ما يُغيظني الآن…! بقلم الشيخ/ عبدالمنان السنبلي
وليس يغيظني، في هذه اللحظات، سوى ذلك الطابور الخامس الذي ما انفك ولا يزال يعزف ويردّد ذات النغمة القديمة الجديدة: إيران!
يعني اتّفاق جاء كحصيلة لجولاتٍ وجولاتٍ من المفاوضات الشاقة استمرت لسنوات، ويجي واحد (مخبول) يزعم أن هذا الاتّفاق ما جاء إلا كحصيلة للاتّفاق السعوديّ الإيراني!
اتّفاقٌ تم الإعلانُ عن بنوده كاملة قبل عدة أشهر من توصُّل إيران والسعوديّة إلى اتّفاق وقبل حتى دخول (الصين) على خط الوساطة بينهما، ويأتي واحد (مهبول) يدعي أن إيران هي من أمرت (أنصار الله) بقبول هذا الاتّفاق!
اتّفاق لا يزال على المحك، ولا أحد يدري إن كان سيصمد أم لا، ويخرج عليك واحد سخيف يزعم أن أنصارَ الله قد باعوا القضية ونسوا دماء الشهداء (كِرْمَا لعيون) إيران!
وهكذا يتقوَّلون ويتخرَّصون بكل وقاحة وقلة ذوق وأدب وكأن الناس عندهم مُجَـرّد (هوام) لا يفقهون أَو يميزون!
ولا أدري بصراحة كيف نسي هؤلاء القومُ أَو تناسوا أن (أنصار الله) قد جَفَّ ريقُهم وهم يطالبون السعوديّة وحلفاءَها بالالتزام والتقيد بتنفيذ كُـلّ ما جاء في بنود هذا الاتّفاق، والذي بطبيعته أبصر النورَ قبل أشهر من إعلان الاتّفاق السعوديّ الإيراني، وعدم التنصل عنه، ما لم فخيارات الحرب لا تزال مطروحة ومفتوحة على مصراعيها!
كيف نسوا أَو تناسوا أن (أنصار الله) قد أعلنوها صراحةً وفي أكثر من مناسبةٍ ومحفل، سواءً على لسان القيادة الثورية أَو القيادة السياسية أَو قيادة وزارة الدفاع، أن الأصابع لا تزال على الزناد، في إشارة منهم إلى إمْكَانية استئناف القتال في أية لحظة إذَا لم يكن الطرف الآخر جاداً في إنفاذ هذا الاتّفاق!
نسوا كُـلّ ذلك أَو تناسوه، لا أدري، وخرجوا اليوم ينشرون بين الناس أن أنصارَ الله قد رضخوا وانقادوا لإرادَة ورغبة إيران!
بالله عليكم..
هل في هؤلاء (الحمقى) رجل واحد يحملُ ذرةً من عقل حتى يستهبلوا الناس ويستخفون بعقولهم بهذه الطريقة العجيبة والغريبة؟
بصراحة، لم أعد أدري!