عميد كلية الزراعة بجامعة ذمار الدكتور عادل العنسي في حوارٍ لـصحيفة “المسيرة: موجِّهاتُ قائد الثورة حفّزت الطلاب على الالتحاق بكلية الزراعة والطب البيطري
المسيرة – حاوره محمد صالح حاتم:
أكّـد عميد كلية الزراعة والطب البيطري بجامعة ذمار الدكتور عادل عبد الغني العنسي، أن موجِّهات قائد الثورة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- بالاهتمام بالتعليم الزراعي والبيطري وتطويره وتحديثه حفزت الطلاب وأولياء الأمور على الالتحاق بها.
وقال الدكتور العنسي في حوارٍ خاص مع صحيفة “المسيرة”: إن الكلية استوعبت العام الماضي 200 طالب وطالبة، وأنهم بصدد زيادة الطاقة الاستيعابية هذا العام إلى 450 طالباً.
وأشَارَ إلى أن المستشفى التعليمي البيطري بذمار قيد الإنشاء يعتبر ثالث أكبر مستشفى بيطري في الشرق الأوسط، وأسس ليخدم منطقة شبه الجزيرة العربية والقرن الأفريقي كمركز بحثي متطور، وأن كلية الزراعة والطب البيطري بجامعة ذمار اهتمت بتحديث المناهج الدراسية وتوصيفه لتوافق احتياجات السوق وتوجّـهات البيئة الراهنة.
إلى نص الحوار:
– بدايةً دكتور عادل، مع بدء فتح باب التنسيق للتسجيل في الكلية لهذا العام.. ما مدى إقبال الطلاب والطالبات خريجي الثانوية العامة للالتحاق بكلية الزراعة والطب البيطري؟
على الرغم من ارتفاع الوعي بأهميّة التعليم الزراعي والبيطري في الفترة الأخيرة إلَّا أنه للأسف الشديد لا يزال هناك عزوفٌ ملحوظٌ من الطلاب على الالتحاق بكليات الزراعة والطب البيطري، والسببُ هو نُدرةُ وجود فرص عمل لخريجي كليات الزراعة والبيطرة، سواءً في القطاع العام أَو الخاص؛ لذا نرى أن برامجَ التمكين الاقتصادي لخريجي الكلية وتوفيرَ فرص عمل لهم ستزيدُ من الإقبال.
كما أن الإقبالَ من الطالبات ضعيفٌ أَيْـضاً؛ فلا تزيد نسبتهن عن 5-10 % من العدد الكلي، والسببُ هو عدمُ توفُّر سكن للطالبات من خارج محافظة ذمار والنظرة للمجتمع للخريجات كطبيبات بيطرة، أو مهندسات زراعة؛ كون هذه الأعمال من وجهة نظر المجتمع حكراً على الرجال، رغم أن المرأة الريفية هي المحرك الأَسَاسي لاستمرارية القطاع الزراعي في الكثير من مناطق اليمن.
– ولكن برأيكم دكتور.. ما أهميّة التعليم الزراعي والبيطري في النهوض بالقطاع الزراعي بشكل عام؟
يعتبر التعليم الزراعي والتعليم البيطري من أهم الأدوات لتحسين الإنتاج الزراعي والحيواني، وهناك العديد من الجوانب التي تؤكّـد على أهميّة التعليم في هذا المجال، ومنها:
- تحسينُ مهارات المزارعين والعاملين في الزراعة وتربية الحيوان، وتحسينُ إدارة المزارع والمنشآت الزراعية.
- تعزيزُ سلامة الأغذية الحيوانية والنباتية، وتعزيز قدرة الدولة على تلبية حاجاتها الغذائية المحلية، وتصدير المزيد من المنتجات الزراعية إلى الأسواق الدولية.
- توفير فرص العمل في الزراعة، وتعزيز الاستثمار والتنمية المستدامة في هذا القطاع.
- تعزيز الإنتاجية والربحية للمزارعين وصغار المربين، من خلال الاستفادة من تقنيات الزراعة والحيوانية الحديثة، وتحديث المزارع والمنشآت الزراعية القائمة.
- توفير التعليم الزراعي والتعليم البيطري للشباب، وزيادة الوعي بأهميّة هذا القطاع وفرص العمل المتاحة، وبالتالي تشجيع المهارات اليدوية والحرفية في المجتمع لتطوير القيمة المضافة وزيادة الاستقلالية المالية.
لذلك الاستثمار في التعليم الزراعي والتعليم البيطري يعد مفتاحًا لتعزيز الإنتاجية والاستدامة في هذا القطاع المهم، وتعزيز التنمية الاقتصادية.
