أشباحُ الحرم المكي..بقلم/ إلهام نجم الدرواني
لا يتوقَّفُ النظامُ السعوديُّ عن مُمارسة الاعتقالات والاغتيالات لكُلِ مُعارِضيه حتى أصحاب الأقلام الحرة، والأصوات الأبية؛ فلقد تعود هذا النظام الاستكباري بأن يُلجمَ كُـلَّ صوت حُر، ويعتقل كُـلَّ من يُبدي مُعارضتَه لنظامهم المُتعسِّف، أَو يتم قتلهم وإعدامهم بكل وحشية؛ فالّذي نَبتت أجسامهم بدماءِ الأبرياء لن يتورعوا أبداً عن سفكِهِم لدماءِ أصحاب الأصوات الحرة والأقلام الأبية.
وعلى سلسلةِ تلكَ المُمَارساتِ الشنِيعة من اختطافات واغتيالات لناشطين وإعلاميين أحرار، يقوم النظام السعوديّ باختطاف الإعلامية المصرية رانيا العسال، التي لم تصمت أَو تركع، كما فعل الآخرون من نُشطاء وساسة، تجاه قضايا الأُمَّــة الإسلامية، فكم ألْجمت أفواه الكثير منهم، إما بترغِيبهم بالدولارات الأمريكية، أَو عن طريق الترّهيب لهم.
لقد حرّكت الإعلامية رانيا العسال قلمها؛ مِن أجل نُصرةِ الحق والمستضعفين والدفاع عنهم؛ فكان لها دورٌ بارزٌ في مُناصرة القضية اليمنية، وقضايا الأُمَّــة الإسلامية، والوقوف مع دولِ محور المقاومة.
لم يرضَ ضميرُها الحي أن يسكت عن ممارساتِ النظامِ السعودي التعسّفية، وكلّ الأنظمة التي تُذعِنُ بالرّكوع للشيطان الأكبر أمريكا وإسرائيل؛ فكانت مقالاتها تُمثّل حرباً نفسية تُزلزل وَتُزعزع عُروش الطغاة.
إن رانيا العسال وقفت موقفَ الصادقين الثابتين في زمن الركوع والانبطاح؛ فصدعت بالحقيقة المبهَمة، وكشفت المُتستّرين بثياب العدالة والزهد، فضحت مدى حقارة نظام آل سلول المتوحش بحق أبناء الأُمَّــة، وعلى رأسهم الشعب اليمني.
إن اختطافَ نظام آل سلول للإعلامية رانيا العسال دليلٌ واضحٌ على أنها انتصرت عليهم بفكرِها وقلمِها وكلماتِها الحرة، المُشتعلة بغضبِ المستضعفين من أبناء هذه الأُمَّــة.
لا تُخفى علينا مناصَرةُ الإعلامية رانيا العسال لقضايا الأُمَّــة، وخُصُوصاً قضية فلسطين، والوقوف بوجه الكيان الغاصب، فما كان لآل سلول إلا بأن يتجلَّى فيهم قولُ الله سُبحانَه وتعالى: ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ﴾ ليسرعوا هم مسارَعة العبادة لأسيادهم؛ لإيقاف كُـلّ صوت يُناهِضُ الظلمَ والغاصبين؛ استجابةً لساداتهم في تل أبيب، يسارعون مسارعة الراكعين لخدمة مصالح إسرائيل والمساومة في قضايا أمتهم، وفي مقدِمتها قضية فلسطين، بل سارعوا هم لبيعِ القدس؛ تودُّدًا للغدة السرطانية.
لقد جعل النظامُ التطبيعي من بيت الله الحرام شبكةَ صيد لمعارضيه، أَو بالأحرى فخاً يصطادون كُـلَّ مَن يُبدي رأياً يعارِضُ قراراتِهم الإجراميةَ، فلم تمضِ فترةٌ وجيزةٌ عن اعتقال الفتاة اليمنية المعتمرة مروة الصبري؛ بسَببِ دُعائها بأن يخلِّصَ اللهُ بلدَها من الحرب والدمار، حتى يتم اختطافُ الإعلامية رانيا العسال.
إنها سياسةُ القمع والإذلال المُمارسة يوميًّا من نظام آل سلول، النظام المصطنع في تل أبيب، المتغذّي على لحوم البشر وخيراتهم، إنه النظامُ الشيطاني، الذي يسعى لخدمةِ المصالح الصهيونية والأمريكية.
إن على النظام السعودي أن يعلم أنهُ باختطافه رانيا العسال زاد النارَ اشتعالاً في تقويض مملكتهم، وفي زلزلة عرشهم الشيطاني، وأن قضيةَ اختطاف رانيا قضيةُ كُـلّ عربي، بل كُـلّ مسلمٍ غيور، ما زالت دِماءُ المُروءةِ تسري في عروقِه.
مطلَبُ الإفراج عن رانيا مطلَبُ الجميع، وإن لم ينفع معكم الكلامُ بالأفواه، فَـإنَّ الحَلَّ بأفواه البنادق؛ لتحرير كُـلّ المختطفين جَرَّاءَ حُكمِكم الهستيري.