رسالةٌ جسّدت موقفاً واحداً للشعب بأكمله..بقلم/ آلاء غالب الحمزي
امتلأت الساحاتُ بالأحرار، وتعالى صوت المُكبرين للَّـه، ولسان الحـالِ وَالمـقال يقولانِ معًا لن يُخشى أحدًا إلا اللَّه، وأن مَن يبرزون اليوم ويقدمون أنفسهم كعصًا غليظة، ما هم إلا قشة أمام جبروت اللَّه، خرج الأحرار وقدموا الرسائل التي تملأ الروح والوجدان رضا، وتملأ قلوب الأعداء غيظًا وحقدًا ورعبًا.
قد خرج الصغيرُ والكبير، الرجل والمرأة، المتعلم والأُمي، الغني والفقير، المواطنُ والمسؤول، في موقف يرضي اللَّه تعالى، ويعبر عن سخطهم عمّا تعملهُ أمريكا في المنطقة، والهدف من موقفهم هو استئصال الغدة السرطانية “إسرائيل” وتتعالى أصواتهم بأن اللعنة والغضب “لليهود”.
وبخروجهم جسدوا رسالة تدل على مدى وحدتهم، رسالة فيها عزة، فخر، إباء، شموخ، تحَدٍّ، إصرار، قوة، رسالة فيها نصر، غلبة، تمكين، مجد، رفع راية الحق؛ فكيف لشعبٍ بهذهِ الرسائل وبهذهِ المواصفات أن يُغلب، وشعارهُ الإيمان باللـَّه، وهدفه رفع راية الإسلام، ونصرة المظلوم، وكسر شوكة الظالم؟!
ومثلما كان الشعار: (الله أكبر/ الموت لأمريكا/ الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود/ النصر للإسلام)، يحارب منذُ اليوم الأول الذي أطلق فيه، وكلما حُورب كلما زاد صلابةً، وقوةً، ومنعةً، وانتشاراً، وكهذا هو شعب المشروع القرآني، شعب العزة والإباء، كلما سعى العدوّ لمحاربته، وإبادته، وإخضاعه، وإفساده، ودماره، كلما زاد هذا الشعب صمودًا وتحدِّيًا، وإيمانًا وإصرارًا لتحقيق النصر.
إن خروج الأحرار والحرائر للساحات؛ إحياء للذكرى السنوية للصرخة، ما هو إلا خير دليل على وعي الشعب وإيمانه العميق بالله، وبإيمانه بضعف عدوه، وبصدق قضيته، وبصدق مظلوميته؛ وإن الوعي ليتنامى، والأجيال يعون خطورة المؤامرات التي تحاك ضدهم، فالوعي المنتشر اليوم هو الوعي القرآني، والثقافة اليوم هي الثقافة القرآنية.