– دائماً في محاضراته وخطاباته ودروسه، يحُثُّ السيد القائد عبدالملك الحوثي -يحفظه الله- على الاهتمام بالتعليم الزراعي وتطويره وتحديثه.. ما رؤيتكم في كلية الزراعة والطب البيطري لتنفيذ هذه الموجهات؟
بالتأكيد، يشدّد السيد القائد عبدالملك الحوثي، دائماً على أهميّة التعليم الزراعي والطب البيطري والتطوير المُستمرّ في هذا المجال، وهذا يرتبط بشكل كبير بمشروع المسيرة المباركة في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الشاملة للقطاع الزراعي والسمكي في اليمن كأَسَاسٍ للاقتصاد الوطني.
المسؤوليات التي تواجه كليات الزراعة والطب البيطري في اليمن تتعلق بالاهتمام بالتعليم الزراعي والبيطري لتخريج كوادر كفؤة تمتلك كُـلّ المهارات العلمية والعملية التي يحتاجها سوق العمل عن طريق تحديث الخطط التعليمية والتدريبية بشكل مُستمرّ، وتحسين عملية التدريس والتعلم، إضافة إلى دور هذه الكليات كمراكز بحث علمي لحل المشاكل الفنية التي تواجه المزارعين وتطوير التقنيات الزراعية لزيادة الإنتاج الزراعي، كما أن هذه الكليات هي مراكز استشارات زراعية وبيطرية وبيوت خبرة لها توفر الإرشاد والحلول للمزارعين.
– ما هي البرامجُ والأقسامُ المتوفرة في كلية الزراعة والطب البيطري بجامعة ذمار؟
بدايات كلية الزراعة والطب البيطري كانت مترافقةً مع قرار إنشاء جامعة ذمار في العام 1996م، وبدأت بقسمين، هما: قسم الطب البيطري والقسم الزراعي الذي يضُمُّ شُعبةَ الإنتاج النباتي وشعبة الإنتاج الحيواني.
وقد مثَّل إنشاء هذه الكلية وجود أول مؤسّسة تعليمية يمنية تمنح شهادة البكالوريوس في الطب والجراحة البيطرية، والتي اعتمدت على كادر تدريسي متخصص من العراق الشقيق وبعض البلدان العربية كسوريا ومصر والسودان لعدم وجود كادر تدريسي بيطري يمني متخصص حاصل على درجة الدكتوراه آنذاك وحَـاليًّا كُـلّ الكادر التدريسي يمنيين، بعد ذلك صدر القرار الجمهوري رقم (6) لسنة 2006م بإنشاء كلية الطب البيطري والمستشفى التعليمي البيطري الملحق بها.
وفي العام 2006م تم إنشاء قسم التقانة الحيوية وتكنولوجيا الأغذية، بقرار من المجلس الأعلى للجامعات، وفي العام 2022م تم فتح تخصصات جديدة في كلية الزراعة هي المحاصيل الحقلية ووقاية النبات والبساتين.
– ماذا قدمت كلية الزراعة والطب البيطري في جامعة ذمار للوطن والمجتمع؟
ساهمت الكلية في رفد سوق العمل المحلي بحوالي 1400 مهندس زراعي في الإنتاج النباتي والحيواني والصناعات الغذائية، كما رفدت سوق العمل المحلي والإقليمي بأكثر من سبعمِئة طبيب بيطري، وقبل هذه الكلية كان اليمن يعتمد على كادر بيطري أجنبي في القطاع العام والخاص باستثناء أعداد محدودة من الأطباء البيطريين اليمنيين الذين أوفدتهم الدولة للدراسة في الخارج أَو خريجي معاهد، والآن فَـإنَّ 99 % من القطاع الخاص وخُصُوصاً قطاع صناعة الدواجن يعتمد على كادر بيطري من هذه الكلية وليس فقط بسوق العمل المحلي بل والإقليمي؛ فالأطباء البيطريون في محاجر جيبوتي والصومال وأريتريا وبعض المنافذ البحرية كالسعوديّة، يعتمد على أطباء بيطريين متخرجين من كليتنا؛ ولهذا فَـإنَّ الكلية مساهمة بشكل فعال عن طريق مخرجاتها في دعم الاقتصاد الوطني من خلال زيادة الإنتاج الزراعي والحيواني وتنميته كَمًّا ونوعًا.
– كم الطاقة الاستيعابية للكلية؟
استوعبت الكلية العام الماضي 200 طالب وطالبة، ونحن بصدد زيادة الطاقة الاستيعابية إلى 450 طالباً العام القادم بزيادة 250 %؛ استجابةً لموجهات قائد الثورة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله-.
