الصرخةُ التي وصل صداها للعالم.. بقلم/ محمد يحيى السياني
الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين محطة انطلاقة لشعب ما زال يتصدى لعدوان وحصار تحالف العدوان بصمود إعجازي أفضى لتحولات كبرى في مسار تصديه لهذا العدوان الغاشم، وقد كان لشعار الصرخة بصمة واضحة في تعزيز الصمود وصنع التحولات.
وقد أثبتت الأيّام أن تحَرّك الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) بمشروعه القرآني وتوجّـهه برفع شعار الصرخة كان موقفاً حكيماً ومدروساً ومفيداً تجسدت صوابيته وأهميته وأثره الكبير على حياة الشعب اليمني، فترسخت لديه المفاهيم الصحيحة والأصيلة، التي حملها الشعار والتي تعبر عن الموقف الإيمَـاني الحق، وتعبر عن الوعي تجاه الأعداء المجرمين، المعتدين، المتآمرين على بلده خلال ثماني سنوات من العدوان والحصار، فالشعار قد خلق في واقع الشعب اليمني حالة لكسر الصمت والخنوع والذل والخضوع والاستسلام التي يراد له ذلك من قبل العدوّ.
وكان الشعار هو ذلك النشاط الثقافي التوعوي التعبوي الواسع والتوجّـه الصحيح الذي ينسجم مع القرآن الكريم والمواكب للأحداث التي يعيشها الشعب اليمني والأمّة العربية والإسلامية، فالمضامين التي احتواها الشعار كانت حصناً منيعاً للجبهة الداخلية تجاه العدوّ الذي يسعى لاختراقها وتمزيقها، فكان للشعار دور مهم في تنامي التماسك الشعبي وعامل قوة وانطلاقة لرفد الجبهات بالمال والقوافل والرجال المقاتلين، حَيثُ تعزز الصمود وتوالت الانتصارات أمام تحالف العدوان والحصار وتجذرت ثقافة الصرخة في وجه المستكبرين حتى باتت سلاحاً فتاكاً تجاه العدوّ وحالة وعي وتحصين واستنهاض.
أيضاً شعار الصرخة كان له الأثر الواضح في قلب الموازين العسكرية لصالح مجاهدي الجيش اليمني أمام جيوش دول التحالف العدواني، فكانت الصرخة حاضرة في كُـلّ الانتصارات والإنجازات التي تحقّقت بعون الله، على يد أبطال الجيش وكانت الارتباط الوثيق لحناجر المجاهدين وأكفهم المرفوعة مع كُـلّ المشاهد الأُسطورية التي شاهدها العالم ووصل صداها ودويها إليه والتي نقلها الإعلام الحربي طوال ثماني سنوات من المواجهة العسكرية والمعارك الضارية مع جيوش تحالف العدوان.
أما انعكاسات الشعار على الواقع الثقافي للشعب اليمني فكانت متمثلة في مسيراته الكبرى ومظاهراته، وكلّ فعالياته ومناسباته الدينية والوطنية التي كانت تحمل معها مضامين راقية ورسائل قوية، وكشفت هذه الثقافة للعالم عن صورة جديدة وملامح مختلفة للشعب اليمني العظيم وفارق كبير لما كان عليه في حقبات الأنظمة السابقة وكيف أصبح في ظل المسيرة القرآنية المباركة.
هذه الذكرى السنوية للصرخة لها أهميتها من حَيثُ الوعي بالمفاهيم الصحيحة، ومن حَيثُ تبني الأمّة لهذا الشعار كعنوان لمشروع توعوي تنويري ومشروع عملي نهضوي له الأثر الكبير والفعال في انتصار الأُمَّــة تجاه أعدائها، فتجربة الشعب اليمني تعد تجسيداً عملياً وشاهداً تاريخياً لكل الأحرار والمستضعفين في العالم.