لا سلامَ دون تحقيق مطالب الشعب..بقلم/ أم زين العابدين
منذُ اليوم الأول من الحرب على اليمن والشعب اليمني يعاني من أزمات مادية واقتصادية وحتى نفسية، تضرر ثلاثون مليون مدني من حرب كونية تقودها السعوديّة دون مبرّر يستحق ذلك، هو اعتداء همجي سافر لن يُغفر ما دام هنالك دماء تسيل في عروق اليمنيين، لم يعش أي شعب حرباً شعواء كالشعب اليمني، فلقد دُمّـرت منازلهم ورُمِّلت نساؤهم وانهارت البُنى التحتية للدولة بشكل كامل، لم يبق شيء يروي ظمأ المنكوبين من الشعب.
وحين مرّغ المجاهدون الأبطال أنوفَ المعتدين، وأوصلوا رسائلهم البالستية إلى عمق ديار الظالمين، هرعوا إلى الشعب صاغرين يسترضون شفاعةَ المستضعفين، ولكن بنوايا شيطانية وأوامر يهودية؛ ظناً أ، بإمكانهم تمريرها على شعب الإيمان والحكمة.
بعد ثماني سنوات من الحرب على اليمن بقيادة “السعوديّة” وبرعاية أمريكية تأتي مملكة المعتدين لتضع نفسها وسيطاً بين مّن جنّدتهم لصالحھا من المرتزِقة اليمنيين وبين الطرف الآخر الوطنيين المتمثل بالمجاهدين الأحرار؛ لتبرئ نفسها من الجرائم التي ارتكبتها سواءً بالطيران السعوديّ الأمريكي أَو عبر تنظيماتها الإجرامية، في موقف مخزً أمام الله والعالم الحُر؛ فجرائمهم لا تُعد ولا تُحصى، فحافلة ضحيان التي كانت تحمل أكثرَ من 54 طفلا تم قصفها من قِبل الطيران السعوديّ الأمريكي؛ بذريعة أنهم خبراء بالتصنيع الحربي، وهناك الكثير من الجرائم التي ارتكبها طيران العدوّ في الأسواق والمنازل والأعراس، وحتى صالات العزاء، لم يكن العدوّ ليرتكب هذه الجرائم لولا مرتزِقتُه الذين قدّموا لهم المساعدة برفع الإحداثيات وغيره، لا غريب فيما يفعله النظام السعوديّ بمرتزِقته فهو من جنّدهم ودعمهم بالمال والسلاح وملأ سماء اليمن بالطائرات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية، وفعل حينها ما شاء، وحين دقَّ ناقوسُ الخطر بابهم رموا كُـلّ ما فعلوه ليتحمل المرتزِقة بأفواهٍ صامتة ثَقِلَ جرائم آل سعود على ظهورهم، هكذا من يبيع وطنه وعِرضه؛ لغرض السلطة والتربع على الكرسي الزائل.
الحوار مُرحَّبٌ به من قِبل حكومة صنعاء لإنهاء الحرب، ولكن حواراً مع الطرف الرئيسي القائم على العدوان، وهو “النظام السعوديّ”، وكذلك أن تتم المفاوضات بالشروط التي طرحتها حكومة صنعاء؛ فهي تعتبر في موقف الدفاع عن النفس، والتي تتبنى رفع الحصار بشكل كامل وصرف رواتب موظفي الدولة من جميع القطاعات، ورحيل المحتلّ الغازي من جنوب اليمن، وهذا الاتّفاقيات يجب أن توقَّع في إحدى الدول المحايدة؛ لكي تصل لنتائجَ إيجابيةٍ دون عراقيل أَو تدخلات معادية تهدف لإفشال المفاوضات.
الشعبُ على يقين تام أن حكومةَ صنعاء هي من ستعيد حقوقَهم المُعتدى عليها من النظام السعوديّ، الذي دمّـر بلدا مُسلما مسالما؛ خدمةً لأمريكا وإسرائيل؛ فإعادة إعمار ما تم تدميره هو المطلب الأَسَاسي من قيادة صنعاء لدول العدوان، وعلى رأسها السعوديّة، وليس ذلك فقط! بل هناك خسائر بشرية هائلة ذهبت ظلماً في حربٍ لم يكونوا طرفاً فيها، ستتوجب على النظام السعوديّ دفعَ التعويضات ومعالجة الأضرار، سواءً المادية أَو النفسية؛ فلم تكن تلك المطالب إلا حقوقا منهوبةً مسلوبة بطريقة همجية غير مباشرة من النظام السعوديّ، الذي ما زال وسيزال هو الخصم الذي انتهك سيادة بلدنا في وقت لم يكن الشعب اليمني متوقعاً كُـلّ ذلك.
الاحتلال إلى الزوال حتى وإن امتلك كُـلّ قوات العالم، وما على الشعب اليمني وقيادته الحكيمة إلا الثباتُ والجهوزيةُ للمرحلة القادمة؛ فهي ثمرةُ الصبر والتضحيات التي قُدمت خلال سنوات الحرب، إن أراد الأعداءُ السلامَ فنحن أهلٌ له، وإن أرادوا الحرب فضرباتُنا ما زالت تؤلمهم؛ فنحن حاضرون في الميدان ولم نبرح بعد، سيكون الآتي مؤلماً بالنسبة لآل سعود إن استجابوا لضغوطات أسيادهم من الأمريكان، وسيكون النصرُ مُكللاً بزوال النظام السعوديّ الديكتاتوري من المنطقة.. قال تعالى: {{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}} صدق الله العظيم.