مطبخُ الحمزة الخيري الرمضاني.. روائحُ إحسان تعطّر حياةَ المحتاجين وتعكّر أجواء “رعاة التجويع”!
المسيرة: نوح جلّاس
مع حلول شهر رمضان المبارك 1444هـ، يواصل اليمنيون الأحرارُ إظهارَ الجانب المشرق من المبادئ والقيم التي تحلى ويتحلى بها الشعب اليمني، الذين وصفهم سيد الخلق بأنهم ألين قلوباً وأرق أفئدة، حَيثُ ما تزال المطابخ الخيرية الرمضانية تشكل العون الأكبر لشريحة واسعة من المحتاجين والمعوزين، الذين يعيشون تحت وطأة المعاناة والحاجة جراء استمرار العدوان والحصار والحرب الاقتصادية وتداعياتها كانقطاع المرتبات وتدني مستوى الدخل وتعطل نسب كبيرة من الأيادي العاملة وغيرها، ومن تحت ركام كُـلّ هذه الظروف تأتي المطابخ الخيرية الرمضانية لتشكل عاملاً آخرَ من عوامل الصمود، وتنقل صورةً عظيمة عن مستوى التكافل والإخاء بين اليمنيين، وتنسج لوحةً متفانية خطّها المتطوعون وفاعلو الخير بسواعد إحسانهم.
ومع تسابق اليمنيين الأحرار نحو تشييد المطابخ الخيرية وتوسيع أعمالها بحيث تغطي كامل المحيط اليمني الحر، والمليء بالتراحم والتعاطف والتكافل، تسلط صحيفة “المسيرة” الضوء على أحد النماذج الناصعة وتنفذ زيارة ميدانية لأحد المطابخ الخيرية بأمانة العاصمة، لتلتقي بالعاملين المتطوعين والقائمين على العمل، لتكون الحصيلة هي أن أحرار اليمن باتوا كخلية نحل لا تعطي إلا طيباً.
مطبخ الحمزة الخيري، الذي يواصل أعماله للعام السابع على التوالي في مساندة الأسر الفقيرة والمحتاجة والمعوزة، يشكل أحد النماذج المشرقة من عشرات المطابخ الخيرية وجنودها المجهولين الذين سخروا وقتهم وجهدهم في سد رمق المحتاجين، كجهادٍ لنصرة الدين والمستضعفين في هذا الشهر الفضيل.
وخلال الجولة الميدانية، تحدث مسؤول مطبخ الحمزة الخيري، عدنان السياني، لصحيفة “المسيرة”، بقوله “إن المطبخ يواصل أعماله حرصاً على تجسيد التعاون والتآخي بين اليمنيين، خُصُوصاً في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها اليمن أرضاً وإنساناً”.
ويشير السياني، إلى أن مطبخ الحمزة الخيري يوفر وجبات العشاء والإفطار لنحو 1500 أسرة يوميًّا، منوِّهًا إلى أن الوجبات تغطي ما يقارب 14 ألف نسمة.
ويوضح السياني أن عملية التوزيع تشمل مربعات مديرية السبعين وأجزاء من مديرية الصافية، مؤكّـداً أن آلية الوصول إلى الأسر المستهدفة تأتي بناءً على حصر ميداني مسبق وبحوث متواصلة للأسر المحتاجة، وبالتعاون مع مندوبي المربعات والحارات.
ويؤكّـد السياني أنه وعند التوزيع يتم التنسيق مع المطابخ الخيرية الرمضانية الأُخرى بحيث يتم استهداف المستحقين بدون تكرار وتجنباً لنسيان أحدٍ منهم.
وعلاوةً على ذلك يؤكّـد مسؤول مطبخ الحمزة الخيري، أنه مع عملية التوزيع واستهداف الأسر المستحقة المحصورة في قاعدة بيانات مسبقة، فإنه يتم أَيْـضاً توزيع الوجبات لكل الوافدين المحتاجين الذين يأتون إلى المطبخ بشكل يومي لطلب القوت، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن المطبخ يقيم وجبة عشاء وإفطار جماعية في مسجد الحمزة، مُشيراً إلى أن الإفطار والعشاء الجماعي يتوسع يوماً تلو آخر، وهنا صورة من صور التراحم اليماني منقطع النظير.
ويؤكّـد عدنان السياني أن كُـلّ العاملين في المطبخ من المتطوعين الشرفاء ومحبي الخير والإحسان، منوِّهًا إلى الحرص الكبير على الاستعانة بمن لهم خبرات في الطبخ بحيث يتم تجهيز الوجبات للأسر المستحقة في أفضل جودة، موضحًا أن الوجبة اليومية عادةً ما تكون “كميات من الأرز والطبيخ والزبادي والخبز”، مؤكّـداً أن المطبخ يسعى لتوفير الوجبات الطيبة بكل الإمْكَانيات المتاحة.
وفي السياق ذاته دعا مسؤول مطبخ الحمزة الخيري، كُـلّ فاعلي الخير والإحسان إلى دعم المطبخ؛ لضمان استمراريته وتوسعه والارتقاء بكل أعماله، ومثله باقي المطابخ الخيرية؛ وبما يجعل من المستحقين والأسر المستهدفة تشعر بالارتياح الكبير، وتدرك أن خير الله وجوده هو من جعلهم بعيدين عن الجوع والحاجة في هذا الشهر المبارك.
ولأن أعمال المطابخ الخيرية تستوجب من الجميع التكاتف والتعاون بين الجميع لتعزيز الصمود وتخفيف المعاناة، فقد تم حصر عمليات استقبال تبرعات أصحاب الخير لمطبخ الحمزة الخيري، على المسؤول المباشر “عدنان عبدالله غالب السياني”، فيما تم تخصيص هذا الرقم “775222822” للتواصل مع إدارة المطبخ والاستفسار؛ بشأن الإحسان والتبرع وتقديم العون أياً كان شكله.
وأمام هكذا لوحات تكافلية متفانية فإنه من الواجب على جميع الأحرار المقتدرين دعم هذه المطابخ لسد جوع وحاجة عشرات الآلاف من الأسر، والتي فاحت منها روائح التراحم والتكافل والتعاضد في كُـلّ ربوع اليمن الحر المحرّر، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.