القدسُ قضيتُنا والموتُ لإسرائيل..بقلم/ أرياف سيلان
قضيةٌ حقةٌ، وحقٌّ فلسطينيٌ لا جِدالَ فيه، قضيةٌ لها عقودٌ من الزمن يتوارثها الفلسطينيون جيلاً بعد جيل حتى يعود الحق لأصحابه، أصحاب الحق هم أبناء الدم الفلسطيني وكلّ من في الأرض هم أعلم بذلك، والمحتلّين الغاصبين الصهاينة معروفون بأنَّهم الدخيلون على أرض فلسطين، ولا أحد يتجرأ أن ينكر ذلك إلا من تولّى هؤلاء الشرذمة وجعل كُـلّ همّه هو إرضائهم؛ فنراهم يحاولون أن يتنصلوا عن القضية وتمييعها، نداء تلو نداء يليها صرخات وبكاء، هل من مجيب ومغيث من العرب والمسلمين؟!
القدس يتألم بل وتزداد جراحهُ؛ بسَببِ سكوت الأعراب المنافقين، تواطؤ عربي إسلامي جبان من معظم أنظمة الدول المحسوبة على الإسلام، وأنها تناصر القضية الفلسطينية والتي هي من خلف الستار، بل وأمام مرأى العين الآن تعمل على إخفاء القضية وإماتتها عند الشعوب، لكن هيهات أن تضمحل وتتلاشى قضيةٌ قد تجذرت فينا وأصبحت جزءاً من هُــوِيَّتنا وعقيدتنا وكرامتنا.
نرى الانتهاكات يوماً بعد آخر بحق الفلسطيني على مرأى ومسمع من العالم بأكمله والعرب والمسلمين على وجه الخصوص، حَيثُ لا نرى منهم أي موقف لردع هذا المحتلّ، “وما زاد الطين بلة” تطبيع العلاقات والتعاون مع هذا الكيان الغاصب.
انكشفت الحقائق وظهر ما كان خفيا، وبان ما كان مغطًّى، وانفضحت وجوههم بعد أن كُشِفت الأغطية، وعرفت القدس ما لم تكن تعلمه، وأدركت من يسعى جاهداً باذلاً الأموال لكي تُمحى وتُنسى قضيتها التي هي قضية كُـلّ الأحرار في كُـلّ بقاع الدنيا، أين من كانوا يتغنون ويتباكون ويحزنون، ويدعون من أعلى المنابر بالنصر لفلسطين؟!
أين من كانوا يرون أن فلسطين تهمهم!؟ أين هم الآن؟! لقد كشف الوقت حقيقتهم!
نتناول بعض الأسئلة بجدية، ماذا لو اجتمعت شعوب وبلدان المنطقة واتحدت ووحدت كلمتها، وحدّدت عدوها الذي يشكل خطراً على الأُمَّــة بأكملها وليس مقصوراً على بلد محدّد، بل خطره على كُـلّ دول المنطقة؟! ماذا لو جعلوا من تحالفهم الباغي على اليمن ضد من تسمي نفسها إسرائيل، وتوجّـهت الصواريخ التي قصفت صنعاء إلى تل أبيب، وبدلاً من قتل الأبرياء والمواطنين في اليمن كانوا سيوجّهون تلك الخسارات من العتاد العسكري صوب الكيان الصهيوني! لكان مُحيت إسرائيل، لكنهم جعلوا ممن يعادي إسرائيل ولم يعترف بها هو الذي يقف ضد السلام وحاربوه بهذا الدافع الزائف!
إن لسان حال الشعوب العربية والإسلامية الحرّة والمعادية لإسرائيل يقول سوف نقاتل هؤلاء الشرذمة المحتلّين ونعاديهم بكل ما أوتينا من قوة ونجاهد حتى يأتي الله بالنصر المبين؛ فإسرائيل ليست بتلك المالكة للقوة التي يعظمها بعض المنافقين وإعلامهم؛ لأَنَّهم بالفعل كيان هش ذليل واهن يسهل الغلبة عليه، ونهايته حتمية وقريبة أَيْـضاً بتأييد الله ووحدة أحرار العالم، ودول المقاومة خير وأعظم دليل، فمن صــنــعــاء الصمود والثبات والبأس الشديد، ومجد الحرية التليد، وعن لــــبـــنــان العزة والنصرة، ومن بـــغـــداد الماجدة العظمية بحشدها الشعبي، ودمــــشـــق الشموخ السوري، مع طـــهــران التحدي، جميعاً أثبتوا أن الكيان الصهيوني كيان ضعيف، وهَـا هو توجّـههم إلى القدس ومع فلسطين للقضاء على الكيان الصهيوني المحتلّ، وبالجهاد سننتصر وتتحرّر جميع المقدسات..