– ماذا عن البِنية التحتية التي تمتلكها كلية الزراعة والطب البيطري بجامعة ذمار؟
لدينا بنية تحتية بالكلية، وَلدينا كادر تدريسي متخصص مؤهل حاصل على أعلى الشهادات من أرقى الجامعات العربية والعالمية، والكادر التدريسي هو أهم عناصر البنية التحتية؛ فما دامت العقول موجودة فبالإمْكَان توفير باقي العناصر للبنية التحتية، ولدينا معامل ومختبرات وأجهزة تستعمل لتدريب الطلاب معمليًّا وكذا إجراء الأبحاث العلمية، ولدينا أراضٍ زراعية كبيرة وخصبة وعدة آبار ارتوازية وحراثة وشبكة مياه، وبدأنا منذ شهور بإنشاء معمل لبذور المحاصيل الحقلية للتطبيق العملي لطلبة المحاصيل، كما نسعى بكل جهد لمتابعة استكمال البنية التحتية وخَاصَّة في ما يلي:
- متابعة الجهات المختصة في وزارة المالية والتخطيط ورئاسة الجامعة لاستكمال مبنى كلية الطب البيطري ومبنى المستشفى التعليمي البيطري، حَيثُ تم إنشاء الكلية والمستشفى عبر قرض من بنك التنمية الإسلامي ووصلت نسبة الإنجاز في الإنشاءات إلى 90 % للكلية ونسبة 80 % للمستشفى التعليمي البيطري، والإنشاء والتجهيز كان وفق مقاييس دولية ويعتبر هذا المستشفى ثالث أكبر مستشفى بيطري في منطقة الشرق الأوسط، وأُسِّسَ كي يكونَ مركَزَ ترصُّدٍ وبائي لمنطقة شبه الجزيرة العربية والقرن الأفريقي، وفيه أجهزةٌ ومعدات بحثية متطورة وصل إلينا ما نسبته 38 % تقريبًا، وفي الاتّفاق بين الحكومة والبنك فَـإنَّه سوف يتم إيفادُ طلاب من الدول الإسلامية والعربية على نفقة البنك الإسلامي للدراسة في اليمن.
وفي حال إكمال هذين الصرحين المستشفى والكلية فَـإنَّ خدمات المستشفى ستغطي الجمهورية كاملة وليس فقط جامعة ذمار أَو كليتنا، فهو كما قلت أسس ليخدم منطقة شبه الجزيرة العربية والقرن الأفريقي كمركز بحثي متطور.
- بناء قاعات دراسية لاستيعاب الزيادة في أعداد الطلبة المنتسبين في الكلية، خَاصَّة بعد زيادة الطاقة الاستيعابية 250 % وفتح تخصصات جديدة.
- إنشاء معامل للتخصصات الجديدة وقاية نبات ومحاصيل حقلية وبساتين.
- إعادة تأهيل المزرعة التعليمية في الكلية وهي مزرعة إنتاج نباتي وحيواني؛ وبذلك سنتمكّن من تدريب طلابنا، وكذا إجراء الأبحاث، بيع المنتجات وإيجاد موارد مالية للكلية توجّـه للعملية التعليمية بالكلية والارتقاء بها، ونطمح أن تصل الكلية للاكتفاء الذاتي وتعتمد على نفسها في أداء دورها التعليمي.
– المناهج الدراسية من أَسَاسيات العملية التعليمية.. ماذا عنها في كلية الزراعة والطب البيطري من حَيثُ تحديثها وتوصيفها وتطويرها لتواكب التطور المتسارع في هذا المجال ومواءمتها مع البيئة والواقع اليمني؟
تحديث المناهج الدراسية وتطويرها يعد من الأمور الحيوية لضمان تواكب الكلية والتطور المتسارع في مجالات الزراعة والبيطرة، وكذلك لتتماشى مع البيئة والواقع اليمني.
ولقد اهتمت كلية الزراعة والطب البيطري بجامعة ذمار بتحديث المناهج الدراسية وتوصيفها بطريقة تضمن تطويرها وتوافقها مع احتياجات السوق وتوجّـهات البيئة الراهنة ومتطلبات الواقع اليمني، وذلك من خلال الآتي:
- عقد الاجتماعات الدورية: يتم عقد الاجتماعات الدورية لأعضاء هيئة التدريس لمناقشة المناهج الدراسية وتحديثها وتطويرها بحكم خبراتهم ومعرفتهم الواسعة في المجالات المختلفة.
- إجراء دراسات استبانة واستطلاعات الرأي: يتم إجراء دراسات استبانة واستطلاعات الرأي لطلاب الكلية والمؤسّسات الزراعية والحيوانية وأصحاب العمل؛ للحصول على آرائهم ومقترحاتهم حول تحديث وتطوير المناهج.
- عقد ورش العمل: تُعقد ورش العمل بشكل منتظم لمناقشة التطورات في المجالات المختلفة وتحديث المناهج الدراسية وإدخَال التحديثات اللازمة.
