أنشطةٌ أمريكيةٌ مشبوهةٌ جنوباً
تقرير| حسين فايع:
يهيمنُ الحضورُ الأمريكيُّ على واقعِ المناطقِ المحتلّة الجنوبيةِ والشرقية، وفي جديدِ هذا الحضورِ اتصال مرئيٌّ بين السفيرِ الأمريكيِّ لدى المرتزِقةِ وما يُسمى وزيرَ المياه والبيئةِ، تلقّى فيه الأخيرُ كالعادةِ توجيهاتٍ أمريكيةً لا حصرَ لها.
اللقاءُ حضرَهُ ما يُسمى مديرَ الوكالةِ الأمريكيةِ للتنميةِ، والأخيرةُ ليس لها من اسمِها شيءٌ؛ فهي ذراعٌ استخباراتيٌّ أعمالُه مكشوفةٌ وفي أكثر من منطقةٍ حول العالم، وعلى أكثر من صعيد، أمّا ما بُحِثَ في هذا اللقاءِ وغيرِه؛ فبالتأكيد ليس وضعَ اليمنيينَ وما يعانونه بعد تدميرِ القنابلِ الأمريكيةِ لمشاريعِ وخزاناتِ وصهاريجِ المياه، بل مسائلُ أُخرى تتعلقُ بالنفوذِ والسلطةِ والسطوةِ، وسفيرِ الشيطان الأكبر لا يطرقُ بابًا إلَّا وله مصلحة.
في اليومَين الماضيَين أَيْـضاً، نشرت السفارةُ الأمريكيةُ على موقعِها ما قالت إنّها إنجازاتٌ للشراكةِ الأمريكيةِ اليمنيةِ لتعزيزِ صمودِ المجتمعات، وسردت قائمةً طويلةً من مزاعم التنميةِ التي تدعي فيها تنفيذَ وكالتِها للتنميةِ لها في اليمن، لكنْ الحقيقةُ أن أهم عنصرٍ فاعلٍ في التنميةِ هو الإنسان، والإنسان اليمنيُّ إن لم تقتلْه الغاراتُ الأمريكيةُ فالحصارُ الأمريكيُّ السعوديّ يهدّد حياتَه؛ أَيْـضاً تقولُ الوكالةُ الأمريكيةُ للتنميةِ إنها قدّمت أكثر من خمسةِ ملياراتٍ وستِّمِئة مليونِ دولارٍ من المساعداتِ الإنسانيةِ والتنموية لليمنِ منذ عامِ ألفين وخمسةَ عشرَ، لكنَّ المواطنَ اليمنيَّ لم يرَ من أمريكا إلَّا أم القنابل التي صهرت حممُها أجساد أبناء منطقةِ عطان بالعاصمةِ صنعاءَ، وآلافَ الأسلحةِ الفتاكةِ الأمريكية التي قتلت اليمنيينَ في كُـلّ مكان.
هكذا إذَاً بينَ الحقيقةِ وما تدّعيه أمريكا من تنميةٍ في اليمن بونٌ شاسعٌ؛ فالتحَرّكاتُ واللقاءاتُ الأمريكيةُ في عدن وحضرموت والحضورُ الأمريكيُّ لا يمكنُ أن تغيّرَ حقيقةَ أهداف أمريكا المعلَنة والساعيةِ للاحتلال والهيمنةِ والسيطرة على كُـلِّ مقوماتِ البلدِ شمالَه وجنوبَه.