طرفُ الحرب الأَسَاسي يريدُ الهروبَ تحت ظل العناوين!..بقلم/ أمة الملك قوارة
تقفُ على استحياء ووجل محاولة إخفاء وجهها الملطخة بالدماء بعد أن نسفت أخلاقها ومحت قيمها وتعرت سوءتها حين تصدّرت الحرب بجميع أشكالها وشنته بكل جبروتها، ومزقت الأجسام، ودمّـرت البنى التحتية، ونهبت الثروات، وأوقعت من الدمار ملا يمكن وصفه، وَقادت أساطيل حربية، وحرّكت حرباً إعلامية واسعة وشذاذَ الآفاق؛ بغرض واضح هو أن تدمّـر كُـلّ شيء وبكل استطاعتها ولا زالت في غيها.
أية مملكة هي تلك قد فقدت عفتَها وتصدرت حتى الرذائل ذاتها! والسعوديّة تقف اليوم على محاولة إعطاء نفسها صك البراءة وتبحث عن الثغور التي قد تُسعفها للخروج من مأزقها فتارة تصف نفسها بالوسيط وتارة تدعو الأطراف اليمنية للصلح؟!
وحتى الآن ما زالت تحَرّكاتها تحت رعاية أمريكية بامتيَاز، الغريب في الأمر بعد كُـلّ التعري الذي وصلت إليه والمتغيرات التي حصلت إلا أنها لا زالت تكابر وتتلاعب، مَا الذي تريده ولماذا تريد كسب الوقت في ظل هذه الفترة بالذات! لكن الجدير بالذكر أن الخيار الآخر قد يوقظ قيلولتها، فالعروض اليمنية للقوات المسلحة والصناعات الحربية لم تأتِ من فراغ وعلها لم تنتبه لتلك الرسالة حتى ينفد الوقت ويُنّفذ الخيار.
تحَرّكات واضحة لأمريكا في جنوب اليمن وتغذية واضحة لبوادر الانفصال مع محاولة الإيقاع بمحافظة حضرموت؛ لتكون قاعدة للتحَرّكات الأمريكية في المنطقة مع تغذيتها اقتصاديًّا ونهب ما تحويه المحافظة من ثروة نفطية كبيرة! وهنا السعوديّة تتلاعب وتُماطل لتكسب مزيداً من الوقت ومن تحت الطاولة مشاريع التقسيم والتجزئة وتغذية الصراعات وكسب المرتزِقة تجري على قدمٍ وساق، وهي الآن تحاول إيهام العالم بأنها في هدنة! نعم هدنة مشبعة بالخطط التي تنتهك بها سيادة اليمن أرضاً وإنساناً، بل هي لا زالت تراهن على الغطاء العنكبوتي الأمريكي، ولم تعِ بعد أنه إذَا دق ناقوس الخطر على أمريكا وفشلت مخطّطاتها وستفشل لا محالة، ستنسحب تاركة إياها لقدرها!
أي غباءٍ لا زالت تسبح فيه السعوديّة؟! وما هي معايير مراهنتها ومساومتها! ويحصل هذا بعد انهدام لكل مشاريعها وأهدافها السابقة في اليمن وحتى على مستوى مرتزِقتها عجزت كَثيراً على أن تمسك بزمام السيطرة عليهم والتحكم فيهم! إضافة إلى أن متغير القوة قد تحقّق في اليمن، فَلِـــمَ تغامر وعلَّها في غمرة سكرتها الآن! لتوهم نفسها ولتحاول التخلص مما على عاتقها من حق للشعب اليمني، ومن جهةٍ أُخرى تسعى دؤوبة لخلخلة اليمن وتجزئته بل وهدمه ليسهل السيطرة عليه واستغلاله.؟!
لم يصل الشعب إلى ذروة اعتقاده بأنه سيأخذ حقه ممن وقع به الظلم والدمار كما وصلت به ثقته اليوم سواءً بالحرب أَو السلم وعن المثل سيصدق: “لن تموت العرب إلا متوافية” وعن مملكة الغباء لا زالت تقف على شفا جرف هارٍ أمام شعب وقيادة كلاهما موحد القرار والاختيار، وعلها تلعب على وتر الملف الإنساني ولم تدرك أنه إذَا جد الجد ستنفذ القيادة ما وعدت بعده وحذرت منه!؛ لينطلق بعدها شعب أخذ حقوقه بحد الصواريخ وحر الرصاص، فالصمت لن يطول ومن عشق الكرامة لن ترضيه فتات الهُدن.
وحدث أنه عندما تكون هناك قيادة تمتلك من الحلم ما عرفه الجميع وتمتلك من شدة وقع الحدث ما انكوت به صدور الأعداء ألماً وخوفاً! وهنا وفي ظل هذه الأوضاع يجب على السعوديّة مضاعفة الحذر والإذعان للصلح المشروع، فما الذي سيحصل إذَا عادت اليمن إلى خيار الحرب، والشعب مستعد لذلك والرجال يعشقون الموت كما يعشق الآخرون الحياة، إضافة إلى أن كفة الميزان قد خفضت جناحيها للشعب اليمني!؛ ولأن شعب الإيمان والحكمة يقول لطرف الحرب: إن تُحكِّمِ العقلَ والمنطق وتسير بشفافية نحو خطوات السلم الواضحة من حَـلّ للملف الإنساني، وإخراج القوات الأجنبية وإعادة إعمار ما دمرته في اليمن حقاً واستحقاقاً وليس منحة أَو صدقة! دون تلاعب ودون مراهنة على المماطلة وكسب الوقت! ما لم فلينتظروا؛ وحان لفرصة كهذه أن تتكرّر! وَالشعب بشغفه وحماسه ينتظر قرار الحرب أن يصدر؛ ليكونَ الحوارُ الحازم بعدها للطائرات المسيّرة والصواريخ اليمنية، وَإذَا ما نظرنا في الأمر فبالتأكيد أنها لم تُصنَع ليتم الاحتفاظ بها!