أبواقُ العدوان تعاود استهدافَ الدورات الصيفية.. تضليلٌ إعلامي مفضوح
المسيرة- خاص
كثّـفت وسائلُ الإعلام التابعة لمرتزِقة العدوان، خلال الأيّام الماضية، حملاتِها الدعائيةَ التضليلية ضد الدورات الصيفية، وأفردت لها مساحةً من التغطية المرئية والمكتوبة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة؛ وهو ما يؤكّـد صوابية ما طرحه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي –حفظه الله- حينما أكّـد أن الدورات الصيفية لها الجزء الأكبر من الاستهداف الإعلامي لتشويهها؛ وهذا يدل على أهميتها وأثرها الإيجابي النافع.
وتسرد وسائل إعلام المرتزِقة الكثير من الدعايات ضد الدورات الصيفية، وتعمل على تشويهها، عن طريق نشر أخبار كاذبة ومغرضة تضلل الرأي العام، ومنها أن تلك المراكز تكاد تكون أقرب إلى المعسكرات، من حَيثُ الانغلاق على نفسها والحراسة المشدّدة التي تحيط بها، وهذا كلام عار عن الصحة، إذ إن الدورات تتم في المساجد وفي مدارس مفتوحة، ويتم فيها تثقيف الجيل الناشئ بالقرآن الكريم وبسيرة الرسول المصطفى محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، وتصحيح الثقافات المغلوطة.
ويدّعي المرتزِقة أنه يتم الزج بهؤلاء الطلاب إلى ساحات القتال، وأنه يتم تعليمهم وغرس أفكار تحرض على الكراهية والعنف، في وقت أن الواقع يقول: إن من يحرض على العنف والكراهية هي قنوات الفتنة التابعة للمرتزِقة التي تسخر برامجها اليومية للتحريض ضد الوطن وأنصار الله وكل الخيّرين في هذا البلد.
وفي تقرير لقناة “بلقيس” التابعة للمرتزِقة توكل كرمان أفادت بأنه يتم تعليم الطلاب في الدروات الصيفية مفاهيمَ تتعارضُ مع البيئة اليمنية، كما تنتشرُ فيها ممارساتٌ غير أخلاقية، في تَجَنٍّ وَاضح وبذيء على المسيرة القرآنية وأنصار المسيرة.
قلقٌ مُريب:
ويثار هنا تساؤل هام: ما سِرُّ قلق الأعداء من الدورات الصيفية؟ ولماذا يتم تشويهها ومحاولة حرفها عن مسارها الصحيح؟
ويؤكّـد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي –يحفظه الله- أن “الأعداء ينزعجون من كُـلّ ما يسهم في بناء جيل متسلح بالعلم والارتقاء بمستواه المعرفي والوعي والتربية الإيمانية؛ ولذلك يتوجّـهون عادة لحملات دعائية عبر وسائلهم الإعلامية وأنشطة سلبية بالتشويه وبالتثبيط وعبر أبواقهم من المنافقين والطابور الخامس وممن يتواجدون في أوساط الشعب، لكنهم يفشلون وتستمر الدورات وتأتي وهي متطورة إلى الأفضل ونجاحها نحو الأفضل بحمد الله”.
ويشير قائد الثورة إلى أن “الأعداء يقلقون عندما يرون أن هناك تربيةً إيمانية أصيلة، تربِّي على الحرية بمفهومها الصحيح، وعلى العزة والكرامة والأمل والثقة والتوكل على الله والاستشعار العالي للمسؤولية والتوجّـه الجاد لبناء حضارة إسلامية راقية”، مؤكّـداً أن الشعبَ اليمني وهو يتوجّـه لذلك، يعبِّر عن ثباته على مسيرة الإسلام بدءً بالعرب، ثم البشرية بشكل عام، قدّمت نعمة التعليم النافع والبنّاء الذي يبني الإنسان والحياة ومكارم الأخلاق ويهيئ المجتمع للنهوض بمسؤولياته في الاستخلاف في الأرض على أَسَاس من المبادئ والقيم والأخلاق الإلهية العظيمة.
ومن ضمن ما يدَّعيه المرتزِقةُ في إعلامهم أن الدورات الصيفية تعمل على غسل أدمغة الأطفال بأفكار متطرفة، وتعمل على التحريض الطائفي والمذهبي، وأنه يتم الدفعُ بالمشرفين وعقال الحارات ومسؤولي المساجد وشيوخ القبائل وإجبارهم على الدفع بالطلاب إلى هذه الدورات.
وذهبت صحيفة “الشرق الأوسط” التابعة للعدوان السعوديّ للقول بأن الكثيرَ من الأطفال قُتلوا خلال الفترات الماضية، وتم اختفاء آخرين ممن تم استقطابُهم في المساجد، وألحقوا في الدورات الصيفية؛ وهو ما جعل أغلبية الأسر ترفض إرسال أبنائها إلى هذه المعسكرات” بحسب ادِّعاءات الصحيفة.
