قيادةُ “الدفاع والأركان”: وَحدةُ الأراضي اليمنية خَطٌّ أحمرُ وفرصةُ السلام الحالية هي الأخيرة
في بيان بمناسبة حلول الذكرى الـ33 للوحدة المباركة:
– جاهزون للحرب والسلام والكلمة الفصل ستكون للقوات المسلحة إذا تعنت العدو
– نراقبُ كُـلّ تحَرّكات الأعداء ومساعيهم لتمزيق البلد ومستعدون لكل الخيارات
المسيرة | خاص
أكّـدت قيادةُ وزارة الدفاع وهيئة الأركان التمسُّكَ المبدئي بالوَحدة اليمنية المباركة، وحذّرت دول تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي من عواقب الإصرار على مواصلة استهداف اليمن، ورفض مطالب الشعب اليمني الضامنة للسلام العادل والمشرف، منبهةً إلى أن الفرصة المتاحة حَـاليًّا للعدو هي الأخيرة.
وفي بيان تهنئة لقائد الثورة والشعب اليمني بمناسبة حلول العيد الوطني الثالث والثلاثين للوحدة اليمنية المباركة، أكّـد وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي ورئيس هيئة الأركان اللواء الركن محمد عبد الكريم الغُماري، أن “الوحدة اليمنية منجز تأريخي يعبّر عن الإرادَة اليمنية الحرة، التي لن تتأثر بالمشاريع الصغيرة للبعض”.
وَأَضَـافَ البيان أن “الأعداء يسعَون إلى تمزيق الوحدة الوطنية” مؤكّـداً أن “وحدة وسلامة الأراضي اليمنية هي خط أحمر”.
وتأتي هذه التأكيدات بالتوازي مع تصاعد مساعي ومحاولات دول العدوان ورعاتها؛ لفرض مشروع تقسيم اليمن، حَيثُ يجري الدفعُ بمليشيات المرتزِقة في المحافظات المحتلّة للمضي في إجراءات تكرس هذا المشروع التآمري.
وكان السفيرُ البريطاني لدى المرتزِقة قد عبّر قبل أَيَّـام عن دعم بلاده لمساعي تقسيم اليمن؛ من خلال نفوذها في مجلس الأمن، حَيثُ أوضح أن بريطانيا ستدفع نحو إصدار قرار جديد يتضمن تقريرَ مستقبل “الجنوب” بحسب تعبيره؛ الأمر الذي يكشف بوضوح أنها وراء الخطوات التصعيدية الأخيرة إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية.
وردَّت القيادة السياسية الوطنية على تحَرّكات العدوّ الأخيرة بتأكيدات صريحة على أن الوحدة اليمنية قرارٌ شعبي وأن الشعب اليمني سيحافظ عليها، وأن كُـلّ محاولات الأعداء لفرض مؤامرات التقسيم والتمزيق ستبوء بالفشل.
ويأتي اندفاع دول العدوان نحو لعب ورقة التقسيم في إطار التوجّـه الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا؛ لعرقلة جهود السلام التي تبذلها الوساطة العمانية بين صنعاء والرياض.
وفي هذا السياق، أكّـد بيان قيادة وزارة الدفاع وهيئة الأركان أنه تجري متابعة كُـلّ “التحَرّكات والتدخلات الأمريكية والصهيونية في المنطقة، والتي تهدف إلى عرقلة جهود السلام وحرف مسارها؛ مِن أجل العودة للحرب”.
وَأَضَـافَ أن الأعداءَ يحاولون “إعاقةَ السير في المِلف الإنساني” ويصرون على “استمرار الحصار الجائر على بلدنا وشعبنا”.
وكان الرئيس المشاط قد سلّط الضوءَ قبل أَيَّـام على هذه العراقيل التي يضعُها العدوُّ أمام جهود السلام، حَيثُ كشف أن الولايات المتحدة الأمريكية ترفض معالجة الملف الإنساني وصرف مرتبات الموظفين، محملاً السعوديّة مسؤولية الاستجابة للتوجّـهات الأمريكية.
وأمام هذه العرقلة أكّـدت قيادة وزارة الدفاع وهيئة الأركان أن جهوزية صنعاء للسلام هي نفس جهوزيتها للحرب، وحذّرت من أن “فرصة السلام الحالية هي الأخيرة للأعداء؛ لأَنَّ ما بعدها ستكونُ الكلمةُ الفصلُ فيها للقوات المسلحة اليمنية بمختلف صنوفها وتشكيلاتها بإذن الله وقوته”.
وَأَضَـافَ البيان أن “القوات المسلحة جاهزةٌ لكل خيارات الدفاع عن الوطن ووحدته وسيادته ومنجزاته كافة”.
وتعزِّزُ هذه التحذيراتُ رسائلَ الإنذار التي وجّهها الرئيس المشاط قبل أَيَّـام لدول العدوان ورعاتها، والتي أكّـد فيها أن مماطلة العدوّ ستؤدي إلى نفاد صبر صنعاء، وأن الأضرار التي ستترتب على عودة التصعيد وإفشال جهود السلام ستكون واسعة النطاق وستكون على مستوى عالمي؛ وهو إنذار سبق أن وجّهه للممثل الأممي عند زيارته الأخيرة لصنعاء.
وبدا بوضوح -من خلال الرسائل والتحذيرات السياسية والعسكرية التي وجهتها صنعاء لدول العدوان خلال الفترة القصيرة الماضية- أن الوقت لم يعد يتسع للمزيد من المماطلة والمراوغة، بعد مرور أكثر من عام على التهدئة التي كانت بمثابة فرصة للسعوديّة؛ مِن أجل مراجعة حساباتها بعيدًا عن التوجّـهات والرغبات الأمريكية؛ وهو الفرصة التي يبدو بوضوح أن الرياض لم تستغلها بالشكل المطلوب بالرغمِ من إيجابية صنعاء والوسيط العماني.
وجدّد بيانُ قيادة وزارة الدفاع وهيئة الأركان التأكيدَ على التمسك بالموقف المبدئي “المساند لقضايا الأُمَّــة الكبرى وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تتعرض اليوم لأبشع أنواع الإجرام من قبل الكيان الصهيوني الغاصب”.