ما بين اللقاءات السياسية والعسكرية ومناورة “الوفاء للشهيد القائد”..بقلم/ علي عبد الرحمن الموشكي
كعادة دول العدوان يرسلون الوفودَ تحت عباءة محاورات السلام لقياس الرأي ومعرفة مدى التقارب والجهوزية للقيادة السياسية والعسكرية، كان آخر الوفود برئاسة المستشار العسكري للمبعوث الأممي الأمريكي، والذي لم تكتفِ الأمم المتحدة بممثلها الذي التقى بالرئيس المشاط، مؤخراً، والذي عاد وهو يحمل العديد من الرسائل التحذيرية التي تتهدّد الولايات المتحدة الأمريكية ورأس الحرباء بريطانيا، ويعكس هذا مدى الوعي السياسي ودقة المعلومات الاستخبارية لدى حكومة الإنقاذ الوطني.
إن استراتيجية الأعداء شاملة فهم يحاولون قياس سقف السياسات وسقف الاستراتيجيات للقيادة السياسية والعسكرية بصنعاء، والتي خياراتها الاستراتيجية من منبعها حكمة السيد القائد -يحفظه الله-، الذي يدرس الميدان ويعرف مخطّطات الأعداء وأبعاد توجّـهاتهم ويرسم موجهات ومؤشرات وفق منهجية قرآنية نمتلك من خلالها مؤشرات النجاح المسبقة لردود الأعداء والتي من خلالها تقدم القيادة القرآنية نموذجاً للعالم، عن رقي المنهج الإسلامي في كيفية التعامل، وتحصر اليهود الأمريكيين والإسرائيليين في زاوية الإجرام فيصغرون وينكس كبرهم أمام قياداتنا القرآنية، وفي هذا دروس للعالم من موقع القوة والثبات والصمود في وجه دول الاستكبار، والتي لن تمنح الأعداء تنازلات على حساب قضايا الأُمَّــة ومن خلالها تتبنى القيادة رسم المسارات الاستراتيجية للتفاوض والاستعداد للسلام العادل والمشرف انطلاقاً من توجيهات الله في الجنوح للسلم في حالة جنح العدوّ للسلم.
ويوماً بعد آخر يتجلى للعالم المنطلقات القرآنية الإلهية، تكون في مقدمة المفاوضات واللقاءات وإرسال التحذيرات، ليس؛ مِن أجل القضية اليمنية فقط وإنما لكل قضايا الأُمَّــة العربية التي تعيش يوميًّا وطأة فرض سياسة الإذلال والإركاع لشعوب أمتنا، فمسارات تحَرّكنا في إطار مشروع أُمَّـة ضمن محور المقاومة للمشروع الأمريكي والإسرائيلي في الوطن العربي، والأعداء يدركون ذلك أن مكمن السر الصمود والثبات في محور المقاومة هو وحدة توجّـهات القيادة السياسية والعسكرية والذي ندرك ذلك من خلال منطلقات قائد الثورة -يحفظه الله-، فتوجيهاته على المستوى الدولي تكون كالدرر الثمينة التي يستفيد منها من ينصحهم للقيام بها وتنفيذها، وذلك؛ لأَنَّه -يحفظه الله- قائد قرآني يحمل على عاتقه مسؤوليات تحمل همّ الأُمَّــة العربية والإسلامية.
فهم يدركون ذلك ككيان صهيوني يتحكم بقرارات الأمم المتحدة ولم يكتفوا بمبعوثٍ أمميٍ واحدٍ فقط، فدرجة أهميّة اللقاءات تتطلب لديهم مبعوثاً عسكرياً ومبعوثاً استخباراتياً، ولو تمعنا في كثرة الوفود واللقاءات السياسية والعسكرية والاقتصادية، لوجدنا أن الأسباب الحقيقة الحالية الخوف على المصالح الأمريكية والإسرائيلية من خطوط جوية وَبحرية وبرية، ومن أول العدوان ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق يحذر من سيطرة أنصار الله (الحوثيين) على باب المندب كممر عالمي وهذا يؤثر على مصالحهم الاقتصادية والعسكرية؛ ولذا هم يحاورون ويرسلون الوساطات بعدة عباءات منذ بداية ما قبل إعلان الحرب على المسيرة القرآنية، وهم يدرسون استخباراتياً التكتلات والأحزاب والتوجّـهات بمختلف أنواعها، ويدركون أن المسيرة القرآنية مؤشراتها الأولى تعيق طموح التمدد الإسرائيلي في المنطقة العربية.
لا يوجد أي سقف للمفاوضات لديهم؛ فمخزونهم المعرفي حول المسيرة القرآنية واسع الأبواب لا يدركون قعرة ويتفاجؤون بسرعة التمكين للقيادة القرآنية في مجالات كثيرة، ويخيل لهم أنهم على اطلاعٍ تام بمسارات القيادة القرآنية، فالله يعجزهم ويضعفهم أكثر وأكثر، ولولا حكمة القيادة القرآنية في اتِّخاذ القرارات المصيرية للأُمَّـة القرآنية لكانت الاستفزازات الصهيونية بتحَرّكهم الشيطاني أكثر حدة ولأنهكت الصمود الشعبي وتهاوت تطلعاته في تنازلات تعرقل عملية النهوض وتقلل من الثبات، فحكمة القيادة القرآنية من خلال التمسك الثابت بالمبادئ الإلهية في العداء والولاء أوجدت بصيرة واستحقت آيات من الإعجاز السياسي والعسكري والاقتصادي والتنمية الحقيقية للبلاد.
ومع تشتت وتفكك وذوبان مرتزِقة أمريكا من مملكة العهر ومن دويلة “الحمارات” ومرتزِقتهم من شذاذ الآفاق وعبيد المال ضاعت تطلعات الكيان الصهيوني في تجنيد أصحاب طموح التبعية والولاء لأمريكا وإسرائيل من عشاق الاستحواذ على السلطة، فباءت طموحاتهم بالفشل وإن حاولوا إعادة تموضع لفيف الفسق والطغيان عبيد أمريكا وإسرائيل، سينالون الخيبة والخزي أكثر من ذي قبل وبسلاحٍ نوعي لم يُكشف عنه بعدُ.
وفودهم حملت رسائل من القيادة السياسية تحذيرية من الدور السلبي الذي تلعبه الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في حالة عرقلة جهود السلام ومؤكّـداً أن العالم سيتضرر إذَا عاد التصعيد في اليمن، وتفيد هذه الرسائل أن النار لن تكون محصورة في اليمن إذَا جرى الدفع نحو التصعيد، وبقرتهم مملكة العهر لم تحقّق أثراً يقاس في الواقع من الوعود الإنسانية، وكذلك عسكريًّا؛ فكان الرد بقدر جاهزيتنا للسلام فنحن جاهزون لأسوأ الاحتمالات.
الاستعداد القتالي على أتم الجهوزية وكان آخرها المناورة العسكرية (الوفاء للشهيد القائد)، والتي شارك من خلالها مختلف الوحدات العسكرية، والتي من خلالها عسكريًّا إيصال رسالة مفادها نحن على جاهزية قتالية عالية بمختلف الوحدات العسكرية وبقدرات قتالية نوعية، وجهوزية عالية في التصدي لمختلف العمليات، وما النصر إلا من عند الله، صامدون بعزة الله وقوته ومتوكلون عليه، وسيعلم الذين كفروا أي منقلبٍ ينقلبون.