غزوة بدر الْكُبْرَى [2هــ/624م].. بقلم / صالح مقبل فارع
غزوة بدر الكبرى، هي: الغزوة التي جرت أحداثها في منطقة الجزيرة العربية، ووقعت بين المسلمين بقيادة رسول الله وكفار قريش بقيادة أبي جهل؛ في 17 رمضان من العام الثاني للهجرة؛ الموافق 13 مارس 624م، في منطقة بدر، وهي أول معركة تخوضها الدولة المسلمة الفتِيَّة، وكان النصر فيها للمسلمين؛ وهزم المشركون فيها هزيمة نكراء؛ حَيثُ قُتل سبعون رجلاً من المشركين على رأسهم أبي جهل وعتبة بن ربيعة وأخوه شيبة وابنه الوليد، وكذلك أُسِر سبعون، واستشهد من المسلمين 14 شخصًا سلام الله عليهم، هم الآتون في الفقرة التالية، وعلى رأسهم عبيدة بن الحارث بن عبدالمطلب.
ولكن بانتصار المسلمين في عزوةِ بدر رُفعت معنوياتهم كَثيراً، وهَّـابتهم بقية المناطق المجاورة، وسمى الله ذلك اليوم يوم الفرقان، وهي معركة فاصلة بين الإسلام والكفر، وبين الحق والباطل، كما أنها معركة مشهورة ومعروفة؛ وأظن أن جميع المسلمين يعرفون تفاصيلها بالدقة، منذ خروج رسول الله من المدينة إلى نهاية المعركة، فلا داعي لذكر تفاصيلها كلها، وقد سطر الله أحداث تلك المعركة في كتابه الكريم؛ في عدة مواضع:
- ، حَيثُ قال في سورة آل عمران: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123)، إذ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَو يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (127) لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَو يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَو يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128) وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرض يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} آل عمران:123-129].
- كما قال تعالى أَيْـضاً في سورة الأنفال: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُـلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41)، إذ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42)، إذ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قليلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثيراً لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (43) وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ، إذ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قليلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (44) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَأثبتوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال:41-45]، وغيرها من الآيات.
14 شخصًا سقطوا شهداء في أول معركة حقيقية بين المسلمين والكفار، استشهدوا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في يوم الفرقان في غزوة بدر الكبرى في مثل هذا اليوم 17 رمضان العام الثاني للهجرة، الموافق 624م، وهم::
– عُمير بن أبي وقاص.
– عُبيدة بن الحارث بن عبدالمطلب.
– صفوان بن وهب.
– ذو الشمالين بن عبد عمرو.
– مَهْجَع بن صالح.
– عاقل بن البكير.
– سعد بن خيثمة.
– مبشر بن عبدالمنذر.
– حارثة بن سراقة.
– رافع بن المعلا.
– عُمَير بن الحمام.
– يزيد بن الحارث.
– مِعوَذ بن الحارث.
– عوف بن الحارث.