تحتَ الخبر.. بقلم/ محمد منصور
التصريحاتُ الوطنيةُ الناريةُ الشجاعةُ التي أطلقها فخامةُ الرئيس مهدي المشاط أثناء لقائه بالمبعوث الأممي مثّلت ترمومتراً واضحًا لمنسوب قراءة صنعاء للواقع، وبلورة مواقف الشعب اليمني المنتصر، والذي كان في ذروة السعادة وهو يسمع رئيسه ينذر واشنطن ولندن من مغبة التمادي في اعتراض حقوق اليمن المشروعة.
الأمريكي والبريطاني يعرفون ذلك جيِّدًا، كان الرئيس المشاط حادًّا وحاسمًا في إيصال رسالة اليمن الشامخ للواهمين والمتربصين بالحق اليمني، والذين سماهم الرئيس بالاسم.
هذا التحذير اليمني العلني -صوتاً وصورةً- لن يمر مرور الكرام على آذان ساسة أمريكا وبريطانيا، وهم يعلمون جيِّدًا أن هذه التحذيرات قد تتحول في لحظة إلى حمم ردع صارخ يدفع المعتدي لإعادة سريعة لمواقفه.
صحيحٌ أنه في المنطقة العربية كافةً لا أحد يخاطبُ الأمريكي والبريطاني بهذا المستوى من العنفوان والشجاعة والقوة؛ لأَنَّ الصحيح أَيْـضاً أن أحداً لم يظهر بسالةً كتلك التي أظهرها الشعب اليمني خلال ثمانية أعوام؛ لذلك كان دَوِيُّ كلام الرئيس المشاط مناسبًا ومواكبًا لثمان أعوام من الصمود وتحطيم عناوين عاصفة الحزم الكبرى وبعثرة أوهام العدوان ومرتزِقته.
مجدَّدًا ترمي صنعاءُ كرةً سياسيةً ملتهبةً لواشنطن ولندن، وسبق لصنعاء أن جرَّبت هذا المستوى من التحدي المشروع مع الرياض وأبوظبي، وكانت النتيجة تغيُّرًا واضحًا في المواقف لم يصل إلى المستوى المطلوب، ولكن أحدثنا ثُقبًا واسعًا في ذاكرةِ السعوديّ والإماراتي، دفع الرياض تحديدًا إلى نهجٍ رأينا تجلياته في مسقط وفي صنعاء.
قد يقول أحدهم: هل تكترث واشنطن ولندن لتصريحاتكم؟ القناعة لدينا تتخطى الاكتراث، نحن ندرك تماماً حجم تأثيرنا وقدرتنا على الفعل إذَا عجزت السياسة.
نعم الأمريكي له أطماعٌ في اليمن، يعرفها المواطن اليمني العادي، ونحن لدينا كُـلُّ الحق في كسر هذه الأطماع بالسياسة أَو بغيرها.