كُــنْ في الإعلام مجاهداً..بقلم/ احترام عفيف المُشرّف

 

كُنْ في الإعلام مجاهداً كلمة للسيد القائد -حفظه الله- اختصرت الكثير واندرج تحتها المعنى الكبير، كُن في الإعلام مجاهداً واعلم بأنك في مهمة وإن كلمتك ستبقى ويبقى أثرُها وتأثيرُها؛ فاحْــــذَرْ وحاذِرْ السقوطَ في هاوية من سقطوا بكلماتهم وأسقطوا أمماً وغيَّروا فكرَ وعقيدةَ ومنهجَ مَن تابعهم وتأثَّر بكلماتهم!

إذا قرّرت أن تكونَ إعلامياً فحدّد هُــوِيَّتَك التي ستعرف بها واختر منهجك الذى سوف تحاسب عليه وعلى من عمل به أمام الله، لا تأخذ قلمك إلا وأنت على بصيرة فيما ستكتب عنه واجعل نصب عينيك رضى الله ولا أحد سواه، كن ملماً بما ستكتب وعمن ستهرق مداد قلمك الذي سيكون شاهد لك أَو عليك.

إذا قرّرت أن تكون إعلاميًّا فاعلم بأن الله يراقب ويحاسب فاحذرهُ واخشاه حق الخشية، إذَا قرّرت أن تكون إعلامياً إياك أن تكون إمعة تطبل مع المطبِّلين أَو من الذين اختاروا أن يكونوا كالذباب يرعى موطن العلل! بل عليك أن تتقي ربك وتقول للمحسن: أحسنت، غير راجٍ منه جزاءً أَو شكورًا، وتقول للمسيء: أسأت، ولا تخشَ في الله لومة لائم.

إذَا قرّرت أن تكون إعلامياً فاعلم بأنك بشرٌ وأن من تكتب عنهم بشر فلا ترفعهم إلى المرتبة الملائكية، ولا تنزلهم إلى درك الشياطين، تذكر هم بشر كما أنت بشر.

اعلم أيها الإعلامي بأن ميدانَ الإعلام -كما ميادين المعارك- يحتاج للخبرة والممارسة والدروع التي تحصِّنُ صاحبها من ضربات العدوّ والتي تأتي على غير توقع، وعلى من قرّر دخول هذا الميدان أن يستعد ويعد عدة حربه من وعي وبصيرة وثقافة حقة غير مغلوطة ويستعد لمواجهة عدوٍّ ليس بالهَيِّن ولا بالضعيف، وعليه أن يعرف أن عدوه قد أعد عدته منذ وقت طويل وبنى قلاعه الإعلامية والتي هدفها وأَسَاس إقامتها هو استقطابك؛ لتكن إحدى أدواتهم التي يوجهونها حيثما أرادو وكيفما شاءوا.

ليكن دخولُك الميدان دخولَ فارس لا يتقهقر أمام ترسانة عدوه وإن كانت مهولة، فهو قد تسلح وتحصن ودخل وقد جعل له قائداً ومرشداً وهو ما لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، كتاب الله العزيز، وسيرة النبي المختار ومن سار على نهجه ومنهجه؛ لتكن بذلك قوياً ملماً مدركاً ما تقول إذَا أردت القول وكيف سترد إذَا سئلت وترشد من ضل الطريق، هذه نصائحُ؛ كي تكن إعلامياً محنكاً بالوعي والحكمة.

إذا دخلت الإعلام فاعلم أنك محطُّ أنظار عدوِّك وصديقك؛ فلا تخذل الصديق الذي وثق بك وجعلك متكلماً عنه معبراً عما يعجز هو عن تعبيره، وإيصاله إلى من يهمه الأمر فلا تخذله ولا تخن من وثقوا بك وبقلمك وحملوك الأمانة، وأما عدوك فاعلم بأنه متربص بك ومتأهب لزلتك يسعى حثيثاً لعثرتك، واعلم بأن عدوك في الإعلام أخطر من عدوك في الميدان، فهو مندس كالسم في العسل وهو لا يواجهك وحدك بل سلاحه موجه لكل من حولك لأمك وأختك وطفلك وجارك وعليك أن تكون متمرسًا.

واعلم بأن سلاحك الذي اتخذته وهو الكلمة سلاحاً فتاكاً، وليكن قدوتك في ذلك الإمام الحسين -عليه السلام- الذي استشهد وأريق دمه ودماء العترة الطاهرة من آل بيت النبوة ومن والاهم ووقف معهم عندما قالوا له: قُلها يا إمامُ إنْ هيَ إلا كلمةٌ، فقال لهم كلمته المشهورة: “أتعرف ما معنى الكلمة؟ مفتاح الجنة في كلمة، دخول النار على كلمة، وقضاء الله هو كلمة، الكلمة لو تعرف حرمة الكلمة نور، وبعض الكلمات قبور”.

وليس بجديرٍ بأحد قرّر أن يكون في ساحة الإعلام إلا أن يكون قد حفظ كلمات سيدنا الحسين التي تعتبر نبراسًا لمن أراد الدخول إلى هذا الميدان.

اعلم بأنه ما قامت الحروب واستشهد الشهداء منذ بدء الخليقة وإلى نهاية الدنيا إلا في سبيل إعلاء كلمة الحق ومقارعة كلمات الباطل؛ فلا تستهن إذَا قرّرت أن تكون إعلاميًّا، وكن في الإعلام مجاهداً، واعلم بأن الأقلام تحرّر وتقرّر!

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com