السيادةُ لن تكون إلَّا للشعب الفلسطيني.. مسيرة “الأعلام الصهيونية” دليل على ضعف الرواية
المسيرة | متابعات
إلى ثكنةٍ عسكرية، حوّلت الأذرعُ الأمنيةُ في كيان الاحتلال الصهيوني مدينةَ القدس وبلدتها القديمة بالتحديد؛ لتأمين مشاركة آلاف المستوطنين بمسيرة “الأعلام” الاستفزازية في القدس المحتلّة، والتي يشارك بها وزراء في حكومة الاحتلال وأعضاء في الكنيست.
وتهدف المسيرة لفرض وقائع تهويدية وسيطرة إسرائيلية كاملة على مدينة القدس؛ لغايات دينية أيدولوجية سياسية، كما أنها تشكل نوعًا من التحدي من شرطة الاحتلال، واستفزازا لمشاعر المسلمين والفلسطينيين.
تقول المرابطة المقدسية فاطمة خضر في حديث لها بأنها “حضرت إلى البلدة القديمة لترابط فيها بيوم عصيب تمرّ به القدس بمسيرة الإعلام، وأنها لن تبرح القدس رغم أنها تعرضت للضرب”.
وأضافت، “الاحتلال الإسرائيلي يقوم بالاعتداء على النساء وعلى المسنين وعلى الأطفال ويحاولون فرض سيادتهم على القدس وهم ليس لهم سيادة؛ لأَنَّ القدس محتلّة”.
كما يهدف الاحتلال أَيْـضاً من تنظيم المسيرة إلى تهويد الحيز العام في المدينة المقدسة، وحسم هُــوِيَّتها وبلدتها القديمة، لجعلها مدينة يهودية بالكامل.
ومنذ أَيَّـام مضت، وشرطة الاحتلال والأجهزة الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية تخطط لحماية المشاركين في المسيرة، حَيثُ نشرت أكثر من 3 آلاف عنصر، واعتلى القناصة فوق أسوار مدينة القدس المحتلّة، ونصبت حواجز عسكرية على الطرقات الرئيسية، وأغلقت بعض المحاور؛ لمنع وصول الفلسطينيين إلى المنطقة، كما أجبرت أصحاب المحال التجارية على طول خط سير المسيرة على إغلاقها، ما حول القدس اليوم إلى مدينة اشباح.
وفي حديث مماثل مع أحمد الصفدي عضو هيئة العمل الوطني في القدس اوضح: أن “الاحتلال ومنذ ساعات الصباح حول القدس لثكنة عسكرية لتأمين اقتحامات المستوطنين للأقصى ثم لتامين مسار مسيرة الإعلام وخلال ذلك تخلل الأمر اعتداءات على المقدسيين وتنكيل بهم وفرض إغلاق لمحالهم التجارية كما قاموا بالاعتداء على الصحفيين؛ لأَنَّهم لا يريدون إلَّا مشهداً صهيونياً بامتيَاز”.
المسيرة التي تنطلق عادة من شارع يافا غربي القدس، مُرورًا بباب الجديد ومن ثم باب العامود إلى داخل البلدة القديمة والحي الإسلامي، وُصُـولاً إلى حائط البراق، تقدمها اليوم عدد من الوزراء في حكومة الاحتلال، أبرزهم وزير مايسمى “الأمن القومي” المتطرف إيتمار بن غفير، والمالية بتسلئيل سموتريتش، والمواصلات ميري ريغيف، والطاقة يسرائيل كاتس، وأعضاء الكنيست ورؤساء الأحزاب السياسية والدينية.
فيما أكّـد المختص بالشؤون الفلسطينية راسم عبيدات, أن “هذا التطرف والعنصرية سيخلق تصعيد وانفجار في المنطقة وما يقومون به المستوطنون هو شكل من اشكال الاستفزاز غير المسبوق”.
واعتدى مستوطنون بحماية شرطة الاحتلال، على عدد من المقدسيين والصحفيين؛ ما أَدَّى إلى اصابتهم بجروح. ورغم ذلك تصدى الفلسطينيون لتلك الاعتداءات ورفعوا العلم الفلسطيني على اسطح منازلهم ومحالهم التجارية وفي الشوارع والطرقات، مؤكّـدين أن القدس ستبقى إسلامية عربية وعاصمة أبدية لفلسطين.
وأعلنت أجهزة أمن الاحتلال، عصر السبت, عن إحباطها عملية إطلاق نار كان أحد نشطاء حركة حماس يخطط لتنفيذها في مدينة القدس المحتلّة، بالتزامن مع مسيرة الأعلام حسب زعمهم.
وبدأت المسيرة مع احتلال الكيان الصهيوني للجزء الشرقي من مدينة القدس، عام 1967م، احتفالا بما يسمى يوم “توحيد القدس”، والذي يعد “عيدًا وطنيًّا” بالنسبة للاحتلال والمستوطنين المتطرفين.
وكانت في بداياتها تنظم على شكل استعراضات عسكرية، وتقتصر على مشاركة عشرات المستوطنين فقط، أما اليوم فيشارك فيها آلاف المتطرفين الذين يتوافدون على مدينة القدس من كافة أنحاء فلسطين المحتلّة.
ويتخلل الفعالية رفع المستوطنين أعلام الاحتلال، وأداء الأغاني ورقصات تلمودية في شوارع القدس والبلدة القديمة، والقيام بأعمال استفزازية، وترديد هتافات عنصرية تُحرض على “قتل العرب والمسلمين”.
وتمول بلدية الاحتلال في القدس المسيرة الاستفزازية، والتي يقودها اليمين المتطرف، وخَاصَّة الجمعيات الاستيطانية.
واخذت المسيرة طابعًا آخر، بعد معركة سيف القدس عام 2021م، واحتجاج المقدسيين والفلسطينيين عليها، ومحاولة منعها وإعاقتها، إذ أصبحت محاولة لـ”فرض السيادة والسيطرة الاحتلالية على المدينة أكثر من كونها مُجَـرَّدَ استعراض أَو احتفال”.