استقبالٌ رسمي وشعبي مهيب للدفعة الأولى من الأبطال المحرّرين ضمن (صفقة رمضان)
قائدُ الثورة يباركُ الصفقةَ ويطمئن عائلات بقية الأسرى بمواصلة العمل على تحريرهم جميعاً
المرتضى: الدفعة الثانية تصل اليوم وتشمل 350 أسيراً
المسيرة | خاص:
في أجواءٍ مؤثِّرةٍ، ووسط احتفاء شعبي ورسمي واسع، وصلت، الجمعة، الدفعة الأولى من المجاهدين الأبطال والمعتقلين المحرّرين المشمولين بصفقة التبادل (صفقة رمضان)، والتي كان يمكن أن تكون شاملةً لولا تعنت وخلافات أطراف العدوّ ومرتزِقته وانتقائيتهم؛ وهو ما تقابله صنعاء بجهود مُستمرّة ومكثّـفة لتحرير كافة الأسرى، سواءً دفعة واحدة أَو على مراحل.
وبلغ عددُ الأبطال المحرّرين الذين وصلوا إلى العاصمة ضمن الدفعة الأولى من الصفقة، 250 أسيراً ومعتقلاً، تم استقبالُهم في مطار صنعاء الدولي بمراسيمَ شعبيّة ورسمية احتفائية؛ تقديراً لتضحياتهم العظيمة وصبرهم، وقد حضر تلك المراسيم رئيسُ المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط وعددٌ من قيادات ومسؤولي الدولة والقوات المسلحة.
ووصلت هذه الدفعة على متن رحلتين جويتين من مطار عدن الدولي إلى مطار صنعاء، حملت كُـلُّ رحلة 125 أسيراً ممن تم أسرُهم في جبهات الساحل ولحج والضالع، في مقابل رحلة جوية حملت 69 من أسرى العدوّ (بينهم الصبيحي وناصر منصور هادي) إلى مطار عدن، وذلك بإشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
واستقبلت جموعٌ كبيرةٌ من أبناء الشعب اليمني الأسرى المحرّرين، بحفاوةٍ كبيرة، وسط أجواء مؤثرة شهدها مطار صنعاء أثناء لقاء الأسرى بعائلاتهم.
وهنّأ قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الأسرى المحرّرين وعائلاتهم، بمناسبة الإفراج عنهم، مطمئناً عائلات بقية الأسرى بأن العمل مُستمرّ لتحريرهم جميعاً.
وفي هذا السياق، أوضح رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى، عبدُ القادر المرتضى، أن الدفعة الثانية من الأبطال المشمولين بصفقة رمضان، ستصل العاصمة صنعاء، السبت، وستشمل 350 أسيراً ومعتقلاً قادمين من سجون السعوديّة والساحل الغربي.
وكشف المرتضى عن المزيد من كواليس مفاوضات الأسرى؛ إذ أوضح أن الجانب الوطني “عرض الإفراج عن المئات من الأسرى ضمن هذه الصفقة، لكن الطرف الآخر كانت لديه انتقائية كبيرة وفضل الإفراج عن بعض القيادات فقط”.
وأوضح أنه تمت مخاطَبةُ السعوديّة وكل أطراف العدوان بشأن أسراهم في الحدود، “لكنهم ردُّوا بصريح العبارة أنهم لا يريدون التفاوض على هؤلاء حالياً”؛ وهو ما يترجم لا مبالاة كبيرة من جانب الأعداء تجاه أسراهم.
وَأَضَـافَ المرتضى: “نتألم على أسرى تابعين للطرف الآخر لم يسأل عنهم أحد، مثل أسرى جبهات الحدود وأسرى عملية (نصرٌ من الله)، وقد عرض الجانبُ الوطني الإفراجَ عن 500 اسم منهم، لكن الطرف الآخر رفض التفاوض؛ مِن أجلِهم”.
وأوضح أنه منذ العودة من جولة المفاوضات الأخيرة في سويسرا، تم الدخول في “مفاوضات بعد الاتّفاق؛ لأَنَّ بعض الأطراف رفضت تسليمَ الأسرى لديها وطلبت إخراج أسرى آخرين من خارج القائمة المتفق عليها”.
في المقابل، أكّـد المرتضى حرصَ صنعاء على الوصول إلى تبادل شامل للأسرى، وأوضح أن الطرف الوطني “دعا منذ البداية إلى صفقة شاملة تضم كافة الأطراف، لكن هناك عوائقَ من جانب الطرف الآخر تحول دون ذلك”.
وَأَضَـافَ أن التركيزَ الأَسَاسيَّ للجانب الوطني هو تحريرُ أكبر عدد ممكن من الأسرى “سواءً على دفعة واحدة أَو على دفعات”، مؤكّـداً أن القيادة الثورية والسياسية تدعم هذا التوجّـه بشكل كبير.
وذكّر المرتضى بأن اتّفاقَ جنيف يتضمَّنُ عقدَ جولة مفاوضات أُخرى في 25 مايو القادم، وذلك بعد “تشكيل لجان من الطرفين لزيارة السجون في مأرب وصنعاء” منبها إلى أن “هذه نقطة لا يمكن التنازل عنها مطلقاً”.
وَأَضَـافَ أن: “كُلَّ أسرى الجيش واللجان الشعبيّة من جميع الوحدات والجبهة ننظر إليهم بمنظورٍ واحد، ولم نستجز لنفسنا أن نرد اسماً واحداً من أسرانا الذين عرضوا علينا”.
وتواجدت 10 فرق طبية في مطار صنعاء للاطمئنان على صحة الأسرى المحرّرين، وقال نائب رئيس لجنة شؤون الأسرى في تصريحاتٍ للمسيرة: إن هناك بعض حالات تم إسعافها للمستشفيات؛ لأَنَّها تعرضت للتعذيب في سجون العدوّ.