الدوراتُ الصيفية بين الأهميّة والاستهداف..بقلم/ علي مهدي العوش
لكل إنسان في هذه الحياة مدة زمنية محدّدة، قد تكون قصيرة أَو متوسطة أَو طويلة نسبيًّا بالنسبة للحياة والعمر.
فحياة الإنسان مقسمة على مراحل تبدأ بالطفولة، ثم مرحلة الشباب، ثم المرحلة الختامية من هذه الحياة وهي الشيخوخة أَو الكهولة، ثم ينتقل الإنسان إلى حتمية الموت والفناء من هذه الحياة.
ولأن الله رحيم بعباده؛ فقد أراد من كُـلّ إنسان وطلب منه أن يجعل حياته لله وموته لله، وأن يجعل كُـلّ عمل أَو عبادة يقوم بها خالصة لله؛ حتى تكون النتيجة الحصول على الفوز العظيم برضوان الله وجنته.
ولهذا السبب أنزل الله الكتب وأرسل الرسل ليبينوا ويعرِّفوا كُـلّ إنسان مسؤوليته ودوره ومهمته في هذه الحياة؛ لكن ولأن الشيطان هو عدو الإنسان لم يُرد له بأن تكون حياته لله وموته لله، بل أقسم على أن يبذل كُـلّ ما في وسعه لإضلال الناس وإغوائهم؛ حتى يكونوا مستحقين لسخط الله وعقوبته، وهذا ما حصل فعلًا..؛ فالكثير من أبناء الأُمَّــة لا يسلكون الطريق التي رسمها الله لهم في هذه الحياة؛ بل ترى الكثير منهم يسلكون طرقًا يظنون أنها تقربهم إلى الله.. بينما هي طريق الشيطان وأولياء الشيطان، فهذا يسفك دماء المسلمين قربة إلى الله، وهذا يُفتي بطاعة الظالمين قربة إلى الله، وهذا يبرّر أفعالَ المجرمين قربةً إلى الله، وهذا يكفّر المسلمين قربة إلى الله، وهذا يجيز شرب الخمور قربة إلى الله، وهذا يبيح الفواحش قربة إلى الله، وهذا يتولى اليهود والنصارى قربة إلى الله، وهذا ينهب ويسرق ثروات المسلمين قربة إلى الله..
فهل عرفتم ما هو السبب الذي أوصل كُـلّ هؤلاء إلى هذه الحالة من الانحراف والزيغ؟!
إنه الابتعاد عن القرآن وقرناء القرآن فحصل ما حصل.
وتكمن المشكلة في أُسلُـوب تعلم كتاب الله في المدارس والجامعات التي جعلت من تعلّم القرآن الكريم آخر اهتماماتها؛ فالكثير من الطلاب يتخرج من الجامعة وهو لا يعرف كيف يقرأ القرآن الكريم قراءة صحيحة، ولا يعرف بعض الأوامر والنواهي الدينية والشرعية التي يحتاجها لاستقامة حياته.. بل إن كَثيراً من الطلاب في هذه المدارس تفسد أخلاقهم وتضيع مبادئُهم ويصبحون غير مستشعرين لمسؤوليتهم في هذه الحياة؛ لأَنَّهم دخلوا هذه المدارس؛ مِن أجل الحصول على شهادة تجعلهم يحصلون على وظيفة في المستقبل؛ فكان لا بد من تصحيح هذا المسار الذي رسمه الشيطان وأولياؤه من اليهود والنصارى حتى ننقذ أبناءنا وبناتنا من هذا الضلال والانحراف الذي رسموه.. والحل والمخرج والسبيل إلى النجاة هي الدورات الصيفية والمدارس الصيفية التي يأتي في أولوياتها القرآن الكريم وعلومه تلاوةً وحفظًا.
وهذه الدورات لها أهميّة كبيرة في بناء الأجيال وتربيتهم وتزكيتهم ليكونوا دعائمَ لهذا الشعب ولهذا الوطن.
وَلهذه الدورات أهميّة كبيرة في إكساب أبنائنا الطلاب والطالبات المهاراتِ والقدراتِ المعرفيةَ والعلمية والثقافية والرياضية التي تحصّنهم من الثقافات المغلوطة، وتجعلهم على معرفة كافية بأعدائهم من اليهود والنصارى وأوليائهم..
كما أن لهذه الدورات أهميّةً كبيرةً في تنشئة جيل متسلِّح بالولاء لله ورسوله والإمام علي ولأعلام الهدى؛ ولهذا تُواجَهُ هذه الدورات بهجمة تضليلية شرسة ممنهجة من قبل الأعداء؛ لأَنَّهم يعرفون أهميتها، وما يمكن أن يكون نتائج هذه الدورات.
وما علينا إلا الدفعُ بأبنائنا وبناتنا الطلاب للالتحاق بهذه الدورات واستثمارها بالشكل المطلوب؛ لنحصل على أكبر قدر من الوعي والبصيرة والفهم الذي يجعلنا بمستوى الصراع مع الأعداء، ويجعلُنا في الطريقِ الذي رسمها الله لعباده في هذه الحياة؛ لنحظى بالفوز العظيم ونرضي الله ونفوزَ برحمته وننالَ جنته.