المراكَــزُ الصيفية والثقافةُ القرآنية..بقلم/ خديجة المري

مثلُ ما يحتاجُ مُجاهدونا الأبطال إلى دورات عسكرية؛ لكي يكسبوا من خلالها المعرفة والمهمة والخبرة، يحتاج أطفالنا وجيلنا الناشئ إلى دورات ومراكز صيفية لمعرفة مبادئ الدين ومعرفة الله حق المعرفة، أطفالنا بأمس الحاجة إلى العودة إلى القرآن والتثّقف بالثقافة القرآنية.

المراكز الصيفية هي التي تُربي جيلاً قُرآنيًّا مُتحصِّنًا من تيارات الانحرافات عبر ثقافات مغلوطة وأساليب مُخادعة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، العدوّ يُركز وبشكل كبير على جيلنا الناشئ، هو يُدرك حجم خطورته هذا الجيل، وإلا لما قال في إعلامه بأن الحوثيين -كما يزعم- يُجندون الأطفال، فنحنُ في اليمن لسنا بحاجة لتنجيد أطفالنا، ففي الجبهات هُنالك رجال الله الصادقين ليسوا بحاجة أن يستعينوا بالأطفال لِيقاتلوكُم، نحنُ نُجند أطفالنا لكي يتحصنوا من الثقافات المغلوطة، هم يُخططون منذُ سنوات عديدة أن يضلوا هذا الجيل لَكنهم فشلوا من خلال هذه الجبهة التعليمية القرآنية، وهيهات هيهات أن ينخدع جيلنا وهو يمتلك الثقافة العالية القرآنية.

في المراكز الصيفية، التحصين، وبِناء جيلٍ قُرآني قوي، وهُــوِيَّة الإيمان، وهزيمة العدوان، هُنا علم وجهاد، بصيرة ووعي وبيان، هنا أدرك العدوّ الخطر الكبير، فبات مهزوماً مكسوراً، أصابه ضعفٌ وخيبة وشرور، أصبح يُدرك من هو اليمني الأصيل الذي لا يذل ولا يستكين، في المراكز الصيفية يستقي أجيالنا النهر العذب الصافي الزُّلال، من ثقافة القرآن نبني جيلاً واعياً، فيه القوة، والعزة، والكرامة، والصمود الذي لا ينكسر.

المراكز الصيفية يجب استغلالها لتحصين أجيالنا من الجهل، من الضياع، هي فرصة عظيمة، كما قال الإمام علي -عليه السلام-: “إضاعة الفرصة غُصة”، فيجب استغلال هذه الفرصة والحرص عليها بتحصين أجيالنا الناشئة ومجتمعنا بالثقافة القرآنية التي تبني الأجيال بناءً إيمانياً قوياً.

فاللّه اللّه في الوعي والبصيرة، وتحصين الأجيال بالثقافة القرآنية، هبوا إلى المراكز الصيفية، فتحية شكر وتقدير وعرفان لكل من بادر وسارع وساهم في هذه المراكز العظيمة، وسلام اللّه على علم الهدى، السيد القائد -حفظه الله ورعاه- الذي دعا شعبنا العظيم وأبناءَه إلى الاهتمام بهذه الدورات والمراكز الصيفية، قائد قُرآني عظيم حريص على شعبه وأمته من الضياع والخسران، سلام ربي عليه في كُـلّ وقتٍ وحين.

فمن المراكز الصيفية ومن الثقافة القرآنية نبني جيلاً قوياً عظيماً سَيُواجهه الأعداء إلى يوم القيامة جيلاً بعد جيل.