غيثُ محاضرات عَـلَـم الـهـدى المزكية للنفوس البشرية.. بقلم/ الاعتزاز خالد الحاشدي
قال تعالى: (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ، وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا).
حينما يطلُّ علينا السيدُ القائدُ عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله-، نكونُ في أتمِّ الجهوزية والاستعداد لاستماع محاضراته القيِّمة، التي نروي بها ظمأَنا لهدى الله، وهدي كتابه العظيم، الذي يزكّينا، ويطهِّرنا، ويرتقي بأمة الإسلام لأعلى مراتب الرُقي والاعتلاء.
يطلُّ علينا عَلَمُ الهدى ووجهُه يشعُّ نوراً، ونحن في شوقٍ ولهفةٍ للدرس بعد الدرس، والمحاضرة تلو المحاضرة؛ فننسجم مع دروسِه التي توقِظُ النفوسَ من غفلتِها، محاضراتُه العظيمة التي لن نجدَها عند أي قائد، أَو زعيم، أَو رئيس دولة يقدِّمُها لشعبه وبكل حُبٍّ وتواضُعٍ، يقدِّمُها ليُرشِدَ الإنسانَ؛ كي لا يقعَ في المعاصي والذنوب، ويكون محط سخط لغضب الله والعياذ بالله.
نعم هو ذاك القائد، الذي يخشى على أمته الوقوعَ في شِباكِ الشيطان الرجيم، الذي يغوي الإنسانَ عن صراط الله المستقيم، ويجعلُه يضل ويشقى في حياته الدنيوية، ويخسرُ بذلك في الآخرة جنةً عرضُها السماواتُ والأرض.
مَن مثل هذا القائد العظيم الذي يُحِسُّ بمسؤوليته تجاه شعبه وأمته، ويجد في نفسه أنه مُلزَمٌ أمام الله سبحانه وتعالى رغم أنه يؤدي مسؤوليته على أكمل وجه، يبلّغُ رسالةَ الله وتوجيهاتِه لنا ولا يخشى أحداً إلا الله تعالى، كُـلُّ هَمِّه أن تكونَ هذه الأُمَّــةُ أُمَّـةً تدعو إلى الخير؟
كلما طل علينا شهرُ رمضانَ المبارك، لا ينسانا هذا الرجل العظيم من محاضرات هدى الله، ويجعل لنا نصيباً من وقته، ويدعونا لنكونَ أُمَّـةً تأمرُ بالمعروف وتنهى عن المنكر، لا يريد أن نكون أُمَّـةً تتِّبعُ الشيطان؛ فيكون مصيرُنا جهنمَ، ونعوذ بالله من ذلك.
أفلا نكونُ من الذين قال الله عنهم: (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ، أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّه وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ)، أحسنُ القول هو كلامُ الله وشرح معانيه من محاضرات السيد القائد؛ فالبعض منا مفرِّطون في هذه المحاضرات، وينشغلون دونَ الاستماع لها؛ فكيف يتجرَّأُ البعضُ على ذلك؟، كيف ترضى نفوسُهم إهمال خطاباتِ، وإرشاداتِ، وتعليماتِ السيد العظيم، الذي يهدي إلى الله؟؛ فأين قادةُ العالم مِن هذا القائد الذي يفوقُ علمُه وإحسانُه وتواضُعُه كُـلُّ زعيم؟!
فيا مَن تضيعون أوقاتَكم على شاشات التلفاز، في متابعة المسلسلات، والبرامج التي لا تليقُ بعظمة هذا الشهر العظيم: استبدلوا أوقاتَكم الضائعةَ بمتابعة المرشِد المشفِق على الأُمَّـة لنصف ساعة، وانظروا كيف ستتغيّر نفسياتُكم وتنشرح؛ فهو يعطي النفسَ ما تحتاجُهُ من الإرشادات والمواعظ الحسَنة؛ فاستمعوا له، ولا تتجاهلوا كلامَه؛ فبقيةُ شعوب العالم تتمنى أن يكونَ قائداً لها، فلله الحمدُ على نعمةِ القيادة العظيمة.