حين صمت ضمير العالم، انطلقت صرخةُ الأنصار.. بقلم/ احترام عفيف المُشرّف
يوم الضمير العالمي صم وأبكم جاءت صرخة مران وسيصل صداها إلى كُـلّ الأحرار، وما نشهده الآن من رفعها في عدة دول ليس إلا البداية فقط، وليس هذا حديثاً يفترى وليس أُحجية وليست كذبة وليست قصة من نسج الخيال، إنها صرخة حق وسط أصوات الباطل، إنها طوق نجاة للمظلوم من مشانق ومقاصل الظالمين، الصرخة أعادت للقلوب يقينها بأن الله جبار السماء ما يغلب، يقول عز من قائل: (لَا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِـمَ وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا عَلِيمًا) من سورة النساء- آية (148).
وتعتبر الصرخة هي التطبيق الحرفي لهذه الآية الكريمة فقد أتت وانطلقت من ظلم قد بلغ أوجه وعتوه قد زاد عن حده ولا بُـدَّ من الوقوف في وجه ومنعه، الصرخة هي ما يحتاجه العالم؛ فقد أتت وبينت وأوضحت لمن القوة الحقيقة التي لا تقهر، ومن الكبير الذي لا كبير فوقه، والعظيم الذي لا عظيم سواه، والقوى الذي لا يغلب، فإذا أيقنت النفس أنها قد ركنت إلى ركن قوي أشدّد بأسها وزال خوفها؛ وهذا هوَ ما أعلنته الصرخة في أول شطرٍ منها.
(الله أكبر):
وإذا ألقينا نظرة فاحصة ومدققة إلى ما تعانيه الإنسانية كُـلّ الإنسانية بكل مسمياتهم وأطيافهم وأديانهم وعروقهم وألوانهم وبلدانهم، الكل وبلا استثناء عانى ويعاني من عدو واحد يسلب أرضه وينتهك حقوقه ويصادر حرياته ويفرض عليه شرطه الملعون (إن لم تكن معنا فأنت ضدنا) وبالتالي لا بُـدَّ من القضاء على من ليس معنا، من يقوم بكل هذا؟ إنها أمريكا الشيطان الأكبر عدو الأديان وعدو الإنسان وعدو السلام وعدو الحرية، وهذا ما بينته الصرخة في شطرها الثاني.
(الموت لأمريكا):
وإذا عرفنا عدونا لا بُـدَّ من التحري عنه والتدقيق في أمره، ومن القائم والأمر والمسيطر فيه، سنجد حينها أن اللوبي الصهيوني هو الحاكم الحقيقي لأمريكا والمتحكم بكل قرارات العالم وما إسرائيل إلا نبت من شجرته الزقومية، وهذا أَيْـضاً ما بينته الصرخة المباركة في شطرها الثالث.
(الموت لإسرائيل):
وتتدرج الصرخة في تسلسلها، لتبين أسباب القوة الحقيقية ومن الأعداء الحقيقيين؛ لتبين لنا أنه إذَا عرفت مصدر قوتك اتجهت إليه وأصبحت قوياً وَإذَا حدّدت من هو عدوك، زال تخبطك، وركزت في اتّجاه واحد، وبالتالي بدأت بالخطوة التي تعلن فيها، وتلعن بها عدوك، وهذا هو الشطر الرابع من الصرخة.
(اللعنة على اليهود):
ولمن يقولون لا يجوز اللعن نقول: إن الصرخة التي أَسَاسها القرآن وخرجت من القرآن، فهي لم تلعن إلا من لعن في القرآن (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إسرائيل عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) من سورة المائدة- آية (78).
هذه هي الصرخة وتلك هي مفرداتها، وبما أنها قد بينت وأوضحت ما أشكل والتبس على العالم بأسره في ظل هذه المعمعة أَو العولمة فقد كان لزاماً التمسك بها والشكر للمصدر الذي أتت منه وانطلقت من جوهره، وهو الإسلام؛ وهذا ما أعلنته الصرخة في شطرها الأخير.
(النصر للإسلام):
تكلمنا عن الصرخة بتفاصيلها، وإن كانت كلمات موجزة إلا أنها ستفي بالأمر لمن كان له قلب يعقل ولب يفهم ألا مناص ولا خلاص إلا بهذا الطريق المتمثل بالولاء والبراء.
وقد عرف الصرخة وأهميتها فريقان لا ثالث لهما.
الأول: من اتبعها ورفعها وصرخ وصرح بها وهم أهل الحكمة والإيمان وأنصار النبي العدنان، ومن اقتفى أثرهم ونهج نهجهم.
والثاني: وهو جانب العدوّ الذي خاف منها وحاربها؛ لأَنَّه قد عرف أهميتها وأنها هي وبها وبمن تمسك بها ورفعها ستكون نهايته وزواله، وهذا ما تقوم به أمريكا وإسرائيل من الحرب على اليمن ومحاولة القضاء على الأنصار وشعارهم الذي وإن بدأ باليمن فسيصل إليهم ويقتلعهم ويحرّر الإنسانية من جورهم.
هذان الصنفان قد عرفا الصرخة حق المعرفة والأيّام القادمة ستكون حبلى بالمفاجآت وستكون الصرخة هي المدوية في كُـلّ بلد حر وهي أنشودة كُـلّ من أعياه ظلم الظالمين، أما أكوام القطيع فهم لم يعرفوا الصرخة وقوتها ولن يعرفوها فهم كالأنعام بل أضل سبيلاً، فهم لا يفقهون أَو يعقلون وليسوا سوى بيادق بيد من بينتهم الصرخة بوضوح.