شعارُ البراءة وصوتُ الأُمَّــة ضد أعداء الله.. بقلم/ بشائر القطيب
عندما أدرك سبط المصطفى وحفيده، المولى الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- أن عليه مسؤولية أمام الله ويجب أن يُؤديها، ولو على حساب حياتهِ ومالهِ، تحَرّك بتاريخ 17/1/2002م لِرفع شعار البراءة من أعداء لله؛ آنذاك كان الحكم للسلطة العميلة، وكانت الظروف والأخطار مستهدفة استهدافاً شاملًا من جميع الجهات، وذلك عندما تحَرّكت أمريكا مُسّتخدمةً لحُلفائهم من السلطات الظالمة والعميلة؛ لأنهاء مشروع الشهيد القائد تحت عنوان (مكافحة الإرهاب)!
وتحَرّكت أمريكا تحت مُسمى هذا العنوان في فلسطين والعراق وسوريا وغيرها، بِعذر أن هناك مجموعة من الأشخاص إرهابيون ويسعون للقضاء عليهم.
فبحسب نظرة الشهيد القائد القرآنية تجاه هذا الأمر كانت اليمن لها النصيبُ الأوفر في القضاء عليها، والسّيطرة على ثرواتها وفق هذا العنوان، وكانت الأطماع كبيرةً تهدف بالسيطرة على الشّعوب والبُلدان والإسلام والمسلمين، واستغلال الثروة الوطنية، حَيثُ كانت تلك المرحلة خطيرة وحساسة على الشهيد القائد، وقاموا بكل القوى العسكرية من السّلاح الجوي والبَّري، وتدمير الكثير من المناطق، وقتل العديد من الأبرياء، وتشريد النَّاس من منازلهم.
وتمركزت تِلك الحروب التي كانت تحت خدمة وإشراف أمريكي على ست جولات، وكانت أول جولة هي الحرب الأولى على مران في عام 2004م، وانتهت بالحرب السادسة التي كان للنظام السعوديّ بصمة فيها.
وكذلك استخدموا الحصار والتجويع وقطع الطرقات، إلا أن كُـلّ المحاولات التي قاموا بها في هذهِ الحرب باءت بالفشل والخسران مقارنةً بالإمْكَانيات التي كان يمتلكها الشهيد القائد ومن معَه من قِلة العِدّةِ والعتاد، حَيثُ لم يمتلكوا سوى الثقة بالله والتوكل عليه.
انطلق الشهيد القائد -رضوان الله عليه- بمشروعهِ القرآني، الذي لا يهدف لا إلى طوائف أَو أحزاب أَو سياسة، وإنما عندما أصبحت الأُمَّــة قابلة للسيطرة الأمريكية.
وعبَّر عن عظمة وموقف هذا الشعار، وذلك لما لهُ من أهميّة تغيظ أعداء الله وبراءة منهم، ويُعتبر سلاحاً قوياً وصوتاً ساخطاً ضد الأعداء المتمردين الذين يحاولون السيطرة على الشعوب تحت عناوين كاذبة ومزيفة.
فـالعدوّ على عِلّم بخطورة شعار البراءة منهم، ولِهذا اتجه إلى شنَّ الحملات الهائلة، واستخدام الحرب العسكرية، لمحاربة الشهيد القائد -رضوان الله عليه- بمحافظة (صعدة).
حيث يصعد ذلك الرَّجل العظيم شهيداً إلى العلياء؛ ممّا أَدَّت الشكوك والأفكار لدى أعداء لله، بأنهم قد أنهوا مشروعهِ القرآني الذي أَسَاسهُ هو الهتاف بـ (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام).
كون هذا الشعار ليس كلمات عادية تُقال على الألسُن، فهو بسيطٌ في استخدامه وقويٌ في تأثيرهِ، يرعب العدوّ، ويعادل ما تمتلكهُ أمريكا وغيرها من الدول العُظمى من طائرات وصواريخ وأسلحة وغيرها؛ وإلا لم تكن لتنزعج أمريكا عند الهتاف به، وتضغط على السُلطات العميلة بمسح هذا الشعار، وخدش أوراقهِ وسجّن الأشخاص الذين يرفعون هذا الشعار، فهو مُحرج لهم ومؤثر على مكانتهِم وشعبهِم.
فنحن صرخنا عندما أرادت أمريكا أن نصمت ونطقنا عندما أرادت إسرائيل أن تُكمَم أفواهِنا، فالصرخةُ بقت وتعالت إلى العالم بالكامل، حَيثُ تُرفع اليوم في بُلدانٍ عِدّة.
وكلّ ما تريدهُ إسرائيل، أن تبقى السَّاحة مُتاحةٌ أمامهم، وأن نكون أُمَّـة ذليلةً ومطيعةً لهم، فهي التي تكِّن العداء الشَّديد للأُمَّـة الإسلامية وبالذات العرب، يُريدون أن نصبح أُمَّـة مُنحطةً مواليةً لهم، وأن نصبح تحت أقدامهِم، وأن نتثقف بثقافتهِم المغلوطة؛ فهي لا تُريد أطماعاً مادية فقط؛ بل يتركز على ذلك إذلال الأُمَّــة والهيمنة عليها، واستعبادها، وإفساد دينها وأخلاقها وكرامتها، ولكن أتى هذا الشعار الحصّين، وهذا السلاح العظيم ليفسد مخطّطاتهِم ويسقط العناوين والتحديات والأخطار التي حلِمت بِها اليهود وتسّعى لتحقيقها في أرضِنا.
فنحنُ علينا ضغوطات من الله بأن لا نقبل باليهود في أرضِنا، وأن نصرخ بالبراءةِ وننطق “ن والقلمِ وما يسطرون”.
فهذا الشعار العظيم يُمثل جسراً قوياً، وحمايةً مهمةً للأُمَّـة من الاختراق الأمريكي الذي يسعى لاستهداف الثقافات، ويُعتبر استقطاب من عدم التضليل والتولي لأعداء لله، وكسّر حاجز الصمت لدى الأُمَّــة، وكما هو منهجية قرآنية، ومشروع واسع، وتحَرّك حكيم يحمي الأُمَّــة، ويرتقي بها لأن تعرف عدوها الحقيقي من أمريكا وإسرائيل وحلفائهِم، ويكشف لنا خبث وعداء الفاسدين الموالين لأمريكا وإسرائيل، حَيثُ لو استقاموا على الهُدى لأسقينا العدوّ ناراً وصرخنا ضِدهُ أحراراً وأصبحنا أُمَّـة لكرار؛ وإلا فَــإنَّ ناشئة اليلِ هي أشدّ وطئاً وأقوم قيلاً على من يُعارض هذا الشعار، ويقف مع اليهود والنصارى ويتبنى السكوت والاستسلام بدافع الخوف من أمريكا وإسرائيل.