رسائلُ وفاء ونصرة للقدس في يومها العالمي..بقلم/ دينا الرميمة
كـتسابق اليمنيين، وازدحامهم في الساحات تلبيةً لدعوة السيد القائد لأحياء يوم القدس العالمي، تتسابق الكلمات لتنظم رسالة وفاء وتلاحم وارتباط وعهود نصرة وانتصار للقدس وأقصاها وَلمسرى النبي الكريم، لمدينة الصلاة وَأرض الأنبياء، لغزة وحيفا، وجنين وعكا وللضفة درع القدس، لكل أشجار الزيتون التي قطعت وحل محلها صهيوني غاصب، للمنازل المهدمة والمغتصبة، لكل فلسطين من البحر إلى النهر، لأبطال مقاومتها وشعبها الحر، لقضية المسلمين الأولى والحية في قلب كُـلّ مسلم غيور على دينه وأرضه ومقدساته، من اليمن أرض الممدد ومن أحفاد من حملوا راية النصر للنبي الأعظم برغم الجراح ومأساة خلفتها حرب ظالمة إلَّا أننا معكم وقضيتكم هي قضيتنا!
قادمون لنصرتكم وقريباً سيأتيكم مدد مَـن نصروا الله ورسوله، لتعود القدس عربية الهُــوِيَّة لا أورشليمهم!
وهي رسالة بأن القدس بعد اليوم لم تعد وحيدة فعلى أهبة الاستعداد نحن لتحريرها، وهي صرخات بالبراءة من اليهود أعداء الأُمَّــة أينما كانوا، ووعود بالويل والثبور تطال كُـلّ من يحاول المساس بفلسطين ومقدساتها ومن يتهاون ويتعاون مع محتلّيها.
ولا أظن القدس وهي ترى تلك الجموع وتسمع تلك الكلمات إلَّا مبتسمة ودموع فرحها تتساقط برداً وسلاماً على صفوف المصلين والمعتكفين في باحاتها وتغسل أحزان المارة في ازقتها وحواريها، بعد أن خرجت قضيتها وقضيتهم من خوابئ النسيان وطرقت أبواب الذواكر المغلقة بإقفال الخيانة والعمالة التي طمرتها لعقود وبشكل ممنهج ومتعمد من قبل الصهاينة المحتلّين وبمساعدة الأنظمة المتصهينة ممن غابت القدس من قممهم وبأموالهم أقاموا حفلات التطبيع وتقربوا بفلسطين زلفى للصهاينة ومدت أيديهم للتطبيع معهم بذريعة تسامح الأديان بينما هم لا يكف أذاهم وَعدائهم للمسلمين، والحقيقة أن ذلك ليس إلَّا تهيُّبًا وخوفًا من أن تصيبهم دائرتهم!!
وهي خطوةٌ، المستفيدُ الأكبر منها اليهود الطامحون لتهويد أكبر ما يمكن تهويده من الأرض العربية!!
وهم بذلك ضمنوا الصمت والرضى العربي عن جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني؛ وبفعل التطبيع أَيْـضاً تنامت وحشيتهم تجاههم خَاصَّة في شهر رمضان الذي تكون فيه القدس وغزة على موعد مع نار الحقد الصهيوني!!
في هذا الشهر الذي يعد شهر صيام وقيام واعتكاف يشد الفلسطينيون فيه رحالهم إلى الأقصى لقضاء أَيَّـام وليالي رمضان في باحاته، وفيه تتوحد كافة الطوائف الأحزاب نابذة كُـلّ أسباب الخلاف السياسي في مشهد يغيظ الصهاينة الذين تغيظهم أَيْـضاً مشاهد الصلاة وروحانية رمضان التي قد تغمر أجواء فلسطين، فيعمدون لسلبهم إياها باقتحام الأقصى واعتقال المعتكفين وقتلهم والاعتداء على النساء والأطفال بهمجية بالغة.. فيحولونها لمشاهد دموية وفوضى وحزن في كُـلّ الشارع الفلسطيني في ظل صمت عربي بالغ القسوة.
باستثناء أُولئك الذين لا يزالون يحملون في قلوبهم قضية فلسطين ويعتبرون القدس هي عنوان القضية ومحور وأَسَاس الهُــوِيَّة العربية والإسلامية، وهو أمر رسخه فيهم الإمام الخميني -سلام ربي عليه- بعد أن اتخذ من آخر جمعة من شهر رمضان يوماً عالميًّا للقدس لإخراج قضيتها من حالة الجمود في إطار المسؤولية والتحَرّك الجاد والفعلي لتحريرها!!
هو يوماً قال عنه السيد حسين -سلام ربي عليه- (إنه يوم لخلق الوعي في صفوف المسلمين في مختلف أقطار الدنيا وتهيئة أنفسهم ليكونوا بمستوى المواجهة لأعدائهم).
واستطاع أن يخلق وعياً في أوساط شعبه بخطر اليهود، الذين يسعوْن جاهدين لاحتلال القدس وتمرير صفقة القرن، بعد أن حرفوا بوصلة العداء باتّجاه الداخل الإسلامي الداعم للقضية الفلسطينية!!
واستطاع أن يعيد لقضية القدس حضورها في قلب الأُمَّــة، بعد أن استجاب له الشعب اليمني الذي تبوأ الصدارة في نصرة القدس وَإحياء يومها العالمي الذي يلعب دوراً مهماً في مصير الشعب الفلسطيني!!
وبه اقتدى الكثير من أبناء الأُمَّــة وجعلوا منه يوماً للعزة والكرامة العربية، وهو دليل على فشل رهانات العدوّ الصهيوني في تطبيع الشعوب معه.
وبات يتلقى الهزائم المتتالية على أيدي أبطال المقاومة الفلسطينية الذين أثبتوا أن القدس وفلسطين قاب قوسين أَو أدنى من التحرير جنباً إلى جنب مع أحرار الأُمَّــة في كُـلّ دول المحور الذين سيمهدون لنا الطريق لنصلي في القدس.