ثمانِي سنوات من الحرب السعوديّة الأمريكية على اليمن.. رابحون وخاسرون.. وهل عُقد النصر لليمن؟!..بقلم/ أحمد عبدالله الرازحي
منذُ إعلان وزير الخارجية السعوديّ، عادل الجبير، من واشنطن عن شن حملة عسكرية دولية مشتركة على اليمن في 26 مارس 2015م، لم يتوانَ التحالف السعوديّ الأمريكي لحظةً عن استخدام كُـلّ قدراته وإمْكَاناته العسكرية؛ في محاولته لإخضاع اليمن وفرض مشروعه الاستعماري والسيطرة عليه ونهب كُـلّ ثرواته، وبدا أن هذا الهدف القذر بعيدٌ عن الواقع، خُصُوصاً في اليمن، التي ملأت صفحات التاريخ بمحاولات لغزوها والهيمنة عليها ولكن كُـلّ المحاولات باءت بالهزيمة والفشل
ولم تكن الحملات المصرية الثلاث لغزو اليمن التي استمرت لأكثر من 350 سنة، وهي تحاول السيطرة على اليمن، ولكنها فشلت، وتحولت اليمن من أطماع استعمارية إلى مقبرة لغزاة هذا البلد؛ لتأتي محاولات أُخرى لغزو اليمن ولسنا في وارد ذكرها وإنما من باب طرح شاهد حي يثبت حقيقة تسمية مقبرة الغزاة بهذا الاسم.
لم تُدرِكِ السعوديّة والإمارات وخلفَهما واشنطن الفرقَ بين مصطلحَين هما: الشجاعة والتهور والمجازفة، فذهبوا لشن هذه الحرب التي كان وما زال الخاسر الأول منها هم السعوديّين والإماراتيين، بغض النظر عن كلفة الحرب إنما من باب التهور ودخولهم في مقبرة الغزاة، وبدخولهم في هذه الحرب الخاسرة، الذي عادت على اليمن بكل ما يعود على رابح الحرب بل وأعظم الرابحين في هذه الحرب هو اليمن، بعيدًا عن تبعات هذه الحرب المادية والبشرية، ولكنها ستعوَّض بأيدي اليمنيين أنفسهم وسيبنون بلداً قوياً مستقلاً.
الاستقلالُ من الهيمنة الأمريكية السعوديّة أكبرُ إنجاز حقّقه اليمنيون عبر التاريخ، وبدلاً عن أن يكونوا هدفاً كانوا الرماة في هذه الحرب.
ربح اليمنيين بقاءهم وحفاظهم على قيمهم وثوابتهم وأهدافهم التي لم يتنازلوا عنها بل فرضوها بقوة.
وخسرت واشنطن والرياض حلمَهم الذي ظل يراودهم لقرون من الزمن، وأعدوا الخططَ لتحقيقه، الذي هدفوا لتفتيت اليمن ونهب ثرواتها؛ باعتباره الأرض الغنية بالنفط والغاز الذي لم يُستخرَج، وباعتبارها مسيطرةً على أهم المنافذ البحرية، وهو باب المندب الذي تمر عبره معظمُ حركة الملاحة البحرية والأنشطة التجارية عالميًّا، هُزمت واشنطن والرياض وأبوظبي ونجحت اليمن في هزيمة الغزوات وانتصرت في الحروب، دوماً تبكي قليلًا في البداية؛ لمباغتتها والتآمر عليها وغزوها ولكنها تضحك كثيراً؛ لأَنَّ ضحكها يكون أخيرًا.
أوقف اليمنيون بالدم والنار والحديد مخطّط احتلال اليمن، ونهب ثرواته، ووَضْعِ اليمنيين تحت الهيمنة، قُصفوا بأنواع الأسلحة، وتم محاصرتهم لمقايضتهم على الاستسلام باسم السلام.
ولكن اليمنيين أثبتوا عكس ما أرادته واشنطن والرياض، وكان للسيد القائد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي الدور البارز والكبير في إدارة المعركة، وقد قالها بأنه سيخرج من هذا الصراع يمن قوي يصنع المستقبل المُشرِّفَ لليمن وللمنطقة العربية؛ وهذا ما تتجه إليه نتائجُ الحرب والحصار بعد ثماني سنوات.
وأثبت القائد برفقة اليمنيين أن اليمن سيخرج قريباً من الحرب رابحاً ومنتصراً رغم التكالب عليهم، وواشنطن والرياض هُزمتا شر هزيمة، ولا شك أن النصر يُحتسَبُ بالقدر الذي تتحقّق فيه أهدافُ المحارب، وعلى ضوء تحقّق الأهداف يمكن تحديدُ من هو الرابح والخاسر في هذه الحرب.
وهذا ما حقّقه اليمنيون من هزيمةٍ لمشروع واشنطن والرياض، والحفاظ على الثروات والأرضي اليمنية، وفرض احترام اليمن أرضًا وإنسانًا.