علمٌ وجهاد.. تحصينٌ وبناءٌ للنشء والشباب..بقلم/ وسام الكبسي
يحيطُ بالمجتمع العربي وفي مقدمتها اليمن واقع فرض من قبل مهندسي الفكر في الغرب لخلق توجّـهات ورؤى تصب في صالح الإمبريالية الغربية، رُسمت وفق مسارات متعددة لذات الغرض وهو السيطرة الفكرية وَالذهنية ليسهل لهم توجيه بوصلة العداء إلى الداخل، واستطاعوا بمكرهم الشيطاني الخبيث الحصول على بيئة رخوة ساعدتهم على المضي في إدارة الصراع في البيت (الإسلامي العربي) الواحد وإيجاد شرخ عميق بين أفراد مجتمع هذا البيت العتيق وُصُـولاً إلى إزهاق الأرواح وسفك الدماء بدمٍ بارد وأعصابٍ هادئة، وما زالوا حتى اللحظة، والسبب الوحيد هو عدم الفهم الواعي لطبيعة الصراع من خلال القرآن الكريم ابتداءً من تربية النشء والشباب التربية الإيمانية الصحيحة وتوجيه طاقاتهم ومداركهم فيما يبني المجتمع واكتشاف المواهب والإبداعات والاهتمام بها ورعاية ذلك رسميًّا وفق خطط مدروسة لبناء جيل مسلح بالعلم والبصيرة العالية.
لذا من الضروري أن يعرف المجتمع اليمني والمجتمع الإسلامي بصورة عامة أن الأعداء تحَرّكوا وفق مسارات متعددة للسيطرة على الذهنية أهمها إيجاد مدارس إسلامية ذات فكر متطرف مشبع بالثقافات المغلوطة، وهيئوا لتلك المدارس كُـلّ أسباب البقاء والتوسع واختاروا له نظام آل سعود كراعٍ رسمي بما يمتلك من سلطة ومال وحقد ومخرجات تلك المدارس (قاعدة –داعش –تطبيع -وارتزاق) بإدارة مباشرة من الصهيونية في إسرائيل.
والمسار الآخر هو التمييع والانحراف الأخلاقي عبر وسائل متعددة لخلق جيل منحط لا هدف له في الحياة سوى إشباع غريزته برعاية رسمية من الأنظمة العربية وفي مقدمتها نظام آل سعود، بينما العدوّ الإسرائيلي لديه توجُّـهٌ مغاير تماماً فيما يخص النشء والشباب اليهودي يتمثل في الاهتمام بالمنهج التربوي، سواءً في المدارس أَو المدارس المغلقة وغيرها، ينصب اهتمامهم على التعبئة المُستمرّة ضد الإسلام وتوجيه طاقاتهم ومداركهم ومواهبهم فيما يخدم الصهيونية وترسيخ حالة العداء للإنسان وخَاصَّةً المسلم بشكل كبير جِـدًّا.
ولأهميّة بناء المجتمع الواعي والمستبصر تقام الدورات في المركز الصيفية تحت شعار (علم وجهاد) يتلقى فيها الطالب العلوم والمعارف وفي مقدمة ذلك القرآن الكريم تلاوةً وإتقاناً وحفظاً وترسيخاً لمفاهيمه لينعكس في سلوك وأخلاق الطالب ليكون له دور متميز في الحياة بما يمتلكه من زكاة في النفس، وسمو في الأخلاق، واستنارة في الفكر، فيكون عنصراً خيّراً وفعّالاً إلى جانب الأنشطة الرياضية والترفيهية، واكتشاف للمواهب وتنميتها ورعايتها.
إن الكل معني، الأب والأم، العاقل والشيخ، التربوي والثقافي، الصحفي والخطيب، التاجر والكادح، النخب والساسة، السلطة المحلية والمركزية، الكل معني لحشد الطاقات وتظافر الجهود لتحصين أبنائنا وبناتنا، النشء والشباب من الثقافات المغلوطة التي اكتوى الجميع بنارها وما زلنا نعاني من سمومها الخبيثة وشرها المستطير، في أن نوجههم التوجّـه الصحيح، التوجّـه الذي يبني الإنسان كإنسان، دوره المحوري يرتكز على بناء الحضارة كخليفة لله في أرضه، لا أن نسمح لأبنائنا وبناتنا في عطلة الصيف أن ينزلوا إلى الشوارع يلتقطون العبارات السمجة والسخيفة والحركات السوقية التي تحط من مقام الإنسان وتذهب بأخلاقه أَو أن يمكثوا خلف الشاشات ويتسكعوا من قناة ماجنة إلى أُخرى فاجرة من فيلم إلى مسلسل ألعن، يتحول الفرد منهم إلى بليد متسخ الفكر ساقط الأخلاق منعدم الغيرة والحمية، أَو يذهبوا إلى نوادٍ لا هدف لها سوى الاستقطاب الشللي الذي قد يفقد الأب والأم السيطرة على فلذة الكبد وهو في سنٍّ قابلٍ للتعبئة والتوجيه.
إن التوجّـهَ الصحيح والاختيار الحكيم هو الاهتمام بإدخَال أبنائنا في المراكز الصيفية لما تمثله تلك المراكز والدورات -سواء أكانت مغلقة أَو مفتوحة- من أهميّة في بناء جيل متسلح بالعلم والمعارف المتنوعة، علم يحقّق الغاية من وجود الإنسان وجهاد يبني ما دمّـره الأعداء من إنسانية الإنسان وحياته، خَاصَّةً ومجتمعنا يواجه تدفقاً هائلاً من الأفكار المنحرفة عبر الوسائل الإعلامية المتنوعة وقنوات التواصل الاجتماعي، حَيثُ يبذل اليهود كلما بوسعهم لتدمير شبابنا بالثقافات المنحرفة الدخيلة على ديننا وهُــوِيَّتنا الإيمانية وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة، والتي يجب على الجميع الحفاظ عليها من خلال إلحاق أبنائنا في المراكز الصيفية وتحصينهم بالثقافة القرآنية، وهذا هو التحصينُ حينما يعرف الجيل ثقافته ويعتز بانتمائه إليها ويعرف عدوه ويعمل كُـلّ ما يقيه من ثقافتهم وتضليلهم ومواجهة خططهم الشيطانية التي تهدف إلى استعبادنا ونهب مقدراتنا والسيطرة على مقدساتنا، وفي هذه الدورات والمراكز يحق للجميع الاطلاع على مناهجها وطرق وأساليب التدريس فيها، بل وحتى المشاركة في ذلك.