{فَــإِنِّــي قَـرِيـبٌ}.. بقلم/ عُلا أحمد
يقولُ اللهُ سبحانهُ وتعالى في سورةِ البقرة, : {وَإذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}، ولأنه رحيمٌ بنا يُخبرُنا أنه قريباً منا ولا شيء آخر أقرب منهُ لنا أَو أرحمَ منهُ بِنا؛ فيستمعُ إلى شكوانا، ويُصغي إلى نجوانا ويستجيبُ دُعاءَنا، ولا يمِلُ من كثرةِ إلحاحِنَا، هوَ وحدَهُ يستطيعُ أن يمنحَنا ما نُريد ويستجيبُ لما فيه خيرٌ لنا من دُعائنا، هوَ وحدهُ من يُمكنَهُ أن يُحقّق لنا آمالـَنا، وبيدهِ أمرُنا وإليهِ مرجعونا..
فلماذا نبحثُ عمّن نشكو إليه حُزنَنا ونبث إليه ما في صُدُورِنا، وفي الأخير يملُّ من كثرةِ شكوانا ولا يستطيعُ أن يمُد يدهُ لِمُساعدتِنا؟!
سبحان الله ما أحقرنا نتركُ القريب ونتقربُ من البعيد، نتركُ من بيدهِ كُـلّ شيء ٍ ونقتربُ ممن لا يملِكُ شيئاً، ما بالـُنا نلهثُ وراء الفناء وهوَ يدعونا للبقاء، نبحثُ عن حطامِ الدنيا الزائل وهو يدلـُنا على النعيمِ الخالد, يدعونا إلى ما فيهِ خيرٌ لنا وندعو أنفسنا إلى ما فيهِ شرٌّ لنا، ويحَ أنفسنا ما لها تعصي ربها ومولاها وتُطيعُ عدوها وخادِعُها الرجيم؟!
إن استمررنا على ذَلكمُ الحال فَساء مصيرُنا وبُشرى لنا بالجحيم والعذاب الشديد، وإن ابتغينا منه الهدى واستجبنا إليهِ واعتمدنا عليهِ ووثقنا بهِ، انطلقنا طوعَ أمرهِ ونهيه فبُشرى لنا الأمنُ والأمان وهنيئاً لنا النعيم والرضوان.
فما أحوجنا إلى الدعاء والعودةِ الصادقةِ إلى الله من خلالِ الدُّعاء، خُصُوصاً ونحن في هذه الأيّام المباركةِ من هذا الشهر الكريم، ما أحوجنا إلى الدعاء إلى الله بتضرعٍ وخشوعٍ واستكانة, فهوَ دون غيره المُستجيبُ دون سِواه، سبحان الله ما أعظمه والحمد للهِ ما أكرمه.