رسائلُ وتحذيراتُ قائد الثورة تثبّت معاييرَ السلام العادل وتغلقُ أبوابَ المزايدة
المسيرة | خاص
لا زالت الرسائلُ التي وجَّهها قائدُ الثورةِ، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، لدول العدوان في خطاب “ذكرى الصرخة” تتصدَّرَ واجهةَ المشهد؛ بما قدمته من معاييرَ ثابتةٍ لتقييم موقف العدوّ وقراءة تحَرّكاته؛ وبما تضمنته من إنذارات تضع تحالف العدوان ورعاته أمام مسؤولية خياراتهم ومواقفهم بشأن السلام.
وفي أصداء هذه الرسائل، أكّـد عضو الوفد الوطني المفاوض، عبد الملك العجري، أن السيد القائد “أشار في خطابه إلى أن المسؤولَ الأول عن التحَرّكات الأخيرة التي تستهدف وحدة اليمن هو دولُ العدوان؛ كونها الحاكمَ الحقيقي للمحافظات اليمنية المحتلّة”.
وقد تضمنت رسائلُ قائد الثورة تأكيداتٍ واضحةً على أن إجراءاتِ قوى العدوان ومرتزِقتها ومؤامراتهم في المحافظات المحتلّة مرفوضة و”ليست لها قيمة”، في إشارة إلى تحَرّكات العدوّ لفرض واقع الاحتلال وتمرير مشروع التقسيم هناك.
وَأَضَـافَ العجري، أن “ما أشار اليه السيد يعني في ما يعنيه أن دول العدوان تقدم السلام بيد وتطعنه في ظهره باليد الأُخرى، ومثّل هذا السلوك الهادم والغادر -حَقًّا- لا يساعدُ على بناء الثقة ويضعُ كُـلّ الخطوات السابقة على المحك”.
ويؤكّـد هذا التعليقُ أن رسائل قائد الثورة الأخيرة لدول العدوان لم تكن مُجَـرّد تنبيهات عادية، بل هي أقربُ إلى إنذارات أخيرة قد يترتب على تجاهلها فشل جهود السلام المبذولة منذ أكثر من عام برعاية الوساطة العمانية، وبالتالي عودة التصعيد.
وكان قائدُ الثورة قد رفع نبرةَ التحذير والإنذار بشكل ملحوظ في خطاب ذكرى “الصرخة في وجه المستكبرين” وأكّـد أن “استمرارَ استهداف البلد يعني استمرارَ التصدي بكل ما هو ممكن” وأن دول العدوان لن تكونَ بمنأى عن تداعيات استمرار الحرب والحصار، وأن معاناة الشعب اليمني لا يمكن أن تستمر بدون حساب.
ومثّلت التحَرّكاتُ الأخيرة لدول العدوان ومرتزِقتها؛ لفرض مشروع التقسيم في المحافظات المحتلّة، تصعيدًا خطيرًا ألقى بظلاله بشكل مباشر على المشهد التفاوضي، حَيثُ كان عضو الوفد الوطني عبد الملك العجري قد أوضح في وقت سابق أن هذا التصعيدَ يكشف عن وجودِ نوايا غيرِ طيبةٍ للتعامل مع جهود السلام المبذولة.
وتزامن هذ التصعيدُ مع بروز مؤشرات أُخرى على إصرار تحالف العدوان ورعاته على المماطلة ورفض تنفيذ مطالب الشعب اليمني الإنسانية والمشروعة التي تمثل الطريق الوحيد للسلام الفعلي؛ الأمر الذي غطَّى تماماً على التفاؤل المحدود الذي كان قد ظهر في الأجواء بعد مفاوضات رمضان الفائت.
ومن تلك المؤشرات محاولةُ السعوديّة لتضليل الرأي العام، من خلال تقديم نفسها كـ”وسيط بين اليمنيين”؛ وهو ما وصفه قائد الثورة في خطابه الأخير بأنه “نكتة” واستخفاف بجهود السلام.
ومن المؤشرات أَيْـضاً دخول الولايات المتحدة على خط جهود السلام، من خلال إرسال مبعوثين إلى السعوديّة والمنطقة، في مسعى للدفع نحو مواصلة الحرب والحصار، بحسب ما أكّـدت وسائل إعلام أمريكية؛ وهو أَيْـضاً ما أكّـده الرئيس المشاط قبل أَيَّـام، حَيثُ قال: إن “واشنطن ترفض معالجة الملف الإنساني ودفع المرتبات”، محمِّلًا السعوديّة مسؤولية الاستجابة لهذا “الابتزاز الأمريكي”.
ووفقًا لكل ذلك، فقد رسمت رسائلُ قائد الثورة الأخيرة ملامحَ المرحلة الراهنة بوضوح تام يغلقُ كافة أبواب التضليل، ويؤكّـد بشكل واضح لدول العدوان وللعالم أكمله أن تمسك اليمن بحقه في الدفاع عن نفسه وعن استحقاقات شعبه، لا يقبل الالتفاف عليه بأية مراوغات أَو مماطلات، وأن استخدام التفاوض كغطاء لكسب الوقت، لن يُعفِيَ دول العدوان من تداعيات استمرار الحرب والحصار.