البصيرةَ البصيرة..بقلم/ أميرة السلطان
من واشنطن أعلنت السعوديّة الحرب على اليمن وأعطت الضوء الأخضر لبدأ التنفيذ، فكانت أول طلعة لطائرات العدوان والتي أسفرت منذ اليوم الأول عن وقوع ضحايا من المدنيين، فاتضحت حينها الرؤيا للجميع أن هذه العاصفة إنما تستهدف الشعب اليمني، ومرت ثَمَانِي سَنَوَاتٍ من الحرب والدمار والخراب، وكانت السعوديّة والإمارات واجهة للأمريكي والبريطاني والإسرائيلي لارتكاب جرائم بالجملة، كجريمة عرس سنبان والصالة الكبرى وحافلة ضحيان والأسواق والمدارس وَفي كُـلّ شبر من هذا اليمن، وبعد كُـلّ جريمة كانت تُرتكب كان السعوديّ يفتخر أنه حقّق إنجازاً على الأرض -كذباً وزوراً-.
أدخلت دول العدوان المآسي والآلام والأوجاع إلى كُـلّ أسرة يمنية وإلى كُـلّ بيت إما بالحصار وإغلاق مطار صنعاء، أَو بقطع المرتبات، أَو بقلة تواجد الأدوية والغذاء التي مُنعت من الدخول، أَو من خلال أزمة المشتقات النفطية.
ثَمَانِي سَنَوَاتٍ عاش فيها الشعب اليمني كُـلّ أصناف العذاب وألوانه، ثَمَانِي سَنَوَاتٍ والسعوديّة والإمارات لم يألون جهداً في التفنن في قتل شعبنا ونهب ثرواته وآثاره ومقدراته، بل وحتى أشجاره وطيوره لم تسلم منهم، ثم بعد هذا كله يقدم السعوديّ نفسه وبكل انحطاط وإسفاف كوسيط في هذه الحرب وأنه لم يأتِ إلى اليمن إلا لكي يُصلح بين الأطراف اليمنية وأن الحرب التي دارت رحاها من العام 2015م إلى اليوم لم تكن سوى تصارع بين اليمنيين أنفسهم!
ما يقوله وَيعمله السفير السعوديّ من التنصل عن مسؤولية بلاده في هذه الحرب وتقديم نفسه كوسيط يجعلنا نفهم جليًّا أن القصد والغاية من عدم تقديم أنفسهم كطرف معتدي؛ هو هضم حقوق الشعب اليمني وعدم تعويض هذا الشعب من خلال إعادة إعمار ما دمّـرته الحرب على مدى السنوات الماضية وتسليم المرتبات وفك الحصار!
الشعب اليمني يدرك جيِّدًا أن السعوديّ هو من صرح بهذا العدوان وأنه من مول وساهم ودفع بالجنود من كُـلّ بقاع الأرض، فلن تنطلي على شعبنا الواعي هذه الخدعة أَو هذه الكذبة التي يتحايل من خلالها السفير السعوديّ ولدينا من الفيديوهات والمقابلات والتسجيلات ما تثبت أن السعوديّ كان طرفاً في هذه الحرب وطرفاً أَسَاسياً وليس طرفاً محايداً، وإن ما يقوم به السفير السعوديّ من تزييف للحقائق تستوجب على الشعب اليمني أن يمتلك البصيرة والوعي العالي وأن يكون في مستوى وعيه بمستوى الحدث والمؤامرة التي تُطبخ له.
إن الشعب اليمني قد عانى وصبر وقدم التضحيات الجسام، وكل ما بقي عليه أن يتسلح بالبصيرة لكي تثمر كُـلّ تلك التضحيات نصراً وعزاً وكرامةً لهذا الشعب.