ولم يقتصرْ الأمرُ عن التضليل الإعلامي الممنهج، بل أوعز المرتزِقة لما تتم تسميتها بالمنظمات الحقوقية التابعة لهم لإصدار بيانات مندّدة بالدورات الصيفية؛ ما يؤكّـد على حجم الوجع الكبير والهستيريا التي تنتاب هؤلاء جراء التعليم في الدورات الصيفية، وخطورتهم البالغة عليهم.
تقول بعض بيانات المنظمات التابعة للمرتزِقة: “هذه المراكز تمثّل تدميراً لعقول الأطفال”، في حين تقول بيانات أُخرى:” يتم حشوُ عقول الطلاب بفكر الجهاد وإذكاء العنف وتمجيد القتال”؛ وهو ما يدُلُّ على مدى الانزعَـاج الكبير للمرتزِقة وإعلامهم من شعار الدورات الصيفية “علم وجهاد”، وإدراكهم بأن هذه الدورات وتوعية الجيل الناشئ ستكون وبالاً عليهم في المستقبل، وهم الذين دأبوا خلال السنوات التي سبقت العدوان على استقطاب الأجيالِ إلى مراكزهم الصيفية؛ لتعليمهم الأفكار الهدامة، وثقافة التفخيخ، وزرع العبوات الناسفة، وغرس السلوكيات الخاطئة التي لا تمت للإسلام بأية صلة.
الآن وبعد مرور ثماني سنوات من العدوان الأمريكي السعوديّ الغاشم على بلادنا، وما رافقه من تدمير ممنهج للمدارس، والجامعات، والمساجد، لا يملك الأعداء من وسائل سوى التضليل الإعلامي؛ ولهذا نجدهم حريصون منذ أَيَّـام على تكثيف الحملات الإعلامية الدعائية لاستهداف كُـلّ ما ينفع الأُمَّــة ويفيد أبنائها.
ويؤكّـد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي –يحفظه الله- أن هذا الاستهداف يهدفُ إلى إبعادِ الناس عن الدورات الصيفية، وثني الناس عنها، والتشكيك فيها، والسعي لصد الناس عن الإقبال إليها، مُشيراً إلى أنها “حربٌ متنوعة، وحرب شاملة، تستهدفُ هذا المجال المهم، وهذا أَيْـضاً مما يفضحُ طبيعة أهداف الأعداء، وطبيعة عدوانهم لشعبنا العزيز”.
ويشير قائد الثورة إلى أن من الشواهد الكبرى على سوء أهدافهم، وطبيعة توجّـهاتهم العدائية، عندما حاربوا شعبنا العزيز في كُـلّ شيء، حتى في هذا المجال المهم، معنى ذلك: أنهم يريدون أن يعيقوا على شعبِنا العزيز نهضته، وأن يعيقوا عليه كُـلَّ أنشطته الأَسَاسية، التي يبني عليها مسيرة حياته.
مسؤوليةٌ جماعية:
وإذا كان الأعداءُ يتحَرّكون بكل وسائلهم المتعددة وإمْكَانياتهم الكبيرة لتشويه الدورات الصيفية، فَــإنَّ الأجدرَ بنا هو التحَرّك أَيْـضاً على كافة المستويات؛ لكشف مؤامراتهم الخبيثة وفضحها، وتوضيح الحقائق للناس؛ فالدورات الصيفية ليست تفخيخًا للعقول بقدر ما هي تهذيب لها، وليست ضد الإسلام والمسلمين، بقدر ما هي ضد اليهود والنصارى ومن يقف في صفهم، وهي تعلم الجيل كُـلّ معاني الحرية والكرامة والسمو، والجهاد ضد المستكبرين، وتغرس في عقولهم معانيَ عدم الرضوخ أَو الاستسلام للأعداء، أَو السير على درب النفاق والمنافقين؛ لذلك ندرك أهميّة الدورات الصيفية، التي تأتي في إطار التعليم الصحيح، وتقديم المعارف النافعة، التي تجسِّدُ مكارمَ الأخلاق، والتي تُقَدِّم بشكلٍ صحيح مفاهيم الإسلام، كما يقول قائد الثورة.
وفي الدورات الصيفة يحظى الجيلُ بترسيخ الهُــوِيَّة الإيمانية، والانتماء الراسخ، الواعي، المسؤول، لشعبه وأمته، ويحظى بالوعي، ويكتسب الوعي، وخَاصَّةً أننا في مواجهة حرب رهيبة في هذا العصري، وهجمة رهيبة جِـدًّا على مستوى التزييف والإضلال والإفساد.