوديّة من تعرُّضِ مواطنيها لأقسى العقوبات، أدناها السجنُ لعشرات السنين، وأعلاها تنفيذ حكم الإعدام!، وذلك إذَا ما أطلقوا تغريدةً أَو كتبوا منشورًا على حساباتهم «الشخصية» في شبكات التواصل الاجتماعي، وبما يخالف رغبتهم الشيطانية، أَو يسهم في إظهار حقيقتهم البشعة للعالم.
الإعلامية المصرية رانيا العسّال، المعروفة بمناهضتها للمشروع الاستكباري العالمي ودفاعها عن الشعوب المستضعفة التي تتبنى ثقافة الجهاد وتسلك طريق المقاومة، تختفي في ظروف غامضة أثناء أدائها لمناسك العمرة، وبلا شك أن يد المجرمين من حكام آل سعود طالتها، واغتنموا فرصة تواجدها في مملكتهم، وهذا يمثّل مؤشراً خطراً عندما يتحول بيت الله الحرام من بيتٍ آمنٍ للعبادة إلى مكان لبث الرُّعب واختطاف الزائرين وتعدي حدود الله.
طالما وأن البيتَ الحرامَ تحت سيطرة آل سعود الدمويين، فلم يعد آمنًا بالمطلق؛ ما يعني حرمانَ شريحة واسعة جِـدًّا من عباد الله من أداء فريضة وركن أَسَاسي من أركان الإسلام.
وفي ظل ذوبانِ مملكة الشر في التطبيع مع العدوّ الإسرائيلي، وإيصالُ بلدِهم إلى أعلى مستويات التفسخ والانحلال خيرُ دليل على أن قوى الاستكبار العالمي قد أحكمت قبضتَها وسيطرتَها على تلك الشرذمة الحاكمة، وأنها الحاكمةُ الفعليةُ لبيت الله الحرام، وهذا يحتِّمُ على جميعِ الأنظمة والشعوب الإسلامية إظهارَ موقفٍ صريحٍ يؤسِّسُ لتحييدِ المقدَّسات وزائريها، وإعطاءَها حُرمتَها الكاملة، أَو فَـإنَّ زوالَ زُمرةِ البغي لَقريبٌ بإذن الله، والعاقبةُ للمتقين.