(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا)..بقلم/ أمة السلام جعفر
لنتأمَّلْ ونقفْ لحظةً مِن الزمن في آيات الله لنتَدَبَّرَها، آياتُ الله جليةٌ وواضحة؛ فهي نورٌ لمن قد غشاه الظلام من كُـلّ الاتّجاهات، هي حياة للقلوب الميتة، وهي سعادة لكل حزين؛ فمن أراد الفوز في حياته فلْيعمل بالقرآن.
تحدث الله بوضوح في القرآن الكريم مُخاطباً عباده خطاباً مريحاً مُحباً لهم يُريد لهم الخيرات، يريد لهم الفوز والنجَاة والفلاح والصلاح، يحذّرهم وينذرهم، ويعِدهم ويُرهِبهم؛ فمنهم من غوى ومنهم من ظلم نفسه، ومنهم من ابتعد عن توجيهات الله وتخلّف عن ركاب الصالحين؛ ليكون في حالةٍ يرثى لها من الضيق والشقاء وتراكم الأحزان، كُـلُّ هذا سببُه التخلّفُ عن أوامر الله ونواهيه.
استوقفتني آيةٌ للحظةٍ من الزمن جعَلت قلبي يتألم، اقشعر لها بدني وأنا أتأمَّلُ معانيَها، أُفكِّرُ في واقعنا الحياتيّ، فاللهُ -عز وجل- يقول: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا).
الضلال، ضلال الأعمال والسعي، “ضلّ سعيهم”؛ أي كُـلّ أعمالهم وكلّ تحَرّكاتهم، كُـلّ ذلك الجهد المبذول والتحَرّكات الجادة تذهب أدراج الرياح..
هم يحسبون أنهم يعملون شيئاً خيِّراً وأن أعمالهم صالحة، وكلّ أعمالهم ليست كما يظنون، ولا يرون أنفسهم إلا في القمم يعلون بخيلائِهم وتفكيرهم أنهم يُحسِنون الأعمال والتصرفات، وهم ضالون غاوون أهلكوا أنفسهم وهم يتخبطون في ظنونهم بأنهم صالحون وهم ليسوا كذلك.
(أُولئك الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا)، كُـلّ أعمالهم حبطت؛ بسَببِ أفعالهم وتكذيبهم وكُفرهم، فهم في ذلك اليوم العظيم مُحتَقرين أذلاء ليس لهم أي اعتبار؛ بسَببِ تعنّتهم.
(ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا)، جزاؤُهم؛ بسَببِ أعمالهم التي كانت تُغضب الله، ولمخالفَتهم أوامر الله والاستهزاء بالرُسل، فكان جزَاءُ أعمالهم تلك هو جهنم.
فعلى كُـلِّ واحدٍ منّا أن يُراجِعَ أعماله وأن يحاسب نفسه اليوم قبل أن تُحاسب؛ مِن أجل أن لا يأتي ذلك اليوم العظيم ونحن من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا والعياذ بالله.