ما البديلُ عن المدارسِ الصيفية؟! بقلم/ وفاء الكبسي
للأسف نحن نعيش في عالم ضال مضل يشرعنُّ كُـلّ باطل وفاسد وحرام ومنكر ويجرم كُـلّ حق وعدل وحلال ومعروف، لذلك نجدهم يشرعنون للمثلية “الشذوذ” ويشجعون الأطفال عليها من خلال الألعاب والرسوم المتحَرّكة، ويحاربون كُـلّ خير وفضيلة بل، نجدهم يستميتون في محاربة فتح المدارس الصيفية الهادفة التي تعود على أولادنا بالمنفعة والخير في الدنيا والآخرة.
لقد جنَّ جنون العدوان الأمريكي الصهيوني وحلفائهم وأذيالهم ومرتزِقتهم الخونة من النجاح البارز والاستثنائي للمدارس الصيفية طيلة الأعوام السابقة رغم محاولاتهم الحثيثة لإيقاف نشاطها وشيطنتها لثني الآباء والأُمهات عن الدفع بأبنائهم إلى هذه المدارس الصيفية المعززة لدور المدرسة والمكملة لها من خلال دروس تقوية يستفيد منها الطالب ويتحسن مستواه في تحصيله الدراسي، بل إنها تساعد بشكل واسع على رفع وعيهم من خلال ما تقدمه من ثقافة قرآنية تحصنهم من الأفكار الغربية السامة الهدامة للفطرة الإنسانية السليمة، وتحميهم من الحرب الناعمة وتسد فراغ أوقاتهم بمَـا هو ذو فائدة تربوية عالية.
الجميع يعلم أن الغرب يتحدث عن الحريات الزائفة بينما يريد أن يفرض على مجتمعاتنا ثقافة الشذوذ ونشره وتعميمه بل وتدريسه في المناهج كما فعلت الكثير من الدول الغربية، هم يقمعوننا ويحاصروننا ويمنعوننا من نشر الخير والفضيلة وقيم وأخلاق ديننا الإسلامي الحنيف بمشاركة أعوان إبليس المنافقين من بني جلدتنا المحسوبين علينا كمسلمين من تفتح لهم سلطات أنظمة الاستبداد منابر الإعلام وأبواب الشهرة بينما تفتح أبواب السجون للمفكرين والعلماء والنوابغ.
الأمر أكبر من حرية زائفة فالمطلوب هو تحطيم مجتمعاتنا الإسلامية وهدم الأسر المسلمة والاستخفاف بالمحرمات ونشر الفاحشة وتجاوز مَـا هو معلوم بالدين وتجريم الجهاد وتحطيم عقيدتنا وتحويلنا إلى قطعان تبجل جلادها تتبع الغرب إلى جحور الضب، نتبعهم في كُـلّ شيء وإن خالف ديننا وثقافتنا القرآنية وقيمنا وأخلاقنا وفطرتنا السليمة، هذا هو البديل يا سادة عن المدارس الصيفية التي تغنينا عن كُـلّ منكر وتملأ فراغَ أبنائنا بالخير الكثير وتزرع في نفوسهم مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله وتطور معرفتهم وتنمي وعيهم وتحارب الأفكار التضليلية الإفسادية وتحصنهم من كُـلّ مَـا هو دخيل على قيم وأخلاق ديننا الإسلامي وهُــوِيَّتنا اليمنية الإيمانية، هذه المفاهيم العظيمة يراها أعداؤنا خطراً بالغ الأهميّة عليهم لذلك حشدوا كُـلّ عدتهم وعتادهم وجنودهم وكل ما أُوتوا من قوة للنيل منا ومن ديننا الإسلامي.
علينا أن نفهم ونعي جيِّدًا بأن البديل عن المدارس الصيفية هو ذاك الخطر الآتي من الغرب لنشر الشذوذ والحرام والإجرام، لذلك علينا كآباء وأُمهات أن نفهم بأن صمتنا وعدم دفعنا بأبنائنا للمدارس الصيفية وتركهم فريسة للإنترنت والرسوم المتحَرّكة وقنوات الأطفال سيكون ثمنه غالٍ ندفعه نحن أولاً ثم يدفعه أبناؤنا، لذلك من واجبنا اليوم هو دعم المدارس الصيفية، وهو حق على كُـلّ مسلم ومسلمة أن ندعم المدارس الصيفية التي يحث عليها السيد القائد عبدالملك الحوثي -حفظه الله- وفيها كُـلّ الخير لنا ولأبنائنا، كما علينا دعمها مادياً ومعنوياً، وذلك من خلال مؤازرتهم بالكلمة الطيبة وتلمس حاجات هذه المدارس المادية؛ لأَنَّ المال الذي يبذل لهذه المدارس يصب في النهاية في حقل تربية أبنائنا وتعليمهم وتثقيفهم وتحصينهم، ومن لا يستطيع الدعم المادي، فأقل ما يقدمه هو الكلمة الطيبة والتحشيد لها ودفع أبنائه إليها والدعاء للقائمين عليها بظهر الغيب ومن لم يستطع لا مادياً ولا معنوياً، فليكف أذاه عنا فَـإنَّها صدقة منه على نفسه ولا حول ولا قوة إلا بالله.