- تحديث المناهج الدراسية وتوصيفها: يتم تحديث المناهج الدراسية بشكل دوري وإدخَال التحديثات اللازمة لتواكب التطورات المُستمرّة في المجالات المختلفة، كما يتم وصف المناهج بشكل واضح وشامل لتتناسب مع احتياجات السوق ومتطلبات البيئة والواقع اليمني.
- إدخَال التقنيات الحديثة: يتم إدخَال التقنيات الحديثة والمعاصرة في التدريس والمناهج الدراسية لتطوير وتحسين العملية التعليمية وتمكين الطلاب من اكتساب المهارات الحديثة واللازمة لسوق العمل.
إلَّا أننا نعاني من نقص الدعم المالي لاستكمال التوصيف للبرامج التعليمية والمقرّرات الدراسية؛ لذا فَـإنَّ التوصيف في بعض البرامج غيرُ مكتمل وفي حال توفر الدعم المالي سنتمكّن من استكمال التوصيف.
– لا يُعتبَرُ التدريسُ بكلية الزراعة عِلماً بحد ذاته ولكنه مجموعة من العلوم.. لو تحدثنا عن هذه العلوم من واقع ما يدرس في كلية الزراعة والطب البيطري بجامعة ذمار؟
التدريسُ في كلية الزراعة والطب البيطري لا يعتبر علمًا بحد ذاته، ولكنه مجموعة من العلوم التي تهتم بالزراعة والبيئة ومجالات الحيوانات.
وتتنوع هذه العلوم وتشمل:
- علوم البيولوجيا والكيمياء الحيوية: وتهتم هذه العلوم بدراسة الأحياء الدقيقة والأيض والجينات والإنتاج الحيوي والتكيفات الحيوية في النباتات والحيوانات.
- علوم الزراعة: وتشمل هذه العلوم دراسة الزراعة والزراعة المستدامة والتربة والمياه والتسميد والإدارة الزراعية والآفات والأمراض الزراعية والموارد الطبيعية والمحاصيل النباتية.
- علوم الهندسة الزراعية: وتتناول هذه العلوم تصميم وتطوير وصيانة المعدات الزراعية وتطوير تقنيات الزراعة واستخدام الأتمتة والروبوتات في الزراعة.
- علوم الطب البيطري: وتهتم هذه العلوم بدراسة الصحة الحيوانية والوقاية والعلاج والتشخيص والتغذية وإدارة الحيوانات.
- البحوث العلمية والتجارب الحيوانية: وتهتم هذه العلوم بتصميم التجارب العلمية وتوفير تقنيات البحث وإدارة البيانات واستخدام الحيوانات في الأبحاث العلمية.
- علوم الإدارة والمحاسبة: وتشمل هذه العلوم إدارة الأعمال والمالية والتسويق والإدارة العامة والاقتصاد الزراعي وإدارة المشاريع.
هذه بعض العلوم التي تدرس في كلية الزراعة والطب البيطري بجامعة ذمار، وتعد هذه العلوم شاملة ومتنوعة لتأمين تعليم شامل لجميع الطلاب واحتياجاتهم المختلفة.
– كيف وجدتم الوعيَ بأهميّة التعليم الزراعي والبيطري من قبل الطلاب وأولياء الأمور في الفترة الأخيرة مقارنةً بما كان سابقاً؟
يمكن الجزم بصورة قطعية بزيادة الوعي بأهميّة التعليم الزراعي والبيطري من قبل الطلاب وأولياء الأمور في الفترة الأخيرة؛ للأسباب الآتية:
- موجِّهات السيد القائد عبدالملك الحوثي -حفظه الله- بالاهتمام بالتعليم الزراعي والبيطري وتطويره وتحديثه، والتي أثرت في تحفيز وتشجيع الطلاب وأولياء الأمور على اختيار هذه التخصصات والاستفادة منها.
- تأثير الحرب والحصار والعدوان على الأمن الغذائي والصحي في اليمن، والتي أظهرت ضرورة تعزيز القدرات الزراعية والبيطرية المحلية لتحقيق الاكتفاء الذاتي والتخفيف من المعاناة.
- دور اللجنة الزراعية والسمكية العليا في دعم وتمويل مشاريع وبرامج تطويرية في مجالات الزراعة والطب البيطري والأمن الغذائي في اليمن، والتي ساهمت في رفع مستوى التوعية والمهارات والخبرات لدى المستفيدين.
- الزيادة في معرفة الناس حول تأثير الزراعة والبيطرة على الصحة والبيئة: على سبيل المثال، يمكن أن يؤثر الاستخدام المفرط للمبيدات في الزراعة على الصحة العامة؛ وهذا يمكن أن يكونَ مطلبًا لوعي الناس بأهميّة التعليم في هذا المجال.
