أوهامُ الانفصال وَوحدةُ الاتصال!..بقلم/ عبدالله شرف المهدي
الوحدة اليمنية ليست من فجر التسعينيات، بل إنها من قبل آلاف السنين.. ولكم التاريخ!
فاليمن موطن الإنسان الأول وأصل البشرية حسب دراسات حديثة، ومنها “نَفس الرحمن” حسب حديث رسولنا العظيم -صلوات الله عليه وعلى آله-..
شُيدت فيها أعظم الحضارات والممالك، وسميت بأسمائها النجوم والنيازك، كبيرةٌ في حضورها، لطيفةٌ في مسكنها، عصيةٌ نحو مقدساتها.!
حكمت المشارق والمغارب، وقذفت الطغاة إلى المحارق، وشيدت الفواصل والفوارق، ورصت الممالك والنمارق..!
إن قول الإمام الصادق [الحمد لله الذي جعل أعداءَنا من الحمقى] يتجسد يوماً تلو الآخر، وجيلاً بعد الآخر، فالطغاة حمقى، لا يملكون أبجديات الحكمة، فعملهم سراب منثور، يَحسبهُ الأعداء نصراً، حتى إذَا جاءوا إليه وجدوا هزيمةً نكراء..!
إن مشروع الانفصال كسراب الصحراء؛ لأَنَّ الانفصال ثلاثة أنواع:
1- انفصال اجتماعي “وهو الأصل”.
2- انفصال أيديولوجي “تعدد ديانات -مذاهب”.
3- انفصال سياسي “تعدد حكومات -دويلات”.
فعلى الصعيد الاجتماعي، اليمن قوي اجتماعياً من قبل آلاف السنوات، تربطهم روحٌ واحدة وقلبٌ واحد وثقافة وهُــوِيَّة واحدة، ولذا عجز كُـلّ المحتلّين على مدى التاريخ بفصل الشمال عن الجنوب اجتماعياً، وكان سرعان ما يسقط كُـلّ احتلال؛ لأَنَّ المجتمع اليمني من القبائل إلى المدن متماسكة كجسدٍ واحد.
واليمن أيديولوجياً قوية؛ فهي الإيمان والحكمة كُلها، ومنها المهاجرين والأنصار في كُـلّ زمان، وفيها خيرة أهل الأرض حسب حديث رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-، ويجمع اليمنيين رَبٌّ واحد، ورسول واحد، وقبلة واحدة، وكتاب واحد، ولُغة واحدة، وأعراف وأسلاف واحدة.
ولذا فَـإنَّ رهان العدوّ على الانفصال السياسي عبر مرتزِقته لن يجديَ نفعاً، وسيبوءُ بالفشل، فالجنوب أعظم من أن تمثلهُ حالاتٍ شاذة، وبالفقه “الشاذ لا حكم له”.!
أخيراً: لقد ظُلم أهلُ الجنوب من النظام السابق، ويجبُ إزالةُ الظلم عنهم، وإشراكهم شراكةً حقيقية في الدولة، وقد تم ذلك بفضل الله من بعد ثورة 21 سبتمبر المباركة، وعلى الإخوة الذين مع الطرف الآخر أن يتفهموا بأننا شعب واحد، وسنظل كذلك حتى قيام الساعة.