دورُ مجلس الشورى في ظل العدوان والحصار.. بقلم القاضي/ علي يحيى عبدالمغني
على الرغم من المهام والاختصاصات التي يتمتع بها مجلس الشورى في الدستور والقانون رقم93 لسنة 2002م بشأن اللائحة الخَاصَّة بالمجلس إلا أن هذه المهام والاختصاصات ظلت خلال النظام السابق حبراً على ورق والعضوية فيه حكراً على حزبَيْ الإصلاح والمؤتمر، وعلى الرغم من الامتيَازات والموازنات الضخمة التي كان يتمتع بها المجلس إلَّا أنها لم تقدم شيئاً للبلد ولم يكن المجلس يذكر بين مؤسّسات الدولة.
وظل الحال كذلك حتى جاءت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر بقيادة وطنية مخلصة خرجت من رحم المعاناة وحملت هموم الشعب على عاتقها ودعت كافة الأحزاب والمذاهب والتيارات اليمنية إلى توقيع اتّفاقية السلم والشراكة التي تم توقيعها برعاية أممية، ولم يكن توقيع بعض الأحزاب والشخصيات العميلة عليها سوى مناورة سياسية حتى تكتمل الترتيبات للعدوان على اليمن وإجهاض هذه الثورة التي انحازت للشعب ورفضت الوصاية عليه.
ما هي إلَّا شهور قليلة حتى بدأ العدوان على اليمن في السادس والعشرين من مارس لسنة 2014م فتخلت تلك الأحزاب والمذاهب والشخصيات التي حكمت البلد لعقود من الزمن عن القيام بواجبها في الدفاع عنه، بل وأعلنت انضمامها جهاراً نهاراً إلى صفوف المعتدين الذين تكالبوا على وطنهم وشعبهم من كافة انحاء العالم، إلا أن ذلك لم يرهب القيادة الثورية بل زادها ذلك عزيمة وإصراراً على الدفاع عن الوطن رغم قلة العدد والعدة وكان لها ذلك والتف من حولها كافة أبناء الوطن وعلى الرغم من التضحيات الجسيمة إلا أن الشعب اليمني استطاع بفضل الله أن يلحق بالمعتدين خسائر كبيرة جعلتهم يولون الأدبار ويجرون أذيال الهزيمة.
وبعد أن استقرت الأوضاع العسكرية وبدأت الكفة ترجح لصالح الجيش اليمني واللجان الشعبيّة توجّـهت القيادة الثورية والسياسية لتفعيل مؤسّسات الدولة ومنها مجلس الشورى الذي لم يعد حكراً على حزب أَو مذهب أَو طائفة، بل صار مفتوحاً لكافة الأحزاب والمذاهب والطوائف الوطنية التي كان لها موقف واضح من العدوان على اليمن، وأصبحت الطوائف الصوفية والإسماعيلية والزيدية وغيرها ممثلة في مجلس الشورى حتى التيار السلفي له من يمثله بالمجلس إيمَـاناً من القيادة الثورية بأهميّة توسيع المشاركة الشعبيّة في الحكم والإدارة، ولم تعد النصوص الدستورية والقانونية المتعلقة بمجلس الشورى حبراً على ورق بل صارت خططاً وبرامج يمارسها أعضاء المجلس على الأرض، ولم يكتفوا بالدراسات والاستشارات التي يقدمونها للقيادة السياسية للنهوض بوضع الهيئات والمؤسّسات والوزارات، بل صاروا شريكاً فاعلاً للحكومة وغيرها من مؤسّسات الدولة في كافة الميادين والساحات.
ومن تابع نشاطَ أعضاء المجلس خلال حملة إعصار اليمن سيجد أن دور المجلس كان بارزاً في ذلك، وكذلك في بقية المناسبات وخُصُوصاً مناسبة المولد النبوي الشريف، وَأَيْـضاً الزيارات العيدية للمرابطين في الجبهات، إضافة إلى ما يقوم به أعضاء المجلس من دور في معالجة الخلافات والثارات القبلية، وكذلك تشجيع وتبني المبادرات الزراعية والمجتمعية وغيرها، وهناك أرقام كبيرة في عدد القوافل التي ساهم أعضاء المجلس في إخراجها للجيش واللجان الشعبيّة خلال الفترة الماضية، وكذلك عدد القضايا القبلية التي عملوا على حلها وَأَيْـضاً المبادرات التي شاركوا في تنفيذها؛ وهو ما لمسته القيادة الثورية والسياسية وأثنت عليه وأشادت به رغم قلة الإمْكَانيات التي يعاني منها المجلس في ظل العدوان والحصار.
* أمين عام مجلس الشورى