- تحديث المناهج والمختبرات والإمْكَانات التعليمية في كلية الزراعة والطب البيطري، وتوفير فرص التدريب والتأهيل والتوظيف لخرِّيجيها، وتعزيز التعاون مع المؤسّسات والمجتمعات المحلية؛ مما زاد من جودة التعليم وجاذبية التخصصات.
– ما هي أكثر البرامج أَو الأقسام التي يقبل الطلاب عليها بشكل كثير، ولماذا؟
المحاصيل الحقلية ووقاية النبات والبساتين والتقانة الحيوية والإنتاج الحيواني في كلية الزراعة، أما كلية البيطرة فهي ما زالت الكلية الأم الأولى في البيطرة في اليمن.
– ما مدى مواءمة مخرجات الكلية مع متطلبات سوق العمل؟
تقوم كلية الزراعة والطب البيطري بتقديم تدريب شامل ومتنوع يغطي مختلف المجالات الزراعية والحيوانية، وذلك يساعد على إعداد الخريجين للعمل في السوق العمل.
ويتم تصميم مناهج الكلية وفقًا لمتطلبات السوق العمل واحتياجات قطاعات الزراعة والحيوانات والبيئة؛ وبذلك تتمكّن من تزويد الطلاب بالمعرفة المتخصصة والمهارات اللازمة لنجاحهم في العمل في هذه المجالات.
وتحرص الكلية على إجراء الدراسات اللازمة لمعرفة متطلبات سوق العمل واحتياجاته، وتوظف هذه الدراسات في تصميم مناهج الدراسة وتحديثها بشكل مُستمرّ، وتقوم الكلية أَيْـضاً بتوفير الفرص للطلاب؛ للتعرف على متطلبات السوق العمل وتطبيق المهارات التي تعلموها في الكلية في الواقع العملي.
بذلك فَـإنَّ مخرجات كلية الزراعة والطب البيطري على دراية بمتطلبات سوق العمل، وتتماشى مع هذه المتطلبات، وقد تم توظيف الخريجين من الكلية في العديد من الوظائف المحلية والدولية في مجال الزراعة والبيطرة.
– عندما يتخرج الطالب من الكلية.. ما هي فرص العمل التي تنتظرُه؟
يتوفر للخريجين من كلية الزراعة والطب البيطري فُرَصُ عمل واسعةٌ في القطاع الزراعي والحيواني في اليمن وخارجها، ومن بين تلك الفرص:
- العمل كباحثين علميين في الأبحاث الزراعية والحيوانية، وذلك في الجامعات ومؤسّسات البحوث والشركات الخَاصَّة.
- العمل كأطباء بيطريين في القطاع العام أَو الخاص، وذلك في العيادات البيطرية ومنشآت الإنتاج الحيواني.
- العمل كمهندسين زراعيين في القطاع العام أَو الخاص، وذلك في الشركات الزراعية والمؤسّسات الحكومية والخَاصَّة.
- العمل في مجالات الإدارة الزراعية والحيوانية، وذلك في الجمعيات التعاونية والشركات الزراعية والحيوانية.
- العمل كمدرسين في المدارس الزراعية والكليات الزراعية والبيطرية.
- العمل كمستشارين في مجال الزراعة والحيوانات والتسويق.
- إنشاء مشاريع خَاصَّة في المجال الزراعي والحيواني.
وتعتبر فرص العمل لخريجي كلية الزراعة والطب البيطري مناسبة للأشخاص الذين يرغبون في العمل في المجالات الزراعية والبيطرية والبيئية، ويستطيعون العمل بنجاح في القطاعات الحكومية والخَاصَّة وغير الربحية، وكذلك العمل كمؤسّسين لمشاريع بيطرية وزراعية.
– الكلية تعد شاملة لمكونات القطاع الزراعي والبيطري.. أيهما أكثر وهل هناك علاقة بين التخصصين أَو مناهج مشتركة؟
كلية الزراعة تشمل مكونات القطاع الزراعي والبيطري بشكل شامل، وتقدم برامج ومناهج تعليمية تشمل عدة تخصصات، مثل: المحاصيل الحقلية، ووقاية النبات، والبساتين، والإنتاج النباتي، والتقانة الحيوية، وعلوم الأغذية.
ومن أجل تحقيق التكامل بين هذه المكونات التي تشكل القطاع الزراعي بشكل عام، تقدم كلية الزراعة دراساتٍ ومناهجَ مشتركةً بين مختلف التخصصات، التي تعزز التفاعل بين العناصر الرئيسية في القطاع الزراعي والبيطري.
