هروبٌ سعوديٌّ من الحل بتقمص دور “الوسيط”
المسيرة – صنعاء
تحاول السعوديّة الغارقة في الدم اليمني طيلة ثَمَانِي سَنَوَاتٍ مضت ترميمَ صورتها، والادِّعاء بأن سفيرها محمد آل جابر الموجود في صنعاء يقود وساطةً إلى جانب العُمانيين؛ في محاولة لحرف مسار حقيقة تواجده بالعاصمة صنعاء منذ أَيَّـام.
لا يمكن لصنعاء أن تقبل بتحريف الواقع، ونكران الحقائق؛ فالعدوان المفروض على اليمن منذ ثَمَانِي سَنَوَاتٍ هو في الأَسَاس أمريكي سعوديّ بامتيَاز، وما المرتزِقة إلا أدوات وبيادق في ذلك، وهذا الكلام تم ترديده أكثر من مرة في الخطابات السياسية والثورية المتواصلة في السنوات الماضية.
وللتأكيد على هذه الحقيقة، استغرب نائب رئيس حكومة الإنقاذ الوطني لشؤون الدفاع والأمن، الفريق الركن جلال الرويشان، من تقمص الوفد السعوديّ دور الوسيط، وقال في تصريح صحفي مساء الثلاثاء: إن جهود الوساطة العمانية الواضحة في طريق السلام.
وأكّـد أن شروط صنعاء للسلام واضحة ولا تحتاج لحوارات مكوكية وهي تتلخص في حقوق عادلة ومشروعة؛ كونها استحقاقات إنسانية، قائلاً: “شروط صنعاء لن تتغير ولن تتبدل ونحن اعتبرنا حضور الوفد السعوديّ إلى صنعاء خطوة شجاعة، وعليه الاعتراف بالحرب على اليمن”، لافتاً إلى أن قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي –حفظه الله- وضع موجَّهاتٍ واضحةً للسلام، ولا تحتاج للكثير من الحوارات.
وأشَارَ إلى أنه كان يفترض أن تستغل دول تحالف العدوان فرصة فتح صنعاء لبابها للتباحث في مسألة السلام، منوِّهًا بأن التفاوض لوقف الحرب ورفع الحصار مسائل لا بُـدَّ أن تناقش مع دول التحالف، والحل السياسي في اليمن يخص اليمنيين وحدهم، موضحًا أن القانون الدولي يمنعُ التدخُّلَ في شؤون الدول، وعلى دول العدوان إدراك أنه لن يتحقّق السلام إلا بوقف الحرب ورفع الحصار.
وعلى صعيد متصل، سخر عضوُ المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، من حديثِ وسائل إعلام سعوديّة تضمنت مغالطات تضليلية تزعمُ أن زيارةَ السفير السعوديّ محمد آل جابر إلى العاصمة صنعاء، هي لغرض الوساطة بين المكونات اليمنية.
وقال الحوثي في تغريدة له على “تويتر”: “الوسيط العُماني (يطنن) هو يصلح يكون وسيط لوسيط أَو لا؟
وبأُسلُـوب وطابع النكتة السياسية الساخرة، غرد عضو السياسي الأعلى قائلاً : “يعني الوسيط العماني توسط للوسيط السعوديّ لأجل الوسيط السعوديّ يتوسط بين اليمنيين، هذا التسريب مثل يا بقرة صبي لبن عبدالله سافر عدن”.
ومنذ قدوم الوفدين السعوديّ والعماني إلى صنعاء تعمل أبواق العدوان والمرتزِقة على نشر الأكاذيب، ومحاولة تضليل الرأي؛ لإفشال مساعي السلام التي تقترب من نهايتها، غير أن المسؤولين في صنعاء قد أكّـدوا أكثر من مرة على عدم الإصغاء لهذه الأصوات؛ لأَنَّ الحقائق ستتضح جليًّا في قادم الأيّام، وسيعرف الجميع هذه الحقيقة من المصادر الرسمية بصنعاء، وهو ما أكّـده سابقًا عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، الذي أكّـد أن الحوار مع السعوديّة؛ باعتبارها من تقود العدوان بعد أمريكا، وهو قائم على هذا الأَسَاس، لافتاً إلى أن نتائجه ستعلن للشعب اليمني عبر القنوات الرسمية.
وقال الحوثي: إن “الحوار لم يبرح الملف الإنساني، وفي مقدمها الرواتب التي ظل قطعها أحد أسلحة التحالف لتدمير الدولة اليمنية ومعاقبة الشعب اليمني”.
وأشَارَ أن العدوّ يعمد إلى ضخ التسريبات والشائعات عند كُـلّ جولة مباحثات؛ بغية هز الجبهة الداخلية وشيطنة المدافعين عن الوطن.
ويأتي هذا الحديث عن انتحال السعوديّة صفة “الوسيط” في المفاوضات الجارية، ليثبت مجدّدًا استمرار النظام السعوديّ في المراوغة، وعدم الجنوح للسلام، وهي خطوة سيندم عليها كَثيراً إذَا لم يجنح للسلام وفق شروط ومحدّدات السلام التي وضعتها القيادة الثورية والسياسية في صنعاء.
وفي هذا الصدد يقول محافظ ذمار محمد البخيتي: إنه وفي حال فشلت المفاوضات القائمة مع السعوديّة بوساطة عمانية فَـإنَّ الحرب ستكون أشد ضراوة، حَيثُ سيعاود قصف العمق السعوديّ بشكل كبير.
وأوضح البخيتي، في تدوينة على منصة تويتر، أنه لا يمكن تسمية السعوديّة التي تقود الحرب على اليمن، وسيطاً، مشدّدًا على ضرورة دعم الوساطة العمانية بين صنعاء والرياض، كخيار وحيد لإنهاء الحرب العدوانية على اليمن.
وكان السفير السعوديّ محمد آل جابر، قد حاول التغطية على زيارته إلى العاصمة اليمنية صنعاء، بتسويق نفسه كوسيط، في محاولة غير منطقية وفاشلة؛ كون السعوديّة تقود تحالفاً علنياً للحرب على اليمن، منذ أكثر من ثمانية أعوام.