تحتَ الخبر.. بقلم/ محمد منصور
لكي تتمكّنَ من لبس قميص الوسيط لا بُـدَّ أن يكون لديك تاريخٌ واضح رأى العالَمُ من خلاله نجاحَك في إنهاء حرب أَو توتر أَو إشكال، ناهيك عن امتلاكِك لسُمعة إقليمية ودولية عن نجاحك كوسيط لحلحلة القضايا والمشاكل، هذه المواصفات تنطبق فقط على سلطنة عُمان، إذ يسجل لها التاريخ دورَها الرصين والمحوري في حلحلة الكثير من المِلفات، يكفي أن نذكُرَ بأن الاتّفاقَ النووي بين إيران والغرب الذي نقضه ترامب لاحقاً كان محورُ نجاحه دبلوماسيةَ مسقط.
التاريخ المعاصر لم يسجل للسعوديّة والإمارات أي دور كوسيط في مِلَفٍّ، على العكس من ذلك، الرياض وأبو ظبي انخرطتا في مِلفات عربية ودولية بتدخلات سافرة وعدوان واضح الأركان.
لا وجودَ أصلاً لمفردة الوساطة في القاموس السياسي السعوديّ والإماراتي، بل إن الشواهدَ تؤكّـد أن لا وجود أصلاً لا للقاموس السياسي ولا للناموس الرادع في عدم التدخل في شؤون الغير.
خلال ثلاثين عاماً خلت، ما هو الدور الذي لعبته الرياض في العراق وليبيا والسودان ولبنان؟! الدور تخريبي وفتنوي وعدائي بامتيَاز، لن أحدثك عن العدوان السافر على اليمن الذي أعلنه وزير الخارجية السعوديّ السابق عادل الجبير.
لو لم يكن العدوان سعوديّاً إماراتيّاً، فمن هي الدول التي تحمَّلت تكلفةَ هذا العبث الكوني لثمانية أعوام؟!
الذين يروِّجون بشكل بائس بأن الرياض تلعب دور الوسيط في اليمن، نسألهم: ما هو الدور الذي تلعبُه عُمان؟ فقط أجيبوا عن هذا السؤال، في تقديري إن الإعلام السعوديّ لم يجد شيئاً ليقوله وهو يرى آلَ جابر في قصر صنعاء الجمهوري سوى هذه البضاعة الرخيصة.
لم تكن السعوديّة في كُـلّ تاريخها وسيطاً في أي مِلف على الإطلاق؛ فالعقلُ العنجهي الغارق في الكِبر لا علاقة له بالتوسط.
السعوديّة دولةٌ تم وصفُها عالميًّا بمكانٍ لتصنيع التطرف، الرياض طرفٌ سلبي في كُـلّ مِلفات المنطقة، تتعاملُ بالشيك فقط، والطرفُ السلبي لا يمكن أن يكونَ وسيطاً.
قال وساطة قال.