وبالنسبة لتحديد إذَا كان التخصص الزراعي أَو البيطري هو الأكثر، فَـإنَّ هذا يعتمدُ على اهتمام واحتياج المجتمع المحلي، ولكن بشكل عام، يمكن القول إن كُـلًّا من الزراعة والبيطرة مُهِمٌّ للاقتصاد الزراعي والمجتمع بشكل عام.
علاوةً على ذلك، فَـإنَّ هناك علاقةً وثيقةً بين التخصصين، وبالتالي يجبُ على الطلاب الدراسةُ وفهمُ هذه العلاقة وتحديد كيف يمكن تحسين الإنتاجية في المزارع المتكاملة.
– الطب البيطري.. ما أهميتُه، ما واقعه بشكل عام في اليمن؟
الطب البيطري هو العلم الذي يدرس الأمراض والإصابات التي تؤثر على الحيوانات وكيفية الوقاية منها وعلاجها، ويعد أَسَاسيًا لضمان سلامة الغذاء الحيواني وصحة الإنسان، فالحيوانات تعد مصدرًا أَسَاسيًّا للغذاء والحصول على منتجات حيوانية، كما أنها تلعب دورًا كَبيراً في الزراعة والاستثمار الحيواني.
وفي اليمن، يعاني القطاع الحيواني من التحديات العديدة، بما في ذلك قلة الرعاية الصحية والوقاية من الأمراض الحيوانية ونقص البنية التحتية والموارد اللازمة لتطوير الصناعات الحيوانية، ومن خلال تعزيز الطب البيطري وتعليم المزارعين وأصحاب الحيوانات حول أهميّة الوقاية من الأمراض والعناية بصحة الحيوانات وإدارة مزارعهم بشكل صحيح، يمكن تحسين الإنتاج الحيواني وزيادة الإيرادات المالية للمزارعين وتوفير المزيد من فرص العمل في هذا القطاع المهم، وحل مشكلات المجتمع الزراعي فيما يخص الآفات والأمراض والأوبئة التي تصيب النباتات والثروة الحيوانية وكذا الصحة العامة، حيثُ إن هناك 356 مرضاً مشتركاً بين الإنسان والحيوان.
– من الإشكاليات التي يعاني منها القطاعُ الزراعي هو الإرشاد سواءً النباتي أَو الحيواني.. ما مدى الاهتمام بهذا التخصص في الكلية؟
الإرشادُ الزراعي والبيطري يلعبُ دورًا هامًّا في تحسين الإنتاجية وجودة المنتجات الزراعية والحيوانية، وفي كلية الزراعة والطب البيطري نولي اهتماماً كَبيراً لهذا التخصص.
ويوفر برنامج الإرشاد الزراعي والبيطري دورات في المهارات العملية ويشمل الإرشاد الفردي والجماعي، والاستشارات في مجالات الإنتاج الزراعي والحيواني وغيرها.
ويتم تدريس هذا التخصص في كلية الزراعة والطب البيطري عن طريق المشاركة في مسارات التخصص الزراعي والبيطري، ويتم توفير البرامج التدريبية والتعليمية لطلاب الكلية وجميع أفراد المجتمع المحلي المعنيين بنقل المعرفة والمهارات العلمية في هذا المجال.
كما يتم توفير الدعم الفني والعلمي والتوجيهي والفني للطلاب والمهنيين في مجال الإرشاد الزراعي والبيطري، وذلك لتحسين جودة أنشطة الزراعة والإنتاج الحيواني والدعم الفني للمجتمع المحلي.
– الثروة الحيوانية في اليمن تواجهُ عدة تحديات منها: الأمراض والأوبئة، وقلة المراعي، حدثنا عنها وأين موقعها عندكم في الكلية؟
الثروة الحيوانية في اليمن تعتبر ثروة وطنية هامة وتشكل جزءاً كَبيراً من القطاع الزراعي والاقتصاد الوطني، وتسهم في تحقيق الأمن الغذائي والصحي للسكان، وتوفير فرص العمل والدخل للأسر الريفية، ومن أهم أنواع الثروة الحيوانية في اليمن: الأغنام، الماعز، الأبقار، والإبل.
ومن المعروف أن تربية المواشي والثروة الحيوانية تواجه عدة تحديات في اليمن، منها على سبيل المثال لا الحصر:
الأمراض والأوبئة: تعاني الثروة الحيوانية في اليمن من انتشار بعض الأمراض المعدية والمشتركة مع الإنسان، مثل: حمى الوادي المتصدع، والجلد العقدي، والسل، والجدري، والطاعون، والسعار، وغيرها، وتؤثر هذه الأمراض على صحة وإنتاجية وخصوبة الحيوانات، كما تشكل خطراً على صحة الإنسان.
وتفاقمت هذه المشكلة؛ بسَببِ نقص المستلزمات والخدمات البيطرية، وضعف التشخيص والرصد والتقصي والتحصين، وانعدام التوعية لدى المربين بأساليب الوقاية والسلامة.
