صـبراً فلـسطيـن فـمـوعِـدُكِ النـصرُ والتمكين..بقلم/ الاعتزاز خالد الحاشدي

 

يقولُ ﷲ تعالى في محكم كتابه العظيم: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ).

اليهود، وما أدراك ما يهود؟ هم أُولئك القوم الذين ليس لهم عهد ولا ميثاق، هم أُولئك القوم قتلة الأنبياء والمرسلين، هم أُولئك الذين يدّعون أنهم أبناء ﷲ وأحباؤه، هم أُولئك القوم الذين خسف الله بهم، وغضب عليهم، وجعلهم قردة وخنازير، هم أُولئك القوم الذين ضُربت عليهم الذلة والمسكنة أين ما تواجدوا، هم أُولئك القوم المغضوب عليهم من رب السماوات والأرض.

إننا على مدى عصور التاريخ نشهد صراعاً مع أعدائنا أعداء الله، على قضية يشهد بها العالم كله عبر الزمن، ألا وهي قضية المسلمين الأَسَاسية وقبلتهم الأولى، مسرى نبي الله محمد -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله-، إنها فلسطين العظيمة، منبع الديانات والكتب السماوية الإلهية.

وما يعانيه اليوم إخوتنا الفلسطينيون من اعتداءات داخل المسجد الأقصى في هذه الأيّام الرمضانية المباركة، هو نتيجة تواطؤ العرب وخنوعهم أمام الكيان الإسرائيلي، بل وصلت بهم الجرأة إلى أن يطبِّعوا علاقتهم مع أعداء الله، ويعملوا لصالحهم، ويجندوا أنفسهم لخدمتهم، ويتركوا إخوتهم الفلسطينيين وهم في أمس الحاجة لهم ولوقوفهم إلى جانبهم، لكنهم تخلوا حتى عن مبادئهم وقيمهم ألتي فُطر الإنسان العربي عليها.

فكيف أيها العرب تتركون اليهود يسرحون ويجولون في أرجاء أوطاننا وبكل جراءة ووقاحة، ويعتدون على مقدساتنا وعلى إخواننا وأنتم لا تحركون ساكناً، أَم تناسيتم أن الله قال فيهم: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أين مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأنبياء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ}؟! كما قال الشهيد القائد السيد/ حسين بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه-: اليهود هم من ضُربت عليهم الذلة والمسكنة، ليس علينا نحن المسلمين، ونحن من جعلنا أنفسنا عرضة للذلة والمسكنة أمامهم، أصبحنا نخاف منهم ونهابهم، وهم لا شيء هم قوم أذلاء صاغرين.

ولكن لا قلقَ بعد الآن حتى وإن تخلى العالم عنكِ يا قدس نحن دول محور المقاومة بقياداتها الحرة سندعمكم وسنقف إلى جانبكم، رغم تكالب العالم وتحالفه علينا، إلا أن الدم العربي والنخوة والغيرة ما زالت في عروقنا تجري، سنقف صفاً بصف وكتفاً بكتف، حتى يؤيدنا الله بنصره وسيتحرّر المسجد الأقصى، وسيموت كُـلّ اليهود الذين تجرأوا على احتلاله، فصبراً فلسطين العزيزة، فموعدك النصر والتمكين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com