المياهُ السوداء وسِـرُّها..!!..بقلم/ هدى الشامي
تعتبر محافظة شبوة من أروع المحافظات اليمنية فهي ذات مساحة شاسعة وممتدة حتى الشواطئ المطلة على البحر العربي، وقد لوحظ منذ زمن ليس ببعيد تمتعها بمؤهلات تميزها عن غيرها من المحافظات اليمنية، وأولى هذه الميزات وجود النفط.
تم بالفعل في عهد المخلوع عفاش استقطاب الشركة الفرنسية توتال للعمل على استخراجه فاستبشر الناس خيراً وتفاءلوا بتحسن أوضاع المحافظة، وقد أعطيت لهذه الشركة ميزات وتمتعت بمسرح كما يقال: «يرمح فيه الخيل»، وكأن هذه الشركة ذات أصل يمني.
للأسف الشديد لم تنتبه دولتنا المصونة وحكوماتها المتعاقبة إلى أنها أعطت جزءاً من رئتيها لعدو سيقوم بخنقها فيما بعد، قامت هذه الشركة باستخراج البترول والاستفادة منه وإعطاء اليمنيين ما تبقى أَو ما يمكن تسميته بالفتات، هذا وقد كانت الحكومات آنذاك صماء فلا تسمع، وعمياء فلا ترى، فتركت الحبل على الغارب تفعل ما تشاء وكأن المحافظة ملكٌ لها.
في نهاية المطاف وفي أيامنا هذه نتفاجأ بخروج مياه سوداء من باطن الأرض وكأنها أُصيبت بلعنة أَو غضب من الله لتنفجر قنبلة في وجه إخواننا في شبوة بوجود تلوث بيئي خطير يهدّد سكان المحافظة، حَيثُ قامت الشركة بدفن مخلفات استخراج النفط في باطن الأرض دون مراعاة أَو التزام بما تقوم به الشركات المماثلة لها في دول الجوار، كما عملت على إخفاء عمليات تعذيب كانت تقوم بها دويلة الإمارات داخل منشأة بلحاف، مع ذلك لوحظ غياب أي مكون للدولة ليدافع عن المحافظة وما يحدث فيها، الشاهد على هذا هو عدم وجود رقيب على هذه الشركة قديماً وحديثاً وتناسوا قوله تعالى: (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ).