بين مراكزنا الصيفية ومراقصهم الانحلالية.. أصواتُ الشيطان مفضوحة..بقلم/ محمد محسن جلاس
تزامناً مع توافد الطلبة إلى المراكز الصيفية، نلحظ الكثير من الحملات الدعائية المشوِهة والحرب الإعلامية المغرضة التي تستهدف المراكز الصيفية، خصوصاً في الآونة الأخيرة، رغم أنها ليست وليدة اللحظة، هي منذ ما قبل 2000م، لكننا نجدهم يحرِّضون عنها وكأنهم حريصون على الدين، وعلى هداية الأجيال.
لو أنهم كذلك، لَما خرست أفواههم عندما تشكلت لجنةٌ سعوديّة أمريكية لتنقية المناهج الدينية السعوديّة في عام 2017م، ومن الطبيعي أن تضعَ أمريكا منهجاً يتوافقُ مع سياستها المعادية للإسلام والمسلمين، وكما يقول المثل الشعبي السائد (ما بش يهودي نصح مسلم)، وهذا ما شاهدناه في واقعهم، فقد استأصلوا من مناهجهم جميع آيات الجهاد التي تعتبر الوقود المحرك للمسلمين، وشحنوا مناهجَهم بثقافة الإخاء والتودد نحو اليهود وبالثقافات المغلوطة التي تغاير الثقافة الإسلامية المستمدة من القرآن الكريم.
رغم كُـلّ ذلك، لا تزال انتقاداتهم المثبطة عن المراكز الصيفية جارية، وفي الجهة المقابلة أَيْـضاً، لا زلنا لا نرى أية انتقادات منهم تصب على المناهج السعوديّة، مما يؤكّـد أن الأكنّة لا تزال في قلوبهم.
لا يفقهون أن المراكز الصيفية تنير أجيالنا بالثقافة القرآنية البحتة، وأجيالهم تغرق في ظلمات ثقافة أهل الكتاب، ولا يعون أن مراكزنا الصيفية ترسخ في أجيالنا أهميّة الولاء المتمثل بمن أمرنا الله فيهم، ومناهجهم تخرجهم من دائرة الولاء لأعلام الهدى (من أمرنا الله فيهم)، وتسوقهم إلى دائرة الولاء لأعلام الشر (أمريكا وإسرائيل).
أجيالنا تشتد عداوةً تجاه من قال جل وعلا فيهم: (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ)، وأجيالهم تزداد تودداً وانبطاحاً إلى من قال الله فيهم: (وإذا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأنامِلَ مِنَ الغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكم إنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُدُورِ) وقال فيهم إنهم: (أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا)، نحن نعزز إيمَـاننا بثقافة الشهادة من القرآن الكريم، وهم يزينون لهم الحياة الدنيا؛ لتصبح محط اهتمامهم من الآخرة، مراكزنا الصيفية تكرس لدى الأجيال حب الجهاد وثقافة الدفاع عن النفس والمقدسات، ومناهجهم تكرس فيهم التخاذل والقعود والتنصل عن القيام بالمسؤوليات الدينية، المراكز الصيفية تحصننا من أن نقع في مستنقع الحرب الناعمة، ومناهجهم تهيئهم ليكونوا فريسة للانحلال الأخلاقي.
معادلة بسيطة وواضحة تبين حقيقة ما تحوي المراكز الصيفية (من تطبيقات عملية وفق توجيهات الله) ومناهجهم الدراسية (الخارجة عن إطار الدين)، أما عن تخرُّصات أفواه العدوان التي نسمعها حول تواجد إيران في مناهجنا، هي ليست سوى دعايات كاذبة، فلا وجود لإيران إلا في أذهانهم، فحملاتهم الدعائية خير شاهد على مدى فاعلية المراكز الصيفية عليهم وعلى أعداء الأُمَّــة الإسلامية، والذي نطمئن كلما وجدنا اليهود وأدواتهم ومن يواليهم في غيظٍ وصراخ؛ لأَنَّهم كما قال المولى: (إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا).
لذلك فَــإنَّ الذين يغتاظون من المراكز الصيفية، هم أنفسهم من يغتاظ عندما يُقَال “الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود”، فعندما تشابهت نفوسهم وقلوبهم تشابهت أعمالهم، وصاروا يفرحون سوياً لما يصيب الأُمَّــة، ويغتاظون لما ينفعها، والدليل أنهم عندما فُتحَت المراقص لتدفع الرجال والنساء، والشباب والفتيات، نحو الانحلال والرذيلة، رأيناهم مرحبين وفرحين، وفي أقل الأحوال رأينا المنافقين صامتين وراضين، لكن عندما فُتحت المراكز الصيفية لتدفع الشباب والأبناء والبنات نحو الارتباط أكثر بدين الله وكتابه العظيم، رأينا اليهود والمنافقين يصرخون ويتألمون، فمهما حرضوا وتَقَوَلوا، تبقى القاعدة الربانية تقول: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)، وصفّ الشيطان واضح في كتاب الله وواضح بأفعال وأقوال أتباعه تجاه كُـلّ ما ينفع الأُمَّــة وما يضرها.