قلة المراعي: تشهد مساحات المراعي في اليمن انخفاضاً مُستمرّاً؛ بسَببِ التصحر والتدهور البيئي؛ نتيجة للتغيرات المناخية، وزيادة عدد السكان، وضغط التعدي على الأراضي، وقطع الأشجار، وزراعة المحاصيل غير الملائمة.
كما تتأثر جودة المراعي؛ بسَببِ التغذية المفرطة للحيوانات، أو انخفاض مستوى التغذية لديها، كُـلّ هذه العوامل تؤدي إلى نقص في مصادر غذاء الثروة الحيوانية؛ مما يؤثر سلباً على نموها وإنتاجها.
ضعف التنظيم: تفتقرُ تربية المواشي في اليمن إلى التنظيم والإشراف من قبل الجهات المختصة؛ مما يؤدي إلى عدم اتباع المعايير والضوابط في مجالات التكاثر، والتغذية، والصحة، كما يؤدِّي ذلك إلى انتشار ظواهر سلبية، مثل ذبح الإناث الصغار، والتهريب، والغش، والاتجار بالحيوانات المصابة أَو المستوردة بطرق غير شرعية، كُـلّ هذه الظواهر تضر بسُمعة قطاع الثروة الحيوانية في اليمن، وتقلل من قدرته على المنافسة في الأسواق المحلية أَو الخارجية.
كلية الزراعة والطب البيطري يمكنها أن تسهمَ في حَـلِّ هذه التحديات بالطرق التالية:
- توفير التعليم والتدريب العالي الجودة للطلاب والخريجين في مجالات الزراعة والطب البيطري، وتزويدهم بالمعرفة والمهارات والقيم اللازمة للمساهمة في تطوير هذا القطاع.
- إجراء البحوث العلمية والتطبيقية المتعلقة بالثروة الحيوانية، وتوليد المعلومات والابتكارات والحلول التي تساعد في مواجهة التحديات وتحسين الإنتاجية والجودة.
- تقديم الخدمات التثقيفية والاستشارية للمربين والمزارعين في مجالات الصحة الحيوانية، والتغذية، والتكاثر، والإخلاص، والسلامة، وتوعيتهم بأهميّة اتباع الممارسات السليمة في تربية المواشي.
- تعزيز التعاون مع الجهات المختصة في القطاع الحكومي والخاص والمجتمع المدني، لدعم قطاع الثروة الحيوانية، وتنسيق الجهود والبرامج والمشاريع المشتركة في هذا المجال.
- نشر ثقافة احترام وحفظ الثروة الحيوانية كثروة وطنية، وتشجيع المواطنين على استثمارها بشكل مستدام، وحمايتها من التهديدات والأخطار.
– الأدوية البيطرية.. هل تدرَّسُ في الكلية بحيث يستطيعُ الخريجُ تحضيرَها في حال وجدت المواد الأولية والمعامل؟
الأدوية البيطرية تدرس في كلية الزراعة والطب البيطري ضمن عدة مقرّرات في الطب البيطري، حَيثُ يتم تدريس الجوانب النظرية والتطبيقية لتحضير الأدوية البيطرية واستخدامها بشكل فعال وآمن، وعادةً ما تشمل المناهج دراسة تشريح الحيوانات ووظائف أعضائها، وقواعد العلاج البيطري، وتركيب الأدوية البيطرية، وأهميّة استخدامها بطريقة صحيحة ومناسبة.
فيما يتعلق بتحضير الأدوية البيطرية، فَـإنَّه يتطلب مواد أولية معينة ومعامل متخصصة، وهذا يعتمد بشكل كبير على التخصص والمهارات الفنية للخريج، وعادةً ما يتم تحضير الأدوية البيطرية في المصانع المتخصصة التي تستخدم معادلات معقدة وتقنيات متقدمة، ولا يفوتنا في هذا المجال تقديم الشكر والتقدير للشركات اليمنية المصنعة والمستوردة للأدوية البيطرية على دعمهم المُستمرّ للكلية بإمدَادها بالأدوية البيطرية لغرض التطبيق الميداني والعملي لطلبة البيطرة.
وعلى الرغم من ذلك، يمكن للخريج الذي يمتلك معرفة وخبرة كافية تحضير بعض الأدوية البيطرية بطريقة يدوية في المعامل المنزلية، إذَا توافرت المواد الأولية المناسبة وتم احترام جميع إجراءات السلامة والصحة المهنية.
ويجب الإشارة إلى أن هذا لا يستغرق الكثير من الوقت والتكلفة؛ لذلك فَـإنَّ العديد من الخريجين يفضِّلون شراء الأدوية البيطرية المصنعة بدلاً عن تحضيرها بأنفسهم.
