السيد الخامنئي: لن نسمحَ للأجانب بخلق المشاكل بين إيران وجاراتها
المسيرة | وكالات
التقى قائدُ الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي صباح السبت, وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان وكبارَ مديري وزارة الخارجية وسفراء ورؤساء بعثات الجمهورية الإسلامية في الخارج، على أعتاب التجمّع الوطني لرؤساء المكاتب التمثيلية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الخارج.
وفي كلمةٍ له، شدّد سماحته على أن “المرونة لا تتعارض مع المبادئ”، وقال: “لقد أساء بعضُ الناس فهْمَ المرونة البطولية وقاموا بحسابات أُخرى.. التقية تعني أنك عندما تتحَرّكُ في مكان ما فَــإنَّك تصلُ إلى صخرة لا يمكنك تجاوُزُها وتبحث عن طريق آخر لتمُرَّ بجانب الصخرة.. المرونة تعني أننا لم نخض حربًا صخريةً ولكننا تمكّنا من إيجاد طريقة أُخرى”.
وأضاف: “العزة في السياسة الخارجية تعني نفي الدبلوماسي الذي يرافقه الطلب والاستجداء، وهي تعني الالتزام بمبادئنا بعيدًا عمّا يقوله الآخرون وما يقومون به.. الحكمة تستدعي التحلّي بالعقل في كافة التفاعلات الثنائية والتجنب عن آراء غير مدروسة”، وتابع: “المصلحة قد تستلزم المرونة في بعض الحالات وهي لا تتعارض مع المبادئ؛ لأَنَّها ضرورية في بعض الحالات”.
وجدّد السيد الخامنئي تأكيدَه على أهميّة السياسة الخارجية ودورها الهامّ في إدارة وتحسين أوضاع البلاد، وأردف: “على الرغم من الاهتمام بالمجالات الاقتصادية والثقافية عند دراسة الأوضاع في البلاد، يتمّ تجاهل السياسة الخارجية بينما السياسة الخارجية الجيدة والناجحة ستسهم في تحسين أوضاع البلاد وفي المقابل الخلل فيها سيؤدي إلى خلق مشاكل في الوضع العام مؤكّـداً وجود نماذج كثيرة عنها”.
من جهة ثانية، أشار السيد الخامنئي إلى الحدود الإيرانية المشتركة مع دول متعددة من ضمنها دول مهمّة وفاعلة، معتبرًا أن “سياسة الحكومة الحالية لمدّ جسور التواصل والعلاقات مع دول الجوار هي سياسةٌ مهمة للغاية وصحيحة”، وقال: “أيادي الأجانب تعمل على خلق مشاكل بين إيران وجاراتها”، مؤكّـداً أن “علينا ألا نسمح بتحقيق ذلك”.
ورأى سماحته أن “سياسة إقامة العلاقات مع الدول الإسلامية وحتى تلك التي بعيدة عن إيران وكذلك إقامة العلاقات مع الدول التي لها سياسة مشتركة مع إيران، تحظى بأهميّة”، مضيفًا: “تماشي بعض الدول الكبرى والمهمة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية فيما يخض بعض الخطوط العريضة للسياسة الدولية هو ظاهرة لا سابق لها ويجب اغتنام هذه الفرصة لتعزيز العلاقات مع هذه الدول”.
يُذكر أن وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان قدّم في بداية اللقاء تقريراً عن إجراءات وَبرامج وأولويات السياسة الخارجية في الحكومة الحالية؛ بهَدفِ تحقيق التطور والتقدم في البلاد.
وأكّـد أن “الخروج من السياسة الخارجية الاحادية بشأن خطة العمل المشترك الشاملة الاتّفاق النووي؛ مِن أجل تحقيق التوازن في السياسة الخارجية والتركيز على توسيع صادرات السلع غير النفطية والاهتمام بإمْكَانيات البلاد في مجال الترانزيت والاهتمام الخاص بأسيا وجعل دول الجوار والدول الإسلامية في أولوية السياسة الخارجية يندرج ضمن استراتيجيات الخارجية الإيرانية”.
وختم وزير الخارجية الإيراني أن “دعم محور المقاومة والمشاركة في التحالفات المفيدة في المنطقة بما فيها الاتّحاد الاقتصادي في أوراسيا ومنظمة شانغاي واعتماد استراتيجية تحييد العقوبات وإجراء مفاوضات لإلغاء الحظر يأتي أَيْـضاً ضمن أهم استراتيجيات الخارجية في الحكومة الحالية”.