أطفالُنا بين فِخاخِ الأعداء والمراكز الصيفية..بقلم/ دينا محمد الرميمة
في ظل ما تتعرَّضُ له هُــوِيَّتُنا الإيمانية وقِيَمُ الدين المحمدي من استهداف كبير؛ في محاولة لسلخها عن قلوبنا كأمة إسلامية لها أعداءٌ كُثْرٌ منذ بزوغ نجمها كخير أُمَّـة أُخرجت للناس، أُمَّـة هزمت كُـلّ أعداء دينها ونبيها عندما كانت متمسكة بقيمها الأصيلة التي أدرك أعداؤها أنها السلاحُ المنيعُ بوجوههم؛ ولذا فالسلاح والحرب الصُّلبة ليست هي السبيل إليهم إنما لا بُـدَّ من أن يستأصل ويقطع كُـلّ ما يربط الأُمَّــة بربها ودينها بما يحمله من قيم وأخلاقيات ارتقت بالمسلمين إلى هذا المستوى من العزة والمنعة!! واستبداله بما يجعلها أُمَّـة ضعيفة مهزومة مسلوبة الإرادَة وَالقوة!!
ولذا فقد وجهوا سهامهم نحوه ونحو أصوله وألحقوا به ثقافات مغلوطة ما أنزل الله بها من سلطان، وقدموا الإسلام الوهَّـابي الذي جاء بثقافات هزيلة وأحاديث مكذوبة عن نبي هادن اليهود وجاورهم واستدان منهم ورهن درعه عندهم مخالفاً أوامر ربه وقرآنه (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)، وكذلك (وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ).
هذا من جانب لجعلنا أُمَّـة متسامحة مع أعدائها، ذليلة أمامهم، أضف إلى جعل ديننا الإسلامي مُجَـرّد طقوس وعبادات وانتزعوا منه قيمه وأخلاقه الأصيلة التي يأثم فاعلها ومحييها!
ومن ثم جاؤوا بالتكنولوجيا وَالحضارة الغربية التي جعلت الكثير منبهراً بهم لاهثاً على أن يكون مثلهم في إطار الحرب الناعمة التي لا تكلفهم جهوداً ولا مالاً ولا طاقةً بشرية في حربهم على الإسلام!!
وعبر القنوات الهابطة والإنترنت استكملوا بقية مخطّطاتهم بتقديم كُـلّ مَـا هو سلبي ويستهدف ما تبقى من قيمنا ومبادئنا عبر ما يعرض عليها من إباحيات تنتزع منا الروحية الإيمانية وقيم الدين وعقيدة التوحيد وَجعلوا الكثير منكبين عليها مضيعين أمور دينهم وَدنياهم، وكان استهدافهم يتركز أكثر على النشء والشباب المسلم الذي لا يزال عقله غضاً طرياً يتقبل كُـلّ ما يراه ويسمعه ويتأثر بأفكارهم الهدامة؛ بهَدفِ خلق جيل يحذو حذوهم، تابعٍ لا متبوع، مغلوب لا غالب، وَعلى حين غفلة منا وتقصير، بل إننا من نسلمهم أطفالنا على طبقٍ من ذهب حين نلهيهم بالتلفزيون والإنترنت لنتخلص من ضجيجهم ولا نعلم أننا بذلك إنما نسلمهم سلاحًا قاتلًا للقيم والأخلاق دون أن نعي خطورته، في حين هم جنبوا أطفالهم ذلك السلاح إلا بما يعود عليهم وعلى دولهم بالنفع والفائدة.
وحده السيد “عبدالملك الحوثي” من تنبه لذلك الخطر وأعلنها معركة وعي وتحصين وثورة ضد الثقافات المغلوطة والأفكار الهدامة والعادات الدخيلة على مجتمعنا لانتشال أطفال الأُمَّــة من براثن الحرب الناعمة التي تستهدف هُــوِيَّتهم وَقيمهم وأخلاقهم، ووجه بافتتاح المراكز الصيفية، ودعا الأسر للدفع بأبنائها إليها؛ بهَدفِ تعزيز مبدأ التحرّر الديني والثقافي والفكري وفق منهج القرآن الكريم وثقافة آل البيت التي بها تتحطم كُـلّ الفخاخ المنصوبة في طريق أبناء الأُمَّــة، وكما تهدف إلى تنمية مهاراتهم العقلية والجسدية التي تعود عليهم بالنفع وَبما يجعلهم جيلا محصنا بجرعات عالية من الوعي والبصيرة تقيهم شر مغريات العدوّ وَمصائده.
وبحمد الله لقت دعوة السيد القائد قبولاً كَبيراً من شعب الإيمان والحكمة وكان حجم الإقبال كَبيراً وكل عام يكون العدد أكبر عن سابقه ما أصاب العدوّ بالذهول؛ كونه أدرك أن مخرجات هذه الدورات هو الخطر الحقيقي على مؤامرتهم، ما جعله يشمر عن ساعديه بحملات إعلامية عدائية يحاول من خلالها التشويه بالمراكز الصيفية التي أطلقوا عليها معسكرات الموت وبالحقيقة ما هي إلا جبهات موت لمخطّطاتهم الدنيئة التي وئدت تحت أقدام الوافدين لهذه المراكز وما تحمله من أهداف سامية نأمل أن يدركها الجميع ويعلنوّها معركة وعي وتحصين للكبار والصغار حتى يعلم العدوّ ألا سبيل له إلى قلوب أبناء أُمَّـة محمد.
فثمة رهانات بيننا وبينهم نبهنا لها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي بقوله: (إننا في سباقٍ مع العدوّ إلى قلوب أبنائنا، فإما يسبقونا إليها أَو نسبقهم)، ومن هنا وبهذا فقد كنا السباقين إليها والتقفناها بيد المحب الذي حصنها بعلم وقاها من حر نفايات الغرب وأقر ثقافاته التي قد ترديها سوء المآب بعد أن كادت وكّـدنا نزيغ عنها.