– هل توجد دراسات عليا في الكلية ماجستير ودكتوراه؟
نعم يوجد ماجستير صحة عامة وأمراض دواجن وتوليد بيطري في كلية البيطرة، وماجستير محاصيل حقلية ووقاية نبات وإنتاج حيواني وتقانة حيوية وعلوم أغذية في كلية الزراعة.
– ما الصعوباتُ التي تواجهكم في كلية الزراعة والطب البيطري بجامعة ذمار؟
شُحَّةُ الموارد المالية وانعدام موازنة لكليات الزراعة والبيطرة، وتعتبر كليات الزراعة والبيطرة من الكليات المصنفة، فهي كليات فقيرة، وهذا يؤثر في جودة العملية التعليمية، كما أن انقطاع المرتبات لأعضاء هيئة التدريس أَدَّى إلى انقطاع وعزوف بعض الأساتذة عن الالتزام بالحضور وإلقاء المحاضرات بالشكل المطلوب، كما أننا كلية تطبيقية يلعب الجانب العملي دوراً هاماً في جودة العملية التعليمية وتحتاج الكلية إلى المال لشراء المحاليل والكيماويات المعملية، وكذا لا بدَّ لنا من الزيارات الميدانية بشكل مُستمرّ لتدريب طلابنا في الحقول والمزارع الحيوانية والنباتية، وكذا زيارات لمعامل ومختبرات الجهات الزراعية، كُـلّ هذا يحتاج لأموال.
ومن وجهة نظري فَـإنَّه يجب دعمنا لتوفير مصادر تمويل ذاتي مثل تأهيل عنبر الدجاج والمزرعة التعليمية وإنشاء بيوت محمية، وكذلك استكمال البنية التعليمية من معامل وقاعات، إضافةً إلى توفير أموال لتسيير العملية التعليمية والتطبيق الميداني للطلبة في الكلية.
هذه بعض الصعوبات التي تواجه كلية الزراعة والطب البيطري في جامعة ذمار، ويعمل القائمون على الكلية بالتعاون مع الحكومة المحلية والمنظمات الأُخرى على حَـلّ هذه المشاكل وتحسين جودة التعليم والبحث العلمي في الكلية.
– سؤال أخير.. ماذا يحتاج التعليم الزراعي والبيطري في اليمن حتى يؤدي دوره بالشكل المطلوب؟
حتى يؤدي التعليم الزراعي والبيطري في اليمن الدور المطلوب، يحتاج إلى توحيد المعايير المرجعية الأكاديمية لكليات الزراعة والبيطرة حتى نحصل على مهندس زراعي وطبيب بيطري بنفس الكفاءة والاقتدار في سوق العمل مهما كانت الكلية التي تخرج منها في اليمن في صنعاء أَو ذمار أَو إب… إلخ، إضافةً إلى دعم كليات الزراعة والبيطرة في اليمن من الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المحلي والدولي.
ومن بين الأمور الرئيسة التي تحتاجها كليات الزراعة والطب البيطري في اليمن:
1 – الدعم المالي: يحتاج التعليم الزراعي والبيطري في اليمن إلى الدعم المالي من الحكومة والجهات الدولية، وذلك؛ مِن أجل تنفيذ برامج ومشاريع تطوير البنية التحتية والمختبرات وتطوير المناهج وتدريب الكوادر، ومن شأن هذا الدعم المالي أن يحسن من جودة التعليم وتنمية القدرات والمهارات العلمية للكوادر.
2 – البنية التحتية: يحتاج التعليم الزراعي والبيطري في اليمن إلى البنية التحتية المناسبة، وذلك من خلال توفير المختبرات والتجهيزات والمعدات اللازمة، وتوفير المواد العلمية والأدوات المستخدمة في التعليم.
3 – التعاون المجتمعي: يحتاج التعليم الزراعي والبيطري في اليمن إلى التعاون المجتمعي، وذلك من خلال التعاون مع المجتمع والمزارعين والمربين والصناعات الزراعية لتحديد احتياجات السوق وتطوير الإنتاج والتسويق في المنطقة.
4 – التدريبُ المتواصل: يحتاجُ التعليم الزراعي والبيطري في اليمن إلى التدريب المتواصل للأفراد العاملين في هذا المجال، وتحديث المعارف العلمية والتكنولوجيا، وتطوير المهارات العملية.
5 – الاهتمام بالأبحاث العلمية: يحتاج التعليم الزراعي والبيطري في اليمن إلى الاهتمام بالأبحاث العلمية في هذا المجال، وتشجيع البحث العلمي والتطوير التكنولوجي؛ وذلكَ مِن أجل تحسين الإنتاجية والجودة وتحديث المناهج التعليمية والتقنيات الزراعية والحيوانية.