عليٌّ مَنبع العلوم الإنسانية.. بقلم/ عبدالله شرف المهدي
بِكُل وجع.. تهدمت واللهِ أركانُ الهُدى والعِلم والإنسانية باستشهاد علي بن أبي طالب، وحينما أقول: علي، فأنا أعني باب مدينة العلم الذي منهُ تتفرع علوم: الأحياء، الكيمياء، الكيمياء الحيوية، الاقتصاد، الهندسة، علم النفس، والاجتماع، والفلسفة، والهندسة وأقسامها كالديناميكا الحرارية، وانتقال الحرارة، وميكانيكا الموائع، وعلم السكون، والديناميكا، وميكانيكا المواد، وعلم الحركة المُجَـرّدة، وكهرومغناطيسية، وعلم المواد، وعلوم الأرض، وفيزياء هندسية، وحوسبة علمية وهندسة محوسبة، وميكانيكا حاسوبية، وكيمياء غير عضوية، وكيمياء فيزيائية، وكيمياء عضوية، وكيمياء تحليلية، وكيمياء الجسيمات، وكل أقسام العلوم الإنسانية التي جاءت بها الشريعة الإسلامية ونظمت أحكامَها الصحيحة.
وهنا أحب وضعَ مثل لأحد العلوم الإنسانية التي لم يفصح الإمام علي عن تفاصيلها، بل أجراها مجرى الأُسس وقواعدها؛ لأَنَّ عقول الناس في ذلك الزمان لا تتحمل أكثر من هذا؛ ففي قوله: {لو شئت لجعلت لكم من الماء نورا ونارا} دلالة علمية إلى ما في الماء من طاقة يتولد منها النور (وهي الكهرباء) والنار (وهي الطاقة الحرارية)..
وإذا تعمقنا في النظرة علمياً لوجدنا أن الماءَ يتركب من عنصرين هما الهيدروجين والأكسجين، الأول قابل للاحتراق وإعطاء النور، والثاني يساعد على الاحتراق ويعطي الحرارة، وأبعد من ذلك فَـإنَّ وجود الماء الثقيل O 2 D في الماء الطبيعي بنسبة 2 إلى… / 10 يجعله أفضلَ مصدر طبيعي للهيدروجين الثقيل الذي نسميه {الديوتيريوم deuterium} ووزنه الذري 2. 01363 ويرمز له بالرمز D، وهذا النظير هو حجر الأَسَاس في تركيب القنبلة الهيدروجينية القائمة على اندماج ذرتين من “الديوتيريوم” لتشكيل الهليوم، علماً بأن الطاقة الناتجة عن هذا الاندماج والتي هي منشأ طاقة الشمس تفوق آلاف المرات الطاقة الناتجة عن القنبلة الذرية التي تقوم على انشطار اليورانيوم، ولأخذ فكرة فَـإنَّ اصطناع غرام من الهليوم نتيجة اندماج الدوتيريوم يعطي طاقة = 675 مليون بليون ارغة = 200 ألف كيلو واط ساعة!
ولذا أقول : إن أول من اكتشف الكهرباء والطاقة الحرارية والطاقات المتجددة هو الإمام علي عليه السلام، وهذا الأمر ليس إلا ذرةً في بحر علوم الإمام علي في كُـلّ مجال واختصاص، وقد ترك للبشرية علماً واسعاً تعلّمه من رسول الله في كُـلّ مجالات الحياة، والتي لا يمكن للعقل البشري تصورها نظرياً ما لم يؤمن بمقام قائلها..!
ولهذا السبب يقول رسول الله : إن أشقى الأولين عاقر ناقة ثمود، وأشقى الآخرين الذي يطعنك يا عليّ!
لماذا يقول مَن لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحي: إن قاتل علي أشقى الآخرين؟؛ لأَنَّ قاتل علي يَحرم الأُمَّــة من الشخص الذي بإمْكَانهِ أن ينقل البشرية لمرحلةٍ عظيمة من التطور والسلام بالعلم والمعارف لكل مجال.
ولهذا -نعم- تهدمت والله أركان الهدى بمقتل أعظم إنسان عرفهُ التاريخُ بعد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله.