تحتَ الخبر.. بقلم/ محمد منصور
ستلمعُ الكثيرُ من فلاشات عدسات التلفزة على وجهِ الرئيس الأسد في السعوديّة حَـاليًّا على هامش القمة المسماة مجازاً بالعربية، وسأشرح مجازاً في ذات المقال؛ إذ يمثل الحدث الأبرز في هذا التجمع، والحقيقة أن العرب عادوا لسوريا وليس العكس؛ فدمشق قاتلت على سياستها ونهجها المقاوِمِ لسنوات ولم تتزحزح رغم ما واجهته من حروب واستهداف إعلامي خليجي ودولي محموم، والذي تبدلت مواقفه هو الطرفُ الآخرُ المتمثلُ في عدد من العواصم الخليجية.
نعم تبدّلت سياسة أبوظبي والرياض نحو دمشق إيجابيًّا لاعتباراتٍ يطول شرحُها؛ مما أصاب الموقف القطري بالوهن والعزلة، إذ أصبحت الدوحةُ آلةَ الحقد الوحيدَة خليجيًّا ضد سوريا، ثم تدحرجت هذه الآلة إلى مكانٍ بعيد مكّن سوريا من الدخول من الباب الكبير إلى قمم العرب ذات الطابع الشكلي فقط.
السعوديّون والقطريون والإماراتيون هم من موّل العدوان على سوريا، وما أن أدركت هذه الدول -باستثناءِ الدوحة- صعوبةَ الاستمرار في معادَاة سوريا؛ حتى توقفت، وعادت للوراء إلى دمشق.
الخليج الذي اعتدى على سوريا هو من تحَرّكت وتبدلت مواقفه وليس دمشق؛ ولذلك بسهولة جِـدًّا يمكن أن تصف هذه القمة بقمة الأسد أَو “عودة الخراف إلى العرين”.
المفارقة أَو الأقرب إلى اللعنةِ أن غيابِ دمشق عن القمم العربية لأكثرَ من عقد من الزمن كان سببه الأَسَاسي الحقد الإخواني القطري على سوريا.
الدوحةُ هي التي أحبطت أكثرَ من مرة إعادةَ النظر في العلاقة مع سوريا، ما الذي حدث إذن؟ هل تغيَّرت سياسة الدوحة؟ الإجَابَة: لا.. الذي تغير هو خفوتُ الصوت القطري بعد عودة العلاقة مع الرياض؛ إذ أصبحت كُـلُّ مواقف قطر الإقليمية مرهونةً بعدم اغضاب آل سعود.
بالنسبة لأبوظبي المتصهينة أصبح الموضوعُ محرجًا لجهال زايد؛ إذ كيف تواصل مقاطعةَ دولة عربية مهمة كسوريا في الوقت الذي تتمدد في علاقتِك مع الصهاينة؟!
أعودُ للقمة المسماة مجازاً بالقمة العربية، السبب هو عندما يغيب ممثلٌ عن أصل العرب وأقدم عاصمة في التاريخ عن أي محفل عربي يتعذر تسمية هذا المحفل بالعروبي.
الرئيس مهدي المشاط لن يكونَ، لكن ما أحدثته صنعاء من خلل فادح في معسكر العدوان سيكون بكل تأكيد حاضرًا وبقوة في كواليس تجمع السعوديّة.
عاد العرب بقوارضهم ونعاجهم وأرانبهم بلا أنياب إلى دمشق، فيما كانت أنياب الأسد بارزةً للعيان.