“إسرائيلُ” في نظر الإمام الخميني وكيفيته التعامل معها.. بقلم/ فضل فارس
لقد أطلق الإمام الخميني ومن واقع ارتباطه الوثيق بالقرآن؛ كونه -قدس سره- كان قريناً للقرآن، جملة مفادها: “أن إسرائيل غدة سرطانية في جسم الأُمَّــة يجب أن تستأصل”، حقيقة لا غبار عليها من رجل حكيم مطلع على بينات القرآن التي كلها تشير إلى خبث وحقد وكره وعداء بني إسرائيل وأهل الكتاب كافة لهذه الأُمَّــة، أُمَّـة القرآن، أُمَّـة محمد بن عبد الله، يقول الله فيهم: “مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أهل الْكِتَابِ وَلَا الْـمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيم” وقال: “هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ” إنها آيات بينات توحي لنا بأن هؤلاء هم أعداءٌ لنا، وهم الأعداء الحقيقيون لهذا الدين وهذا القرآن، وكل الأحداث والمؤشرات كشفت لنا هذه الحقيقية القرآنية، وهي بعيدة كُـلّ البعد عما يطبل لها المطبلون، وعما تسعى وتشجع عليه بعض الأنظمة العميلة في عصرنا الحاضر من حرية الاعتقاد والتعايش الديني بين الأديان السماوية كما يقولون، وما يجري هذه الأيّام من تهجم سافر للكيان الإسرائيلي الذي يقوده في الحقيقة اللوبي الصهيوني الذي هو رأس الشيطان والشر العالمي على المسجد الأقصى، وما أحدثه من انتهاك صارخ لحرمة المسجد الأقصى، ومن إهانة وتعذيب واعتقال للمصلين والمعتكفين المسلمين فيه إلا خير شاهد على مصاديق آيات الله البينات التي تخبرنا بواقع بني إسرائيل، وأهل الكتاب، وعلى هذا يجدر بنا كـأُمَّـة مسلمة إلى أن نرجع جميعاً إلى تلك الآيات التي قالها الله عن بني إسرائيل وأهل الكتاب كافة، وإلى ما قاله الإمام الخميني عن تلك الغدة السرطانية.
ولهذا فيجب على أبناء الإسلام وأمة القرآن أن تتكاتف جنباً إلى جنب على وحي اليوم العالمي للقدس الذي قرّره الإمام في، الجمعة الأخيرة من شهرنا هذا، وعليه ومن وازع ديني مسؤول أن تقدم الأُمَّــة الإسلامية جمعاء على الوحدة القرآنية التي أرادها الله لنا واختصنا الله بها، والتي فيها عزتنا ومنعتنا عندما قال سبحانه وتعالى: “كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّـة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْـمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْـمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَوْ آَمَنَ أهل الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْـمُؤْمِنُونَ وَأكثرهُمُ الْفَاسقون”، وهذا يتحقّق في وحدة إيمانية وتكاتف جماعي، يخرج المسلمون من خلاله إلى تبني مواقف صحيحة ونشطة وَفعالة تليق بنا أولاً كـمسلمين، وبمقدساتنا وديننا ثانياً، وذلك بالتحَرّك الجاد على كُـلّ الأصعدة وَالمجالات والنواحي، بدءًا من القلم والصوت الحر والمناهض، وُصُـولاً إلى القتال والمواجهة، وهذا ما يجب تبنيه وهوَ ما يريده ويتشوق إليه أبناء الإسلام وأبناء الشعوب الحرة قاطبة، ومن خلال هذا العمل وهذه الرؤية الصحيحة فقط نستطيع الرد القاسي والمؤلم على هذا الكيان الغاصب والمحتلّ، وبغير هذه الرؤية القرآنية لا نستطيع الرد، ولا نقوى على إخراجهم من مقدساتنا، يقول الله تعالى: “فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْـمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أول مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا”.