الدوراتُ الصيفية في وجه الحرب الناعمة..بقلم/ فاطمة محمد المهدي
يقول الله سبحانه وتعالى: (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْـمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْـمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، ويقول عز وجل: (فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبيراً).
القرآن مليء بالآيات التي تتحدث عن العلم وأهميته، وعن الجهاد وأهميته أَو تربط بينهما، فالعلم والجهاد مكملان لبعضهما، إذ لا علم بدون جهاد ولا جهاد بدون علم، والقرآن علمٌ وجهاد.
القرآن منهاج متكامل للعلم والجهاد، والعلم درجات، والجهاد درجات، ولكن لا بُـدَّ لكليهما من أَسَاس وهو الإيمان، ولا بُـدَّ البناء على هذا الأَسَاس، فالعلم لا بُـدَّ أن يستند على الإيمان، والجهاد كذلك، لهذا يقول الله عز وجل: (يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْـمَ دَرَجَاتٍ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) وكذلك يرفع الله الذين جاهدوا درجات، كما يقول عز وجل: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَـمَعَ الْـمُحْسِنِينَ).
فنرى أن العلم والجهاد قرينان أَسَاسهما الإيمان، وأن الطريق إلى الله عز وجل، وإلى العزة والنصر والتمكين، وإلى السعادة الدنيوية والأُخروية هو من خلال القرآن الكريم ومن خلال هذه القيم الثلاث الجوهرية.
ونحن الآن في عصر العلم والثقافات المادية، التي تعمل قوى الشيطان على تجريدها من القيم الدينية كالإيمان والجهاد، وتسخيرها لتوجيه الإنسانية للغايات الدنيوية والرغبات والشهوات، لهذا علينا أن نفيق عما أوصلتنا هذه القوى الشيطانية من انحراف في الوعي عبر ثقافاتها المغلوطة والشيطانية، ونواجهها بثقافة القرآن الكريم؛ لنحميَ أجيالنا ونعود بها إلى جادة الصواب والحق وصراط الله المستقيم، ولنعيد لأمتنا وللإنسانية طهارتها وهداها وكرامتها وحريتها من قيود الطاغوت والشيطان، وهذا ما تسعى المسيرة القرآنية إليه منذ بزوغ فجرها رغم كيد ومكر الأعداء من كفار ومنافقين.
معركتنا مع تحالف العدوان إلا صورة من صور الجهاد في سبيل تحقيق هذه الغاية العظيمة، ولهذا أعلنت اللجنة العليا للدورات الصيفية، وتحت شعار (علمٌ وجهاد)، عن بدء الدورات الصيفية لأبنائنا، والتي ستعمل وفق منهجية وثقافة القرآن الكريم وقيم المسيرة القرآنية، على توعية أبنائنا التوعية السليمة والنقية، وتلقينهم العلوم والمعارف والثقافات الإيمانية الحقيقية الهادفة، التي تحمي عقولهم ونفوسهم من الغزو الثقافي الشيطاني، وبالتالي تحصنهم وتجعلهم أقوياء في مواجهة الحرب الناعمة وذو علم بأساليبها، وهي خطوة من خطوات وتوجيهات قيادتنا القرآنية والإيمانية، وعلى رأسها السيد القائد/ عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -حفظه الله- الحريص في أقواله وأفعاله وتوجيهاته دائماً على حماية ورعاية وحمل هذا الشعب على سفن النجاة وإيصاله إلى بر الأمان، إلى الله عز وجل، إلى النصر والعزة والتمكين وفق إرادَة الله لا وفق إرادَة الشيطان ومن يعبدونه.
حريٌّ بنا أن نلبِّيَ داعيَ الله لهذه الدورات، بدلاً عن تلبية دعاة الشيطان إلى مدارس وعلوم ودورات الانحراف والمسخ والإفساد للإنسان ولفطرته ولحياته.