مفتاحُ السلام.. بقلم/ عبد الواحد الشرفي*
بدايةً يجبُ التأكيدُ على أن المِلف الإنساني، وفي مقدمته: صرف مرتبات المدنيين والعسكريين من إيرادات النفط والغاز، وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، وإنهاء الحصار عن الموانئ والمطارات اليمنية، هي استحقاقات إنسانية لا تقبل التأجيل أَو المماطلة؛ كونها مطالِبَ عادلة ومحقة، يضاف إلى ذلك إيقاف العدوان ورحيل الاحتلال من كُـلّ الأراضي اليمنية وليست ورقة للتفاوض، وبتحقيق تلك الاستحقاقات يمكن إطلاقُ جولات من المشاورات حول إيقاف الحرب بشكل نهائي وإحلال السلام.
ولعل ما شهدته الساحة اليمنية والدولية من زيارات ولقاءات آخرها بين السعوديّة كطرف معتدٍ وصنعاء كطرف معتدى عليه، أسفرت عن حلحلة جُزئية لمِلف الأسرى، وتم فيها الاتّفاق على عقد جولة أُخرى من المشاورات عقب عيد الفطر المبارك، وينتظر الجميع بدء الجولة الثانية من المشاورات لاستكمال الاتّفاق على بقية بنود الملف الإنساني، وتحديد جدول زمني لتنفيذه، بالرغم من انتهاج طرف تحالف العدوان لأُسلُـوب المراوغة، وهذا مؤشرٌ على عدم جديته تجاه حلحلة القضايا الإنسانية والتي هي مفتاح لإحلال السلام، ولعل نشاط الدبلوماسية الغربية وتحديداً لأمريكا وَبريطانيا وفرنسا والتي نشطت مؤخّراً قد أثرت بشكل غير مباشر على سير تلك التفاهمات الأولية، بحسب ما تناقلته وسائل الإعلام؛ تنفيذاً لأجندات ومصالح تلك الدول التي ترى في مواصلة العدوان والحرب ضد اليمن استمراراً لمصالحها في الهيمنة ونهب الثروات.
وقد حذر قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي، دول تحالف العدوان بأن الصبر سينفد، إذا لم تبادر للتفاهم الجاد والعملي في الملف الإنساني والمعيشي، مؤكّـداً “عدم القبول بحرمان الشعب اليمني من ثروته الوطنية في استحقاقات المرتبات والخدمات”.
في الوقت الذي تؤكّـد القوات المسلحة جهوزيتها للموقف المطلوب في حالة المماطلة من قبل دول تحالف العدوان؛ وهو ما ينبغي أن تفهم دول تحالف تلك الرسالة التحذيرية لقائد الثورة وتقرأها جيِّدًا، وتأخذها على محمل الجد.
كما نتمنى أن تسفر بعض الجهود الإقليمية والدولية في إحلال السلام وإيقاف العدوان وإنهاء الحصار ومغادرة القوات الأجنبية للأراضي والسواحل اليمنية المحتلّة.
ونؤكّـد مجدّدًا بأن تنفيذ بنود الملف الإنساني هو مفتاح السلام.
* عضو مجلس الشورى