أمواجُ السلام وسفينةُ صنعاء العائمة.. بقلم/ فضل فارس
من المعروف قبلياً وحسب المَثَل المعروف (من خرّب الشيء أعاد إصلاحه)؛ فَــإنَّ هذا هو الواقع الذي يجب أن يكون عليه وبلا فضل ومِنَّةٍ النظامُ السعوديّ، في ما فعله بحق هذا الشعب، من تدميره لمقدرات الوطن وممتلكاته ومنشآته الحيوية وإهلاكه للحرث والنسل.
إن عليه وإرغاماً بالسلاح إن هو لم ينظر بعين السلام إصلاحَ ما خرّبه ودمّـره، وبلا فضل ومنة؛ فهو ومن دون أدنى شك عصب الرقبة للعدوان على الشعب اليمني وأَسَاسه، فهو من تآمر وقاد، ومن جنّد وخطط، هو من موّن وأعد، وهو من ساس وسيّس، وبحقدِه الدفين والشيطاني نفذ هذا العدوان على شعبنا.
وهذا أَيْـضاً راجعٌ لما هو فيه من طاعةٍ عمياءَ لأسياده من اليهود والنصارى، وما هو في الأَسَاس ليس إلا عبداً خانعاً وذليلاً لهم وتحت خدمتهم.
وفي هذا “إرغامٌ بالحديد والنار” -كما يقال- لا يجدر به التنصل والمساومة وحَرْفُ البُوصلة عن كُـلّ ما فعل بأوهام وأكاذيب وتضليل للرأي العام، حسب ما يدَّعي ويقولُ بأنه ليس إلا مُجَـرّد وسيط وساعٍ لإحلال السلام فيما بين اليمنيين، وكلّ هذه أقاويلَ واهيةٌ وزائفة ومتناقضة أَسَاساً مع الوضع القائم حتى فيما بينهم وبين أحذيتهم من المرتزقة في جنوب البلاد.
لذا فمن مصلحته ألا يصرَّ على المماطلة السياسية وخرق الاتّفاقات؛ فالوضع القائم لن يدوم، وهو الآن -وبفضل حكومة صنعاء أَسَاساً وإن ساء الواقعُ- أمام خيارَينِ لا ثالث لهما؛ مِن أجل إحلال السلام والدفع بأمواجه صوب سواحل الأمان وحقن الدماء.
أولاهما: أن يعترف بجريرته وبها يحفظ ماء وجهه هو ولفيفه ومن يدور في فلكه، وفي هذا يذعن بالاستجابة الكاملة لمطالب واستحقاقات صنعاء المشروعة والمفروضة مسبقًا؛ مِن أجل إحلال السلام المشرف الذي لطالما نصحت به وسعت إليه حكومة صنعاء.
هذا أَو أن يصر على تعنته فيركب موجة الأمريكي والبريطاني الساعين إلى الخلاف وعودة التصعيد وهذا ما سيلقى به الخيار الثاني من حكومة صنعاء والذي وحرصاً منها على حقن الدم العربي وإحلال السلام لا تريد أن يحدث؛ كون القادم من عمر النظام السعوديّ ولفيفه إن هو عاود التصعيد سيكون أقوى وأشرس وأنكى عقاباً ووبالاً عليهم، وتالي الأيّام تكشف عن بقية المصطلحات، وما قدمته المناورة الأخيرة لقوات صنعاء من رسائل واضحة لكاف ورادع لمن لا زالت لهم قلوب وأفئدة، وعلى الله فليتوكل المؤمنين.