الأهميّةُ والفاعليةُ لشعار الصرخة في وجوه المستكبرين.. بقلم/ إلـهـام الأبيض
في طبيعة الوجود لا بُـدَّ من الصراع ما بين الحق والباطل، وفي واقع البشرية لا بُـدَّ من ظهور أهل الحق لمواجهة أهل الباطل ومن هنا تُقام الحروب، من خلال ذلك الصراع تبرز مسؤولية من خَصَّهم الله بإقامة دينه في معارك إقامة الحق في واقع البشرية وتحرير الأرض كُـلّ الأرض من الباطل وإزهاقه، تنطلق في ضمن ذلك الصراع حرب المصطلحات التي لها الدور المهم والبارز في إعلاء كلمة الله واستجابة له فيما دعا وحمل أهل الحق المسؤولية الكاملة للدفاع عن دينه.
من واقعِ الشعور بالمسؤولية ومن مُنطلقِ وعيهِ بطبيعة التحَرّك الأمريكي والإسرائيلي انطلقَ هذا الموقف وهذا الشعار؛ شعارُ الحقِ شعارُ البراءةِ من اليهودِ والنصارى، وانطلقَ معهُ المشروع القرآني العظيم والمهم من واقعِ الشعور بالمسؤوليةِ أمام الله، فانطلقت هذهِ المسيرةِ وهذا الشعار في واقع مرير وسيء ومُخزٍ ومُهين تعيشهُ أمتنا الإسلامية في المنطقةِ العربية والعالم عُمُـومًا، وفي وضعية خضعَ فيها المُسلمون لهيمنة مُطلقة لأمريكـا وإسرائيل، وهذهِ الهيمنة التي لها نتائِجها السلبية جِـدًّا في واقعِ المُسلمين؛ والتي من أولى نتائِجها مسخُ هُــوِيَّة الأُمَّــة وطمسُ معالمِ دينها، والتأثير على أخلاقها، ومن نتائجِ هذهِ الهيمنة أَيْـضاً والاستهداف والسيطرة أن تفقد الأُمَّــة استقلالها وأن تخسرَ كرامتها.
تحَرّك هذا المشروع القرآني العظيم بشعارهِ وبما فيه من مواقف وما فيه من تبصير وتوعية من خلالِ القرآن الكريم، ونشر للثقافةِ القرآنية التي تُضيء الطريقَ للأُمَّـة والتي تصنع الوعي للأُمَّـة والتي نستطيع من خلالها أن نسترشد بها في الصراع مع أعدائنا مهما كان حجمُ هذا الصِراع ومهما كانت إمْكَانياتهم.
لقد حقّق هذا الشعار أهدافاً حقيقية وبعيدة المدى في شبهِ الجزيرةِ العربية وأكبر من ذلك بكثير؛ الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام؛ هذا هو شعارُ الحقِ وهذهِ هي صرخةُ البراءةِ من أعداء الله وأعداء الإسلام.
لو تعلم الشعوب الحرة مدى تأثير سلاح شعار الصرخة في وجه المستكبرين لصرخت كُـلّ الشعوب الحرة من العراق إلى سوريا إلى لبنان وفلسطين، وستكون النتيجة أن أمريكا ستدرك أنه لم يعد لها مكان في هذه البلدان وسترحل مرغمة عن أنفها، شعار الصرخة هو السلاح القاتل والفعال، البراءة من اليهود والنصارى أمريكا وإسرائيل، لطالما تابعنا كُـلّ ما يجري في كُـلّ البلاد العربية والإسلامية وما تفعله أمريكا وإسرائيل من تسلط وجبروت، والتمادي في ارتكاب الجرائم المحرمة من الله تعالى.
هذا الشعار هو البراءة التي أمر الله بها رسوله وهي من منطلق (أطيعوا اللَّه ورسوله) ولا طاعة لنا إلا بتنفيذ كُـلّ ما أمر الله تعالى؛ والبراءة هي اللعن وإعلان الحرب الظاهرة، وليست طلب السلام المخزي مع أعداء الله ورسوله –صلوات الله عليه وآله–، نعم هي هتاف الحرية والإباء، هي صرخة الحق، هي كلمة النور التي أُلقيت وأعلنت في زمن الزيف والخداع، وزمن الولاء لليهود وأهل الكتاب، نعم هي كلمات من نور وأحرف من نور تشع نوراً ساطعًا نور الحق وصوت الحق، هي من كتاب المولى عز وجل وأمر من أوامر الله أن نعلن البراءة من اليهود والنصارى.
هذا الشعار من وجهة نظر الأمريكيين والإسرائيليين يشكل خطورة بالغة عليهم، وعلى مشاريعهم التي يقومون بها في أوساط البلدان العربية لتدميرها واحتلالها، فهذا الشعار يقدم ثقافة ويرسخ فينا الثقة بالله والاعتماد على الله، وإيماننا بالله هو الأكبر من هذا الوجود بأكمله.