يومُ الفرقان يومُ التقى الجمعان.. بقلم/ أبو خلدون الشيبة
في مثل يوم الثامن عشر من رمضان قبل أربعة عشر قرناً وبضع سنوات، حدثت غزوة بدر الكبرى، والتي كانت بداية النصر والفتح المبين للإسلام، ونحن في شعب اليمن، إذ نتبرك بهذه الليلة ونحتفل بهذه الذكرى؛ لكي نستلهم منها الدروس والعبر، ونجدد عزيمتنا وطموحاتنا لتحقيق نصرٍ كَبيرٍ كما حصل في بدر الكبرى، لعل العام التاسع من الصمود اليمني والجهاد في سبيل الله، والذي اختارت له قيادتنا القرآنية شعاراً وهو “والله غالبٌ على أمره” كان شعاراً فريداً أرجعت فيه القيادة الأمر لله ثقةً بأنه على نصر اليمن لقدير.
وتأتي الذكرى السنوية لبدر الكبرى ونحن نردّد: أيا بدر الكبرى ذكِّرينا بمواقف نصرٍ لمسلمينا، وفعلاً كانت ليلة ذكرى بدر الكبرى نصراً وعزةً وكرامةً للشعب اليمني؛ فكما التقى الجمعان في بدر الكبرى في عهد الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- فقد تكرّرت الأحداث في التقاء الجمعان في ليلة بدر اليمانية في صنعاء في الفرقان يوم التقى الجمعان.
فئة تقاتل في سبيل الله وهم اليمنيون، وأُخرى كافرة يرونهم رأي العين والذين استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا وببعض ما استكبروا وطغوا على اليمن؛ ليأتوا بسفيرهم محمد آل جابر والذي كان قد غادر صنعاء في بداية العدوان، ليأتي وزير خارجية السعوديّة ليعلن الحرب على اليمن من واشنطن، إنه النصر الأعظم فقبل ثَمَانِي سَنَوَاتٍ يذهب وزير خارجية آل سعود إلى واشنطن ليعلن الحرب على اليمن، وهَـا هو سفير السعوديّة أتى إلى صنعاء ليعلن وقف الحرب والإعلان عن انتصار اليمن.
على كُـلّ حال هو نصر بكل المقاييس سواءً تم الخروج بنتائجَ أم لم يتم، وهذا النصر مَـا هو إلَّا منحة من الله لشعبنا وتأييداً لشعبنا، وما علينا إلَّا الرجوع إلى الله بالاستغفار والتسبيح، وَأَيْـضاً الاستغاثة به (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ)؛ فهذا النصر مَـا هو إلَّا بشرى من الله لعباده المؤمنين اليمنيين، ولتطمئن به قلوبنا (وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).