لا.. للهيمنة الأمريكية.. بقلم د/ فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
كانت أمريكا خلال الحربِ الباردة تعتقد أن الاتّحاد السوفييتي هو من يعرقلُ فرضَ هيمنتها على العالم، أما بقية الشعوب والأمم فكان الاعتقاد أنها أضعف من أن تقف في وجهه تلك الهيمنة؛ فعملت أمريكا بشكل حثيث على تفكيك الاتّحاد السوفييتي حتى انهار في عام 1990م، وعند ذلك تنفست أمريكا الصعداءَ، وبدأت تعد نفسَها للتتويج كحاكم وحيد للعالم، ولكن ما حدث هو أن قوًى أُخرى بدأت تُظهِرُ رفضَها للهيمنة الأمريكية، منها: إيران وكوريا الشمالية وفنزويلا؛ فاستخدمت أمريكا ضد تلك الدول سلاحَ العقوبات؛ لإعادتها إلى الحضيرة الأمريكية، ومع مرور الوقت بدأت قاعدةُ القوى المناوئة لأمريكا تتوسعُ من خلال انضمام قوًى جديدةٍ إليها.
وعلى المستوى الإقليمي، كان محور المقاومة هو من تصدَّر التمرُّدَ على الهيمنة الأمريكية والصلف الصهيوني؛ وقد حقّق هذا المحور إنجازات كبيرة أمام المشاريع الأمريكية في المنطقة، ومن أهم تلك الإنجازات الانتصارات ما حقّقته المقاومة الإسلامية في لبنان أمام العدوّ الصهيوني المدعوم بشكل مطلق من أمريكا، والتي نجحت في الأخير من طرد إسرائيل من الأراضي اللبنانية، وكذلك كان لمحور المقاومة دور كبير في حماية سوريا من الهجمة الشرسة ضدها والتي رعتها أمريكا بشكل مباشر، ونجح المحور في المحافظة على وحدة البلاد، وفي العراق كان لمحور المقاومة إسهام كبير في القضاء على داعش الذي شكّل خطراً كبيراً على الأمن والاستقرار في العراق والدول المجاورة، وبدعم غير منظور من أمريكا.
وأما في اليمن فقد ظهر أنصارُ الله كمكون سياسي رافضٍ للهيمنة الأمريكية على اليمن، وهذا دفع أمريكا وأذنابَها إلى تكوين حلف من ثمانيَ عشرةَ دولةً للعدوان على اليمن، وتم إعلانُ هذا العدوان من واشنطن؛ بهَدفِ القضاء على أنصار الله وإعادةِ فرض الهيمنة الأمريكية على اليمن، ولكن لم يتمكّن هذا التحالف من تحقيق أي انتصارٍ يُذكَر؛ نتيجة لصمود الشعب اليمني في وجهِ العدوان بدعم معنوي وسياسي وإعلامي من محور المقاومة؛ ما أَدَّى إلى إرباك الخطط الأمريكية في المنطقة؛ فعملت على عرقلة جهود السلام في اليمن، ومؤخّراً ظهر خطرٌ كبيرٌ يهدّد الهيمنة الأمريكية في العالم وهو الحربُ الروسية في أوكرانيا، وبرغم الدعم الأمريكي والأُورُوبي اللّا محدود إلَّا أن هذه الحربَ ما زالت مشتعلةً منذ ما يقارب العام، ومن أهدافها المعلنة مواجهةُ الهيمنة الأمريكية.
تشكِّلُ الهيمنةُ الأمريكية خطراً كبيراً على الشعوب والأمم التي تخضعُ لتلك الهيمنة أَو لا تخضع لها، وعلى الجميع الاتّحاد في وجه الهيمنة الأمريكية إذَا رغبوا في التمتُّعِ باستقلال بلدانهم، والاستفادةِ من ثرواتهم.